الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اهل السياسة - 8 - حول كلمة الرئيس ترامب في مجلس الشيوخ الامريكي

ماجد ساوي

2017 / 3 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


مجلس الشيوخ الامريكي هو بلا ريب عماد الديموقراطية الامريكية وحارسها المتيقظ وامينها الوحيد وكذلك عقلها المدبر وتحرك اصابع اعضاءه العديد من البيادق على رقعة العالم السياسية وتحكم تشريعاته وايضا تنفذ دون مناقشة في اغلب البلدان شرقيها وغربيها

يحظى اعضاءه بمكانه رفيعة ومنزلة محترمة بين الشعوب لكونهم دوما ينادون بحقوق البشر المشروعة عند حكوماتها - بالرغم من كونها مجرد مناداة الا انها حسنة منهم - وايضا لكونهم دائما يدافعون عن الطبقات المسحوقة والمظلومة حول العالم - وان كان دفاعا لاتخفى اهدافه على ذي بصيرة - ولانهم ايضا - ولا اشك في هذا - يحملون مشعل الحرية والحضارة - كما تراهما الامة الامريكية - ويثبتون مرارا انهم الارقام الصعبة في معادلات السياسة الدولية وتخشى منهم الكثير من العروش في اروقة الامم المتحدة وايضا داخل مخادعها وغرف نومها خلف اسوار قصورها

الرئيس ترامب - الخامس والاربعون - للولايات المتحدة الامريكية القى كلمة قيمة ومهمة داخله قبل اسابيع تابعها الكثيرون حول العالم ونقلتها الاقنية بعشرات اللغات وهو الذي يتربع على قمة الهرم الدولي ونفوذ دولته - الولايات المتحدة الامريكية - يغطي القارات الخمس ويرابط جنودها في عشرات وربما مئات القواعد حول المعمورة ضامنين الامن والسلم والاستقرار لشعوب مختلفة في ظل عالم يموج بالنزاعات والصراعات

كلمة الرئيس ترامب الاولى له في هذا المبنى - مبنى الكابيتول حيث يدار الاتحاد الامريكي وتدور المشاورات في اموره العظام - وفي هذا المجلس - مجلس الشيوخ - التي اسس فيها اسس فترته القادمة - لاربع سنوات - واعلن خطط ادارته وحدد معالم سياسته وبين بلا اي شك خطوط حكمه الرشيد -كما يعد ويريد - وكذلك اوضح -خلال كلمته -لكل فئات الشعب الامريكي بمختلف طوائفه وشتى اعراقه وكل طبقاته انهم الفائزون بكونه هو الان رئيسهم وكم هم محظوظون بدخوله البيت الابيض وكم الامة الامريكية محتاجه لرجل بمثل صفاته وخصاله ومميزاته ووكذلك اخلاقه واخيرا افكاره التي يخرجها عقله الفذ وقد جاء الان - لحسن حظهم وحظها - وبدا عملية الانقاذ العظيمة لاربعمائة مليون مواطن امريكي مضاف اليهم مائة وخمسين مليون مقيم في الارض الامريكية السعيدة بترامب.

طبقة الساسة من صانعي القوانين في الكابيتول الذين يتحكمون باكبر ترسانه نووية عرفتها الامم استمر تصفيقهم لقدوم الرئيس ترامب عدة دقأئق طالت بهم وبه وبنا وبالمتابعين وهذا التصفيق الحار كان مدفوعا بالتفاؤل - الذي لاعلاقة له بالسياسة - بفترته القادمة لا اكثر المشوب بالريبة من المعارضة الديموقراطية التي خسرت البيت الابيض له بفشل السيدة الجميلة كلنتون في هزيمة ترانب رغم فوزها بالتصويت الشعبي ولا ننسى الترحيب الكبير والحار - ايضا بالتصفيق المطول -بالسيدة الجميلة ايضا ميلانا زوجة الرئيس ترامب صاحبة لقب السيدة الاولى الان.

لقد تابعت كلمته - الواعدة والموعدة والاعتيادية للاسف كما فهمت في المحصلة -رغم كونها مهمة وقيمة كاول كلمات يخاطب بها الرئيس ترامب مجلس الشيوخ العتيد ، التي امتدت لساعة ونيف واعجبت - حقيقة - بحجم التفاؤل الذي كان يغمر الرئيس واعجبت - ايضا بد- بحجم مماثل من التشاؤم كان يغمر الشخصيات الديموقراطية خلال الكلمة.


لقد استوقفني امر في كلمة الرئيسةترامب وهو حشر وحشو اغلب عبارات وجمل الكلمة بالعددين" ملايين " و "ومليارات " ، بحيث شككت انه لايعرف من الاعداد غيرهما وكذلك تكراره لكلمة "مذهل" او " مذهلة" مرات كثيرة وفي كل الاحوال لقد اعلن الرئيس بكل ثقة محتفلا دون اي مراسم فس بداية كلمته اعلان عدد من الشركات - سمى بعضها - خططها ضخ استثمارات كبيرة في الاتحاد الامريكي - قال مليارات ايضا - ونهاية لقد ابدى الرئيس عزمه رصف وتعبيد وانارة جميع الطرق في الارض الامريكية وهو هدف طموح ينبي عن عقلية فذه ذات رؤية خارقة لنواميس الكون

في ثنايا كلمة الرئيس ترامب بدا لي البيت الابيض صورة عن فريق الاحلام الامريكي - المنتخب - لكرة القدم في بطولة العالم في العام اربع وتسعينةوتسعمائة والف التي اقيمت في الارض الامريكية وحينها كان اللاعبون والمدرب كذلك مصصممين على حمل كاس العالم وحرمان ابطاله المعتادين - البرازيل والمانيا وايطاليا - منه عاقدين العزم على ابقاء الكاس في الارض الامريكي وكان الشعب الامريكي واثقا من ذلك والكل ينتظر موعد التتويج بكل تلهف

اخيرا لقد قدم الرئيس ترامب قربانا كبيرا للمذبح السياسي وهو اعلانه في بدء كلمته عن تضامنه مع ضحايا جرائم الكراهية من اليهود الامريكيين الذين عانو مؤخرا منها واكد بان هذه ليست امريكا وانهم افراد صالحون يستحقون التقدير زهوهو قربان قرر البدء به مفتتحا فترته الرئاسية به وكذلك كان هذا القربان ملاطفة ومغازلة هامسا للصهيونية الداخلية - المستشرية في البلاد -والعالمية حول المعمورة بولائه لها معلنا بهذا القربان انه ليس اقل منهم صهيونية


ماجد ساوي
الموقع الزاوية
http://alzaweyah.atwebpages.com












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا