الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الداعشية في العراق ومتاهات الميتا

اسماعيل جاسم

2017 / 3 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


الداعشية في العراق ومتاهات ميتا مستقبلها

صنفان لا يجتمعان في جسد واحد ، الجمال والموت
يرجع مصطلح ( الميتا ) شعرية الى الشاعر الروماني " هوراس " في قصيدته المشهورة " فن الشعر " .
فظهور داعش في العراق والشام بعد أن استلمت المحافظات الثلاث ، الانبار ونينوى وصلاح الدين كما اطلق عليها وزير الدفاع العراقي السابق " خالد العبيدي " أُحتلت بالهورنات " منبهات السيارات " يعني من دون مقاومة تذكر ، راح ضحيتها أكثر من الف وسبعمائة عسكري ، اغلبهم طلاب في كلية القوة الجوية ومن باقي الوحدات العسكرية الموجودة في محافظة صلاح الدين " تكريت " في العام 2014 .
بعد بدء عمليات التحرير انتصرت القوات العراقية جميعاً انزاحت داعش من المحافظات بعد تضحيات سخية من قبل جنودنا وضباطنا من اجل طرد وقتل من واجه القوات العراقية ، لا ننسى تلكم الشيوخ واصحاب اللحى حينما عقدوا مؤتمرهم في الفلوجة وتم اعدام المقاتل العراقي سمير مراد واعدام المقاتل مصطفى العذاري وتم تعليقه على جسر الفلوجة بعد ان طافوا به شوارع الفلوجة التي تعتبر معقلاً لشيوخ الموت والفتن والتفخيخ .كلما يقترب الانتصار النهائي على الدواعش تستحضر الاوراق وتعلوا اصوات المصالحة تارة واصوات اقامة الاقليم السني واصوات اعمار المحافظات خاصة علت هذه الاصوات بعد زيارة وزير خارجية المملكة العربية السعودية " عادل الجبير " لبغداد .فميتا داعش ، لا شيء سيعوض الدماء الزكية لجنودنا ومدنييننا ودمار المدن وبناها التحتية ، يريدون خلط الاوراق التي اشتركت بقتل جنودنا ، من الطبيعي يجب احالة القيادات التي كانت مسؤولة على هذه المدن الى القضاء والتحقيق العادل معهم لينالوا ما يستحقونه جراء خيانتهم للوطن وللشعب .كم سيحتاج المؤرخون من الوقت ليدونوا ما حدث من تفخيخ وتفجير واحزمة ناسفة حتى تكتمل حقيقة داعش وزلزالها المدمر في العراق وسوريا خاصة ؟ لا يمكن الاستدلال بالاقوال والاتهامات وانما التوثيق بحاجة الى التدوين الحقيقي من افواه القائمين بالاعمال الاجرامية .
المهم في الحديث عن " ميتا داعش " في العراق وما سيحصل ؟ هل هناك كما يروج ، داعش اخرى بزي وعلم آخر ؟ هل ستبقى مصانع التفخيخ في هذه المدن ام من جوار العراق ؟ كيف سيكون التعامل مع الذين كانوا حواضن فكرية ومكانية لهم ؟ من الذي سيقرر ؟ هل المسؤول نفسه الذي حارب داعش والذي يحمل في دواخله كماً هائلاً من الحقد والكراهية والعكس صحيح بالنسبة للطرف المفاوض من الجهة التي حملت السلاح وشجعت القتل ؟ أظن الامر يحتاج الى استبدال تلك القلوب وتلك الدماء لأنها مصابة بمرض عضال لا يمكن البرىء منه ، يجب الاعتماد على سياسيين لهم باع في الاستقلالية وعدم الانتماء لأي حزب او تيار ديني او سياسي ، المهم لديهم مصلحة العراق اولا والمواطنة ولديهم ثقافة الحوار وثقافة الاعتراف بالاخر ، بعيدون عن التأثيرات الاقليمية والايديولوجية ، بمثل هكذا سيكون العمل مثمرا وناجحا وسيعيش الجميع بامان بعد ايجاد قاعدة بيانات في المناصب والدرجات الوظيفية بعيداً عن المحاصصة الطائفية والا سيكون العمل مجرد اجتماعات ومؤتمرات وحوارات وفيها من المِنة والفضل وهذا ما سيفشل كل عمل جاد اذا كان الحوار فيه من الفضل والمكرمة متناسين ان العراق بلد جميع المكونات ولكل واحد له الحق العيش مع الجميع ، وهل يتحقق ما تقدم ؟ اعتقد ان في الامر صعوبة كبيرة لأن التنازل للاخر لا يقبله من بيده رَسَن الفرس ، بيده الجيش والشرطة والطيران والدبابة والاسلحة والامر والنهي ، ولكن ماذنب هذه الاجيال التي تُذبح يوميا بنيران الارهاب الداعشي وغيره .
العقل الداعشي ليس في رؤوس الدواعش الذين يقاتلون قواتنا المسلحة البطلة ويقتلون المدنيين ويجندون الاطفال ويجرون عليهم عمليات التفكيك النفسي " غسل الادمغة " وانما موجود في رؤوس الذين يؤمنون بقتل الكافرين والمشركين واهل الكتاب ومن لم يؤمن بالله ولا باليوم الاخر ، فهي انزياحات قسرية ونطلق عليها احيانا الاقصاء عن مسرح الحياة ، هذا الدور الانزياحي القسري خلفه اجندات ودول تمد المال وتبني لهم مساجد ضرار وتقيم لهم منابر معطرة بدم الابرياء . هل يوجد شيء قابل للتصديق أكثر من حقيقة مستهلكة وخرافة يتناقلها من أُصيب بمرض الخرف والرعاش الفكري .رواج الخرافة والتصديق بها أمر في غاية الخطورة وهدم للفكر وللثقافة ، تسارع الهدم الذي أُصبنا به كان مخططا له سواء هدم فكري ام هدم حضاري فكلاهما يتسارع نبضهما نحو الفناء ، على الأقل علينا أن نتيقن بأن الذي يجري هو بمثابة الخروج عن المألوف لنقع في اللامألوف ليكون بعد ذلك حقيقة باهتة او حقيقة مزيفة كتزييف العملة التي تداولنا بها عقوداً من الزمن حتى أصبحت حقيقة لا مناص منها ..
بعد اقتراب انتخابات مجالس المحافظات او الانتخابات البرلمانية تتصاعد حمى التكالب على هذه الكراسي الموبوءة التي يتقاتل عليها الفرقاء وتكثر فيها شراء الضمائر وايجار شيوخ التسعين الذين صفقوا لصدام وجاء بعدهم شيوخ بريمر والمختار طبعا هناك من الشيوخ الاجلاء الذين لم يقتربوا للسحت الحرام ولم يكونوا بوقاً لأحد بقوا اوفياء لعشائرهم وسمعتهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث تحت الأنقاض وسط دمار بمربع سكني بمخيم النصيرات في


.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وإعادة المحتجز




.. رغم المضايقات والترهيب.. حراك طلابي متصاعد في الجامعات الأمر


.. 10 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي النصر شمال مدينة




.. حزب الله يعلن قصف مستوطنات إسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا