الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ختامها يوسف

محمد علاء الدين عبد المولى

2006 / 1 / 19
الادب والفن


لبستُ الوقتَ صندلَ لحظةٍ سوداء
وانفلقَ الفضاءُ عن الجماجمِ
في حروبِ الوردِ ضدّ النحلِ
في عبثيّة الصحراءِ
لم أُخدع بلؤلؤةِ السرابِ
وسِلْتُ في نهدين يحتضران, فانبعثـا
لمستُ على امتدادِ توحّدي جثثـاً
كأني واحدٌ منها
سمعتُ صدى مزاميري يعشّش في العظامِ
فخفتُ: هل هذي القصائد لي؟
وهل هذي نبوءة مقتلي؟
وأنا شهدتُ على الوباءِ
وما زيفتُ باصرتي
لماذا لم أقل:
هذا الدمار حدائق تلتف حول البحر؟
هذا البحرُ – والأسماك فاسدةٌ – يجدف فيه
ربان حكيمٌ؟
كيف قاومتُ الصقيعَ
وكوخ قلبي تدلف الغربان منه في المساءْ
لماذا ما اشتغلتُ على ثياب الإمبراطور الأخيرِ
ولم أبصرْ سوى وهم الحريرِ ؟
وكنتُ الطفلَ يصرخ:إنه عارٍ ؟
لماذا ما دهنتُ قصائدي بعطورِ بائعةٍ
ترى في الأرضِ دميتها؟
وتجمع بين قطعانِ الخرافِ وذئبِ كوكبها
تكلّلُ نهرنا الباقي بتاج جفافها وصلاة ثعلبها؟
أنا الوادي القديمُ
أفيضُ, أقذفُ من أساطيرِ الرحيلِ
وأشتهي امرأة تعيدُ زوارقَ اللّذّاتِ
نحو صفائيَ الأزليّ,
لم أعثر على عرشٍ أسلّمه مفاتيح الطفولةِ
خفت لمسَ الصولجانِ
وخطبةَ السجّانِ
خفتُ صلابةَ الحرّاسِ
قلتُ: أريدُ اسمي واضحاً ومدلّلاً كالماسِ
قالوا: هل تبدّله وتسكنُ قبّة ذهباً؟
فخفتُ, وعدتُ أحملُ جثتي خدشت
وقلتُ لبعضِ أبنائي: أفيقوا من تهافتكم
فهذا الوقتُ يسحبُ تحت أرجلكم سلالتكم
خذوا حمـَل الحليبِ
وغادروا هذي الحقولَ
فلا مكانٌ للحملْ
أسودُ الاستواءِ غزت حظيرتنا
ودبّ القطبِ لم يترك عسلْ
***
لبستُ الوقتَ,
أفرغتُ الخزائنَ من خيوطِ العنكبوتِ
ملأتها ثمراً تـآكَلَه الفساد
وخفتُ أن يبلى المساءُ وكلّ غاباتي جرادُ
أضأتُ وريدَ وسواسي
وعاينتُ الهواجسَ كلها
ورميتُ نحو عماءِ تابوتٍ
فَراشاً آدميـّاً كان أوصاني بأن أرثيه
فيما أرضه قد لا تعادُ
رقصتُ له كجنـّيٍّ من الهذيانِ
قلتُ هو المدارُ هو الدمارُ هو الرمادُ
هو القتادُ هو الدّدادُ
وكان يرنّ في الآفاق حرفُ الدّالِ
حرف الدال طاغيةٌ ونحن له عبادُ
***
لبستُ الوقتَ
في جيبي صكوكُ خرائبِ الغفرانِ
ليسَ لآبـقٍ زنديقْ
مكانٌ في السماء فعش
كحوتٍ هائلٍ في جوف إبريقٍ نحيلٍ
واختنق بالضيقْ
رددت صدايَ, بعتُ رؤايَ,
ملّـكتُ الأماكن للحرائقِ
قلتُ للحكماءِ:أنتم لعنةُ الأبناءِ
أنتم حائط المبكى الذي نزلت
عليهِ آيةُ السلطانِ
واكتملتْ كراماتُ السلالةِ عنده
وغدا ضريحاً يبرىءُ الأعمى
ويُسمع من به صممُ
وأنتم شِرعةٌ مزجتْ عبيرَ الفجرِ بالقطرانِ
واخترتم كهوفاً للعذارى سوف ينهدمُ
وأنتم شرّ ما في الشّعرِ
أفسدتم عليّ قصيدتي
فأنا خذلتُ شذى مخيلتي
أحاولُ صدّ هذا الخوفِ في بئرٍ
سرقتم يوسفاً منها
سأخلقُ يوسفاً أبهى
وأنفخُ فيه حسناً لا تقاومه الطبيعةُ
سوف أحميه
وأمنعه من اللعبِ الخبيث مع الذئابِ
وسوفَ أنشئه وحيداً دون اخوته
فقد فقدت حكايتهم براءتها
وصار عليّ أن أختار سيرته
كأني ما سمعتُ بها
فلا يعقوب والده
ولن يُرمى إلى جبّ
ولن يهدى إلى فرعون
لا أغويه ثمّ أزجّه في السجنِ
يوسف أنت مخلوقي البديلُ
وأنتَ خارجَ هذه المأساةِ
تدفعُ عن أبيكَ اليأسَ
دعهم يمرحون وراء أسوارٍ نحاسيّة ْ
لك الأنثى تكونُ وكوكب آخرْ
وتفاح تحرّره القصيدةُ من أصابعهنّ
لن ترميك فتنتهنّ إلا في البنفسجْ
وفي لغةٍ من القمح المنقّى سوف تُلقى
يقدّ قميصَك العصفورُ من قبُلٍ ومن دبرٍ
وتلعبُ لعبةَ الترحال في عينينِ من سحَرٍ
لك الوقتُ الذي ينمو على مهل
لتحرسَ بيتك الباقي
وتسحبُ من عروقِ الأرضِ سمّ الأهلِ
ترمي بالقرنفلِ في فِراشِ أميرةٍ بكرٍ
تلين لها ليبزغ من غمامتها شتاءٌ آخرٌ
تنسابُ بين كلامه وتذوب من شبقِ
ولي مسراكَ من شفقٍ إلى شفقِ
تنسّم مثلَ صوتِ العطرِ
في أوصال مملكة عجوزٍ
سوف تنهضُ من خطاك بكلّ أبهةٍ
تطهّر سقفنا من وقع أحذيةِ الجنودِ
وترفعُ فوقَ بابِ العالم الطينيّ
أعشابَ الخلودِ
سأسألُ عنكَ كل حمامة ذبحت
وكلَّ قصيدةٍ بترت ذراعاها
وقصّ لسانها سرّاً
سأبحث عنكَ بين حصى الشواطىءِ
في عيونِ العائدين من الحروبِ
أحاولُ رسمَ وجهكَ في حبيبي
***
خلعتُ الوقتَ
يوسفُ كان يلبس سحرَ زينته ويولدُ من ترابي
يردّ بكلّ فتنته على هذا الخرابِ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان