الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الداكير -الرصيف الحادي والعشرون-احزان آدم عند ملتقى النهرين.

حيدر كاظم زاهدي

2017 / 3 / 11
الادب والفن


جبرائيل يعزف مقام الطرز على آلة الطنبور فتلين الروح، تدخل الجسد الترابي ، ينهض الاخير ، يبتسم يتحرك على اساس النغم الاول يغيب المقام ليغيب هو الاخر في الجغرافيا مسافرا في الزمن.. مصافحاً فرانسوا ماري اروويه لدوره في التنوير،مجالساً شارلوت طوق لتفانيها في حماية البيت البشري لجبران خليل جبران ، والتي ترافقه لدوار مار سابا ، وتعود لتكمل رحلتها بالإخلاص ..
الارض بيتي ، لن تتعرض للأذى ، يقولها بثقة لينطلق مرة اخرى ليقتني البروكار الدمشقي ، يشارك جيتا هاريهاران فرحتها ، تلك السيدة الهندية الرائعه التي انتزعت فيما بعد الحق بلحق اسمها بأسماء ابناؤها ( ترى هل تخشى عليهم من عقدة الكترا؟! ..تسائل الكائن وانطلق مستغرباً (لكن غير مكترثاً) باختلاف المؤابيين مع خصومهم على طهي اللحم باللبن .. يستمر بالسفر عبر الزمن ذهاباً واياباً ويستمر انبهاره بحسنات العالم وغرائبهم..
يخيّم الليل فجأة فتصدر السماء اصواتاً مرعبة فيسبح في فضاؤها سرباً من البجع ، ويراقب الكائن الاول كل هذا وهو واقف بين نهرين وهو مرتجف الأوصال ، ضاماً وجهه بذراعيه ، اذ لم تأخذ الغيبوبة حيزاً بعد في ثنايا العالم المخيف ، لم تكتشف بعد ..ويسأل صبي حبيبته النفعية والتي طلبت منه ان يكسب المال :حتى لو كان على حساب المباديء الإنسانيه ؟! فتجيب ستدعم تلك المباديء بذاك المال ..هنا تبدو على الكائن الاول ملامح الحزن والاحباط من الطلب والتبرير ..ولو لم يعرف اللغة لكنه استشعرها مثل كورال حزين ..ما هذين النهرين؟! ومن هؤلاء ومن انا ؟! واي مستقبل ينتظرني ؟! اي ارض هذه واي سماء ؟! واي أناس ؟!
يهرب فيرافقه البرق والرعد لكنه لم ينس البجع الحزين البريء ..يقف عند نقطة اتصال السماء بالأرض المتمثّلة بجبل شاهو ،، بحزن عميق وكأنه السياب بعد ان شرب صوت ام كلثوم فتحولت في اسماعه درابك عرس (وفيقة) الى أصوات معاول تحفر قبره..وبلغته الغريبه:
نعم سيأتي سيغفريد ليصوب اسهمه باتجاه الساحر الشرير ، لكنه حتى لو قتل فون روتبات المتسلط وانقذ اوديت من مخالبه ، وعزف تشايكوفسكي ، ، ما مصير البجع المتبقي؟ لنفترض جدلاً سيكون البجع بخير باعتبار اوديت الملكة ..لكنها لم تك بحيرة البجع! كانت بلاد.. وملتقى نهرين وبجع !! امام الملتقى :
البصرة.. سدٌ من ماء الذكريات يتجمع في انهار مسافرة، لان الرحلة لاتنتهي أبداً ..لقد مدت الأنهار في البصرة الحياة ، كما منحت لمناطقها الأسماء .
يتبع..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا


.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب




.. طنجة المغربية تحتضن اليوم العالمي لموسيقى الجاز


.. فرح يوسف مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير خرج بشكل عالمى وقدم




.. أول حكم ضد ترمب بقضية الممثلة الإباحية بالمحكمة الجنائية في