الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب العمل العراقي

ارا خاجادور

2017 / 3 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


من أجل التوثيق وبناءً على طلبات وإستفسارات بعض الأصدقاء والرفاق حول "حزب العمل العراقي" الذي بادرنا الى تأسيسه أواخر عام 1978، بعد أن وصل التحالف مع حزب البعث و"الجبهة والوطنية والقومية التقدمية" معه الى درجة لا يمكن السكوت عنه وعنها، حيث كانت الجبهة سائرة الى الإنهيار التام، وهي أصلاً لم تكن قائمة على أسس سليمة وقابلة للتطور والرسوخ، وفي صالح الوحدة الوطنية. وإن "الحليف" ظل موغلاً في عدوانه، بل صعد محاولاته لتصفية الحزب.

وصلني آخر تلك الإستفسارات حول حزب العمل العراقي من الدكتور قاسم الجلبي، جاء في إستفساره: "السيد خاجادور، إعادة قراءة تاريخ الحزب الشيوعي العراقي، ومن خلال هذه المداخلات شىء مفيد ورائع ...". وأضاف مستفسراً: "أولاً من هم جماعة حزب العمل الذي ورد أخيراً في مداخلتكم؟ هل هو فصيل جديد يحمل أفكاراً معينة، أي يحمل الفكر الماركسي ـ اللينيني أم ماذا؟ وهل له الآن وجود في الحركة السياسية في الداخل والخارج؟".

يستوجب الحديث عن حزب العمل العراقي التعرف على الحالة السياسية والفكرية والأجواء العامة السائدة في داخل العراق وخارجه عند تأسيسه، والأسباب التي أدت الى إنطلاق تلك التجربة. أما فيما يتعلق بنواته فقد ضمت: بهاء الدين نوري وصالح دكلة وأنا.

من المناسب في البدء التأكيد على أن تحالف حزبنا؛ الحزب الشيوعي العراقي مع حزب البعث وقيام الجبهة الوطنية في العراق، كان نتيجة لتبني سياسات تصفوية، ساعد على نشوئها العديد من الأسباب والمؤثرات الداخلية والدولية، من أبرزها سياسة خروتشوف التحريفية التي تلخصت بالدعوة الى نهج ما سمي بالتطور اللارأسمالي.

ذلك النهج الذي فُرض على الأحزاب الشيوعية، ومنها حزبنا الشيوعي العراقي، ألحق إنتكاسات وخسائر كبيرة بحركتنا الشيوعية، مثل: حل الحزب الشيوعي المصري، والإنقسامات داخل الأحزاب الشيوعية في الدول النامية، وظهور ما يُعرف بالشيوعية الأوروبية وغير ذلك. وإستمرت تلك الإنحرافات وتعمقت داخل حزبنا، وإربكت قراءاته للتحولات والتطورات السياسية في بلادنا، خاصة بعد الإنقلاب البعثي الفاشي عام 1963 ونتائجه التدميرية على البنية التنظيمية للحزب، حيث فقد العديد من أعضائه وكوادره وقادته، ومن المعلوم أن الخسائر في بنية الحزب التنظيمية لا تعوض بسهولة وسرعة.

كما عمقت تلك الإنحرافات والسياسات ما يمكن تسميته بسياسة أو عقلية الإعتماد على الخارج، وهي سياسة أو عقلية تعكس في جوهرها حالة من عدم الثقة بالنفس، والتقليل من شأن الإعتماد على القوى الذاتية، مهما كانت صغيرة، مما دفع داخلياً الى وهم الوصول الى الإشتراكية مع البعث دون تضحيات وعمل دقيق وواسع. وبعد ذلك جرى الإعتماد على الخارج في سبيل إسقاط الدكتاتورية، وإذا كان إنقلاب 8 شباط 1963 الإجرامي جاء بقطار أمريكي، فإن الدين السياسي جاء على ظهور الدبابات الأمريكية.

إن توثيق الأحداث التي مرت على حزبنا؛ الحزب الشيوعي العراقي، ودراسة تلك التجارب والأحداث، يخدم اللحظة الراهنة بكل تعقيداتها، ويستجيب للأسئلة التي طُرحت وتُطرح حول تلك الجبهة بين حزبنا وحزب البعث، وما سبقها وخلال فترة إنعقادها وبعد إنهيارها أيضاً.

وعلى صعيد مساهمتي في الجهد المبذول لتسليط المزيد من الضوء على الأحداث والتطورات السابقة، فقد تضاعفت ضرورة الرد على بعض الأسئلة التي دارت حول حلقات المادتين الموسومتين بـ"مَنْ هو سلام عادل؟" و "من هو سلام عادل؟ أسئلة وملاحظات وتعقيبات"، التي نشرتها مؤخراً، ووجدت من الضروري مواصلة الحديث الملموس، عند تلك الأسئلة قدر المستطاع، خاصة حول القضايا التي لم يجري تناولها من جانبي سابقاً، أو وردت عنها بعض الإشارات السريعة، أو التي صدرت حولها من رفاق آخرين بعض الإشارات التي عمقت التساؤل حولها أكثر من إعطاء صورة واضحة ودقيقة عنها. وأرى بقناعة تامة أن أسرار الأمس لم تعد اليوم أسراراً بفعل عامل الزمن والتقادم، وإنما باتت تجربة ينبغي الإستفادة منها، ومن العبر التي قدمتها أو التي يمكن إستخلاصها منها.

لا أظن أن هناك شيوعي لا يدرك أهمية التعاون الوطني، ولكن في كل الأحوال لا ينبغي نسيان أو تجاهل مواصفات التحالفات الطبقية والسياسية وغيرهما، وفي حالة التجاهل يكون ذلك أقصر طريق نحو حريق مدمر.

أن تحالف الحزب الشيوعي العراقي مع حزب البعث وإقامة الجبهة الوطنية في العراق معه، جرى في ظل ظروف ومواصفات غير سليمة بكل المعايير، وكانت هواجس الشيوعيين المشروعة تقوم على أسس قوية ومبررة، منها: ما أشار الى أن البعث كان يُخطط للتحالف معنا على أسس تكتيكية، وكان في الوقت ذته يُعد العدةَ لضربنا في الوقت المناسب له محلياً وإقليمياً ودولياً. كما إن البعث لعب دوراً رئيسياً على طريق معاداة الشيوعية والحزب الشيوعي العراقي تحت طائلة التركيز على نقد الشيوعية المحلية، وسبق له أن إرتكب جرائم ضد حزبنا، ومارس التصفية الجسدية لأعضائه وكوادره وقادته بما فيهم سكرتير الحزب الشهيد سلام عادل، هذا الى جانب أن حملات القمع ضد القوى الوطنية الأخرى وضد عضوية حزبنا لم تتوقف قبل وخلال وبعد قيام الجبهة معه، وشملت حملاته مناضلين بارزين في العمل الحزبي والمهني، وقائمة الضحايا طويلة.

وللأسف أقول إستمرت تلك السياسة التحريفية التي لم تحظى بمباركة حتى معظم قيادة الحزب. وبديهي أن العيب لا يجوز إلقاؤه على الأشقاء فقط، إنما أيضاً على غياب أو ضعف ممارسة الديمقراطية في حياة الحزب التنظيمية الداخلية، وضعف النشاط الفكري ـ التثقيفي باتجاه تغذية روح اليقظة الثورية بين الأعضاء والهيئات الحزبية، خاصة خلال تجربة التحالف بين الأعوام (1972 ـ 1979).

لا توجد شواهد كثيرة تفيد بأن القيادة السوفيتية مسؤولة بصورة كاملة ومباشرة عن تعمق النهج اليميني عندنا، ولكن لم تغيب مثل تلك الشواهد نهائياً. يمكن إعتبار إجتماع اللجنة المركزية في آب/ إغسطس 1964 في براغ بداية لمحاولات خلق التوافق مع سياسة الدولة السوفيتية، وما أعقب ذلك من محاولات للتقارب مع حكومات ما بعد إنقلاب عارف على البعث، وإمتداح الإجراءات "التقدمية"، والعمل على التقارب مع الإتحاد الإشتراكي في العراق، وهو إستنساخ مشوه للتجربة الناصرية في مصر.

بعد حملة شرسة على الحزب تمثلت بقتل عدد من كوادره وضرب تنظيماته في عام 1971، وافقت قيادة الحزب في الثاني من مايو/ آيار 1972 على إستيزار الرفيقين عامر عبدالله ومكرم طالباني في حكومة البعث بقرار من المكتب السياسي، وليس من اللجنة المركزية، وهذا الموقف مثل بداية للخطوات العملية لنشوء علاقات جبهوية ملموسة مع حكومة البعث.

ولاحقاً، عُقد إجتماع للجنة المركزية أواسط عام 1973 لدراسة إقامة جبهة مع البعث، صوّت خلاله لصالح قيام الجبهة 7 رفاق من أبرزهم: عزيز محمد، باقر ابراهيم، عامر عبدالله، وكريم أحمد، وعارض إقامة الجبهة 8 رفاق من مجموع 15 رفيقاً شاركوا في الإجتماع، وهم الرفاق: زكي خيري، عمر على الشيخ، بهاء الدين نوري، سليمان اسطيفان، مهدي عبدالكريم، أحمد بانيخيلاني، عدنان عباس، وأنا ـ آرا خاجادور. وبعد النقاش الحامي وطرح الرفيق سكرتير الحزب عزيز محمد المسألة على التصويت، إستمرت ضغوط الرفاق الجبهويين، ونجحوا بإقناع الرفيق أحمد بانيخيلاني ليتحول الى مؤيدي الجبهة، ليتم تمرير قرار إقامة الجبهة بأغلبية ثمانية رفاق ضد سبعة. وكان بعض الرفاق يتوقعون أن يصبح صدام حسين كاسترو العراق على طريق التطور اللارأسمالي صوب الإشتراكية.

هكذا وصلنا الى شعار مع البعث لبناء الإشتراكية، وتقلص عدد المعارضين للجبهة داخل قيادة الحزب. كان لي شرف البقاء من المعارضين لتلك السياسة، منذ أن وقفت ضد خط آب/ إغسطس عام 1964، الذي وضع أسسه إجتماع موسكو الموسع، الذي قاده الرفيق الراحل عبد السلام الناصري (أنور مصطفى - مرشح المكتب السياسي ومسؤل تنظيمات الخارج). وقد حضر ذلك اللقاء أعضاء قيادة الحزب وبعض كوادرة في الخارج. ومن المعارضين لتلك السياسة الرفاق الذين عرفوا بجماعة براغ: عزيز الحاج، آرا خاجادور، نوري عبدالرزاق سكرتير إتحاد الطلاب العالمي، الدكتور رحيم عجينه سكرتير إتحاد الشبيبة الديمقراطية (مذكرات الرفيق الراحل رحيم عجينة).

بعد لقاء موسكو ومن أجل أن تعقد اللجنة المركزية إجتماعها في الخارج تمكنت اللجنة من أخراج الرفاق عزيز محمد عضو المكتب السياسي ومسؤول فرع كردستان العراق والرفيق باقر ابراهيم مسؤول الفرات الأوسط، وبذلك عقد أجتماع ل. م. عام 1964 وحضر الاجتماع الرفاق: عزيز محمد، كريم أحمد، عمر الشيخ علي، باقر ابراهيم، عامر عبدالله، بهاء الدين نوري، عبد السلام الناصري، عزيز الحاج، ثابت حبيب العاني، نزيهة الدليمي، صالح دكلة، عبدالرزاق الصافي، آرا خاجادور وآخرون.). وكان الرفيق زكي خيري في الداخل مجمد. في ذلك الإجتماع تمت المصادقة على قرارات موسع موسكو، والمعارضون لسياسة ما بات يُعرف بخط آب هما: آرا خاجادور وعزيز الحاج. وتم في الإجتماع إنتخاب الرفيق عزيز محمد سكرتيراً للحزب. وإستمرت تلك السياسات لفترات متعاقبة، وللأسف لم يتم التوقف لتقييمها ودراستها من قبل اللجنة المركزية منذ إنقلاب 8 شباط 1963 الدموي ولحد الآن.

خلال فترة الجبهة واصلت معارضتي لتلك السياسة، وبدأ الرفيق بهاء الدين نوري يراجع تدريجياً عن خط آب 1964. ومن ثمة بدأ بعض الرفاق في حزبنا والأحزاب الشقيقة يتفهمون إعتراضاتنا. فعلى سبيل المثال زار العراق عام 1977 وفد يضم شخصيتن الأول الرفيق اسكندروف من الحزب الشيوعي السوفييتي، كان يعمل في مجلة قضايا السلم والاشتراكية في براغ وبروفسور من بلغاريا لا أتذكر إسمه، وعقد إجتماع موسع معهم في مقر الحزب في بغداد حضر الاجتماع عدد من قيادة الحزب وكوادرة (أكثر من 40 رفيقاً قيادياً في الحزب).

الرفيق البلغاري تحدث قائلاً: اليوم كثير من الأحزاب الإشتراكية والشيوعية يتحدون، وأثنى على سياسة الحزب التحالفية مع حزب البعث. ولكن الرفيق أسكندروف تحدث في هذا الاجتماع بإتجاه آخر، ومن ضمن ما قاله (لو كنت أنا بدل حزب البعث لوضعت شعارهم على الشكل التالي (الحرية، الاشتراكية، الوحدة) بدلاً عن شعارهم وحدة حرية إشتراكية. إن هذا القول أثار إنتباه قيادة الحزب.

وفي اليوم التالي طلب الرفيق البلغاري اللقاء معي بعد موافقة قيادة الحزب، وجرى حوار حيث ضرب البلغاري مثالاً حول إتحاد الحزب الشيوعي الفرنسي مع الحزب الاشتراكي، كان جوابي بعدم تطابق الحال عندنا على هذا المثال، وإن هذا المثال الذي طرحه الرفيق البلغاري لا يصلح لنا، وليس له علاقة بواقعنا العراقي، هل إن حزب البعث يمثل مصالح الطبقة العاملة، علينا تحديد الإنتماء الطبقي للأحزاب التي يُمكن أن تندمج مع بعضها، البلغاري إكتفى بجوابي هذا، وإنتهى اللقاء. بعد تلك الزيارة كثرت الأحداث المؤسفة في العراق بحق الشيوعيين والديمقراطيين.

وبعد فترة زارنا في بغداد وفد من الحزب الشيوعي الأمريكي، وقد أبدى الوفد تفهماً لأوضاعنا القاسية، ولم يكن مرتاحاً لآفاق التعامل والجبهة مع البعث.

إن تطورات الأحداث عززت قناعاتي السابقة بعدم الثقة في التحالف الذي وصل في سنواته الأخيرة الى طريق مسدود، شعر به حتى الذين وقفوا الى جانب ذلك التحالف بكل سيئاته، ووجدت ضرورة للشروع بمفاتحة بعض الرفاق حول إيجاد حل للخروج من التحالف، والحديث معهم بصورة مباشرة أحياناً، وأخرى بصورة غير مباشرة.

تحدثت مع الرفيق ثابت حبيب العاني حول ضرورة إصدار نشرة سرية لفضح ما يجري، ولكن الرفيق رفض ذلك، وكان يميل الى حلول تتسم بالشرعية الحزبية، وبعد فشل المحاولة مع الرفيق ثابت فكرت بطرح الموضوع مع الرفيق الرفيق كريم أحمد. التقيت الرفيق كريم بعد أن ظهرت عليه بعض مظاهر الإنزعاج من الأوضاع القائمة في العراق، قلت له: أيها الرفيق الى متى نبقى نتفرج على الأحداث المؤسفة التي يتعرض لها الحزب ومنظماته ورفاقه، ولكن الرفيق كريم إقترح عليّ مفاتحة الرفيق عزيز محمد. قائلاً: روح على الأزبني، أي إذهب الى المحفوظ، يقصد سكرتير الحزب عزيز محمد.

لم يبقي عندي غير خيار مفاتحة الرفيق عزيز محمد، فعلاً ذهبت للرفيق عزيز، وأخبرته بما يدور في بالي حول الأحداث المؤسفة وضرورة التحرك من جانبنا وعدم الذهاب ضحايا للإنتظار والترقب، دون الإقدام على حلول مناسبة ما، تساهم في إنقاذ الحزب من ورطته.

قال لي الرفيق عزيز: إذهب واعمل ما تشاء، منو لازمك. وعلى الرغم من أن هذا الرد زئبقي، ويحتمل أكثر من التفسير، بما فيها الإتهام بعدم الإلتزام الصارم وممارسة الخروقات من جانبي، ولكن من جانب آخر يمكن تفسيره على أنه إشارة وضوء أخضر للبدء بالعمل.

بعد أن أعطيت لنفسي تفسيري الخاص لرد الرفيق سكرتير الحزب، إتصلت الرفيق بهاء الدين نوري، ولم أجد أية صعوبة في الحديث الصريح معه، بل هو أكد أيضاً ضرورة عمل شيء ما ضد الوضع الحالي، وبعد فترة قصيرة إنضم إلينا الرفيق الراحل صالح دكلة، الذي كنت قد تفاهمت معه قبل الإتفاق مع الرفيق بهاء. وعقدنا نحن الثلاثة: بهاء، صالح، وأنا إجتماعاً في بغداد، وإتفقنا في ذلك الاجتماع على أصدار بيان بإسم حزب العمل العراقي، يصف طبيعة نظام حزب البعث كنظام دكتاتوري قمعي، ويطرح مهمة إسقاطه.

إتفقنا على توزيع البيان بسرية تامة، وتم توزيع مهام العمل بيننا لتوزيع البيان على الشكل التالي: بهاء يتولى مهمة التوزيع في كردستان، صالح دكله يوزعه في محافظات المنطقة الجنوبية، وأنا في بغداد والخارج. وبديهي أن مجمل التحرك كان يهدف الى إنقاذ الحزب دون توريطه في مواقف لم يستعد لها بعد.

لم يكتب الكثير عن حزب العمل العراقي، وأول ذكر له جاء في مذكرات الرفيق صالح مهدي دكلة الموسومة بـ "من الذاكرة ـ سيرة حياة"، وقدمت للكتاب الدكتور نزيهة الدليمي 1998، وأفرد صالح فقرة في مذكراته تحت عنوان: تأسيس حزب العمل العراقي ص 173 ـ 179. عرض التحركات الأولى لبناء حزب معارض للبعث، وتحشيد العضوية لذلك الحزب، ولكن صالح خلط بين نشاطه في حركة الغد الديمقراطي وحزب العمل العراقي، فالأخير أصدر البيان التاسيسي، ولم يصدر مجلة أو نشرة دورية، لأن جل عمله كان منصباً على تحضير وتطوير العضوية.

كما إن الرفيق بهاء من الرفاق الذين لم يخفوا إعتراضهم على سياسة التحالف، وفي أكثر من موقف نجد أنفسنا في مواقف متقاربة، وهو أول رفيق إتفق مع تصوراتي لشكل التحرك، الذي لا يسعى للإنتقال الى موقع خلق نوع من العداوة مع الحزب، أو مع النهج العام السائد من أجل الحفاظ على الحزب في ظروف بالغة الحرج والدقة ومحفوفة بمخاطر جسيمة، والعمل على تركيز الجهد ضد سياسة البعث، وطرح البديل لمواجهتها.

تناول الرفيق بهاء موضوع حزب العمل العراقي في مذكراته الموسومة بـ "مذكرات بهاء الدين نوري" الصادرة عن دار الحكمة ـ لندن ـ آب 2001 في معرض تعرضه للمؤتمر الثالث للحزب، خاصة في ص 462 لغاية 465، وفي موقع آخر من مذكراته أيضاً في الفقرة الموسومة بـ "الهجوم على الحزب الشيوعي العراقي وتفكيك الجبهة" ص 483 ـ 484.

يشير الرفيق بهاء الى بداية تحركه لمعارضة الجبهة، وعن مفاتحته للرفيق عزيز محمد، ولكن خلال عرضه تحدث عن الكفاح المسلح، وهنا خلط بين مسألة إقتراحه لتحمل مسؤولية العمل المسلح وفكرة إنشاء حزب العمل العراقي، وإن كانت المسألتان تصبان في مجرى واحد، هو التأكيد على عدم وجود آفاق لذلك التحالف، هذا الى جانب وجود بعض عدم الدقة في حديث الرفيق بهاء عن نشوء وتطور وإنهاء فكرة حزب العمل العراقي، مثل إجتماع صوفيا الذي لم يُعقد أصلاً، وإن إحتجاز صالح دكَلة في صوفيا يتعلق بقضايا الفيزة، وسأتناول مسألة لقائي في صوفيا مع الرفيقين عزيز وصالح.

إن توزيع بيان حزب العمل العراقي في الداخل والخارج، وخاصة بعد نشره في الصحف اللبنانية عبر عدة مصادر من براغ وغيرها، وقيام السفارة العراقية في بيرت بإرسال نسخة من البيان الى قيادتهم في بغداد، مما أثار شكوك الحكومة وأخذتها الظنون بوجود بعد دولي وراء ذلك البيان، ولكن في البداية لم يشك البعث بأن جزء من قيادة الحزب والقوى المعارضة لسلوك النظام تقف خلف البيان.

أرسلت نسخة من البيان مع رسالة عبر البريد الديبلوماسي من خلال سفارة جمهورية تشيكوسلوفاكيا الإشتراكية السابقة الى الرفيق كريم حسين عضو لجنة تنظيم الخارج للحزب، الذي كان يعمل حينذاك موظفاً في مجلة قضايا السلم والاشتراكية ـ براغ، وكلفته بتوزيع البيان بسرية تامة، وإستخدام قنوات متعددة وموثقة، وفعلاً تم نشر ذلك البيان في الخارج، وحظى البيان بإرتياح بين الشيوعيين وإهتمام من الأطراف الأخرى.

حين إستلم حزب البعث الجريدة اللبنانية التي نشرت البيان، أرسل البعث نسخة منها الى قيادة حزبنا. ولاحقاً ركز البعثيون المراقبة عليّ ـ آرا خاجادور، كما نقل د. مهدي الحافظ ممثل الحزب في سكرتارية الجبهة الوطنية للحزب إستياء البعثيين مني، وعبر عن ذلك الإستياء القيادي البعثي وعضو سكرتارية الجبهة الوطنية نعيم حداد. وبعدها أخبرني الرفيقان عزيز محمد و زكي خيري بضرورة مغادرتي العراق باسرع وقت ممكن بقرار من المكتب السياسي، وفي اليوم التالي زارني القنصل السوفيتي في البيت، وجلب لي تذكرة سفر الى موسكو، ترددت كثيراً في موضوع السفر، وفي اليوم التالي أرسلت قيادة الحزب سيارة لنقلي الى المطار، ورافقني الى المطار الرفيقان فخري كريم وابو حمدان (محامي الحزب).

دخلت الى المطار وعند نقطة فحص الجوازات أخذوا مني الجواز السفر، كان واضحاً بأنهم لا يريدون ختم الجواز، وتأخرت كثيراً حيث دخل كل المسافرين الى داخل الطائرة، وأنا الوحيد بقيت أنتظر، بعدها جاء ممثل السفارة السوفيتية الرفيق كريتشكو، وقال لي: ما الذي يحصل؟ قلت له: لا أعلم. إنتفض من مكانه معلناً بصوت جهوري بأن الطائرة لا تقلع من المطار بدون وجودك بها.

بعد فترة وجيزة جاء ضابط عراقي، وأخذ الجواز من الإستعلامات، وطلب منهم ختم الجواز، وبعد أن سلمني الجواز أخبرني بالذهاب مع ممثل السفارة، وإنتظر كريتشكو صعودي الى الطائرة، وإنتظر هناك الى حين مغادرة الطائرة الروسية مطار بغداد. كان ذلك عام 1979 .

بعد مغادرتي العراق بفترة قصيرة سافر الرفيق عزيز محمد الى اليونان لحضور مؤتمر الحزب الشيوعي اليوناني، وخلال ذلك إشتدت الأزمة مع حزب البعث، وأصدرت قيادة الحزب قراراً تنظيمياً الى الرفاق مفاده: على كل رفيق أن يدبر أمره. بعد هذا القرار إضطر أكثر من 6000 شيوعي عراقي مغادرة العراق.

بعد هذه الأحداث إجتمعت اللجنة المركزية في موسكو، وطُرح بذلك الإجتماع موضوع الكفاح المسلح، الأغلبية وافقت على القرار على أساس، الدفاع عن النفس وحماية الحزب من التصفية، ولعدم وجود أي طريق آخر للنضال ضد نظام البعث، ومن أجل أعادة تنظيم الحزب داخل الوطن.

بعد إجتماع موسكو حصل لقاء في بلغاريا، حضره الرفاق عزيز محمد، صالح دكلة، وأنا، واللقاء حصل بسبب تصادف وجودنا في وقت واحد بصوفيا كل بشأنه الخاص. ناقشنا خلال ذلك اللقاء بعض جوانب الوضع السياسي. ووجدت ضرورة لطرح موضوع حزب العمل العراقي على المكشوف مع الرفيق عزيز محمد، وبمناسبة حضور صالح دكلة. وتم الإتفاق على إيقاف العمل في بناء حزب العمل العراقي (حل الحزب) بسبب إرتقاء سياسة الحزب الجديدة الى المواجهة المسلحة. بعد هذا اللقاء أخبرت الرفيق بهاء بالتوصل الى إتفاق بالتوقف عن العمل على إنشاء حزب العمل العراقي. قال الرفيق بهاء: لو كنت حاضراً لإعترضت على قرار الحل.

إن هدف ودور تشكيل حزب العمل العراقي إظهار خطأ سياسة الحزب في التحالف مع حزب البعث؛ "مع البعث لبناء الإشتراكية"، ومن أجل تعجيل إنتقال الحزب الى المعارضة، ولحماية الحزب. وأثبتت التجربة العملية ضرورة وجود تنظيم سري للحزب في كل الظروف والأحوال بما يُشكل ضمانة للحزب لمواصلة دوره حيث لا توجد ضمانة بأن لا يكون الحزب هدفاً للسلطات الحاكمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحاجة لحزب للتحرر الوطني في العراق والعالم الثالث
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2017 / 3 / 12 - 03:49 )
ان مرحلة التطور الشديدة التدني للاقتصاد والمجتمع العراقي منذ التاءسيس المعاصر للدولة العراقية عام 1921 وحتى يومنا هذا-والشبيهة لجميع بلدان مايطلق عليه بالعالم الثالث-كان يستلزم انشاء حزب جماهيري عصري ياءخذ على عاتقه التحرر الوطني -اي انشاء الدوله والمجتمع الحديثين -مابعد الاستعمار والاقطاعية-وتنفيذ التنميه الاقتصاديه -اي انشاء اقتصاد وطني مابعد العبودي وخصوصا الاقطاعي -اي التصنيع والخدمات بشقيها الانتاجيه والاستهلاكيه-ايصال تطور القوى المنتجه الى على الاقل لمستوى الحد الادنى للاقتصاد العصري مما يعتبر في نفس الوقت خلق الوعي والطروف الموصوعية لجماهيرية الحزب بعيدا عن التورط والتوريط الايديولوجي ومقولات الصراع الطبقي اللا ارضية لها في الواقع المدقع ذاتيا وموضوعيا في مجتمعنا العراقي الذي كان اختصاره بمجتمع الفقر والجهل والمرض المتناقضه تماما مع مجتمعات الصراع الطبقي في الراسمالية خصوصا في القرنين ال20وال21
لقد خضنا معارك لم تكن ابدا في صالح شعبنا وقدمنا تضحيات لم تكن مطلوبه تاريخيا وهذا لايتعارض مع الثقافة والمنهجية التقدمية والثورية للماركسية التي يمكنها ان تنير الطريق امامنا لمئة عام


2 - خيار السلاح الاستراتيجي!
عامر سليم ( 2017 / 3 / 12 - 06:37 )

في العام 1979 استخدم الحزب الشيوعي العراقي سلاح خياره الاستراتيجي الاخير المضمون و (المضموم!) للرد على غدر (الرفاق!) البعثيين(اذا تجرأوا!) وكان.....
( أصدرت قيادة الحزب قراراً تنظيمياً الى الرفاق مفاده: على كل رفيق أن يدبر أمره)! وبالعراقي دبر حالك وحير بنفسك! .
هذا هو سلاح الخيار الاستراتيجي لأعرق وأقدم حزب في المنطقه , والذي وصل تعداده الى مليون فرد في يومٍ ما! الحزب الذي قدم الآف الشهداء بفضل سلاح دبر حالك وحير بنفسك!.

والخلاصه ان هذا التوثيق والعديد من المذكرات الاخرى, تثبت شئ واحد لامناص من الاعتراف به, وهو ان الحزب الشيوعي العراقي لم يتحرر في كل تاريخه والى الان, من مرحلة المراهقه السياسيه , وكانت مراهقته في اوج طيشها وتهورها عندما كان عزيز محمد سكرتيراً للجنته المركزيه, فاي اقدار بائسه جعلت من هذا الشخص يتبوأ هذا المنصب؟ وأي مصير ينتظر ما تبقى منه بفضل خياره الاستراتيجي هذا؟.
هذا السؤال نتركه لمؤرخي الحزب وتحليلاتهم وتحذيراتهم ليقرأها جيل المستقبل, كما نقرأ اليوم هذه التحليلات والتحذيرات عن اخطاء جيل الماضي!.


3 - اين تعليقي ياناس عن حزب التحرر الوطني في العراق وا
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2017 / 3 / 12 - 08:26 )
منذ اكثر من خمس ساعات ارسلت تعليقا اعتقده مهما للعراق وللعالم الثالث وللشيوعيه
وللاسف لم ير النشر حتى الان
اتذكر في حوالي سنة 1967 -ايام -المكرود- عبدالرحمن عارف نشرت احدى الصحف تعليقا على خطاب لعارف يقول فيه =العمل شرف وكان التعليق رسما كاريكاتوريا يقف فيه كادح متهرئ الثياب وامامه قطعه مكتوب عليها بحروف كبيره -العمل شرف- وفي الرسم تخرج من فم الكادح الممزق الثياب المشدوه وهو يقراء تلك العباره= بس عمي العمل ماكو-وبهذا تكمل المعادله=اذا العمل ماكو =الشرف ماكو وكاءن كادحنا يقول اليوم للداعين بحزب للعمل-بس عمي العمل ماكو ولله في خلقه شجون
هسه وين تعليقي راح ينشر لو همينه مثل تعليقنه قبل ايام علة المقالة الظالمه المترجمه من قبل الصديق ع ح وشكرا


4 - التجدد مطلوب وعدم المجاملة على حساب المبادي
ناصر عجمايا ( 2017 / 3 / 12 - 09:13 )
الحقيقة تقرأ من خلال التجربة التاريخية للحزب ما بعد عام 1963
منعطفات الحزب الشيوعي العراقي كثيرة ومطباته معقدة ، وعليه يتطلب أستراتيجية وحكمة وموضوعية ودقة في التحكم بالوضع ومعالجته قدر الأمكان، وهذه السياسة تتطلب قيادة واعية وقادرة على أستيعاب المستجدات لخلق البديل المتج والحكيم، وعليه يتطلب ممارسة التجدد التنظيمي وعدم المجاملة على حساب المبادي التنظيمية والأستراتيجية
نعتقد القيادة وأي قيادة كانت تتحمل وزر معاناة الكادر التنظيمي في الحياة الحزبية
مرحلة الجبهة (الجبحة) تعتبر من أعقد المراحل عسراً ودماراً للحزب
في حين كانت القيادة تعلم بمصير الحزب التنظيمي دون أن تحرك ساكناً ودون أن يكون لها قرار يعالج الموقف بحكمة وموضوعية مطلوبة
المروض من القيادة وخصوصاً السكرتير وجميع رفاقه الذين وافقوا على قرارهم الفاشل بالقبول بالجبحة ، مغادرة المواقع فوراً دون قيد أو مناقشة للأمور من الناحية المبدأية والديمقراطية ، وبقائهم في الموقع القيادي كان جريمة تنظيمية لا تغفر لهم ولقيادة الحزب كاملة
أجمل التحيات


5 - شكرا للرفيق أرا
د.قاسم الجلبي ( 2017 / 3 / 12 - 12:25 )
اولا شكرا جزيلا عل شرحكم حول بداية ونهاية حزب العمل العراقي, وهذه المعلومات القيمة عل قيام الجبهة مع حزب البعث الفاشي وما قاموا بتنكيل واغتيال خيرة اعضائه , , من المفيد ان اذكر هنا هو اني كنت احد معارضي قيام هذه الجبهه مع حزب له تأريخه الماضي في محاربة الفكر الماركيسي اللينيني , ولكن هناك مؤشرات جعلت حشع في موقف لا يحسد علية بين بقية الآحزاب الشيوعية العالمية والديمقراطية التي يجب قبولها بالتحالف مع البعث , ومنها اعتراف البعث بحكومه المانيا الشرقية وكان العراق من الدول السباقة في العالم الثالث بهذا الآعتراف, قيام جمعية الصداقة العراقية السوفيتية , تأميم النفط, السماح لجريدة الحزب بألاصدار العلني, قيام بعض منظمات الشبيبة ورابطة المرأة العراقية واتحاد الطلبة بنشاطها العلني, وزيارة صدام الى كوبا والآلتقاء بكاسترو, كل هذه العوامل السياسية التقدمية جعلت قادة الحزب الشيوعي ان يمدوا اياديهم لحزب البعث لقيام هذه الجبهه, اي بمعنى قد حقق حزب البعث كل ما كان يطالب به الحزب الشيوعي العراقي من مهام وطنية في تللك المرحلة, مع التقدير


6 - خيانة قيادة كانت؟ وبصمت القبور للقادة عن الجرائم
علاء الصفار ( 2017 / 3 / 12 - 23:12 )
عمل الحزب في فترة بعد تسلط القومجي عبد السلام عارف, لاجل حل الحزب (خط)! لكن تصدت القاعدة الثورية لنهج الخيانة مع الفاشية القومجية التي قادتها ليس السلطة بل امريكا,فللعلم اكد نؤام تشومسكي كيف كانت ال(سي اي آ)يقدم الاسماء للسلط العميلة حول القادة الذين يجب ان يعدموا,ومنهم كان فهد مؤسس الحزب وسلام عادل وجملة من القادة الكبار,وبعد ان استلم البعث السلطة,اي فقط بعد 4 سنوات من محاولة خط اب عمل(حشع)على نهج التحالف مع البعث,فاعطى كل جهده لتقوية البعث بحجة تقوية الحركة الوطنية في العراق!فكان هذا الخط قد اثبت خطله,في الكثير من البلدان! فكانت احدث الجيلي ماثلة للعيان, فكتب وقتها صدام كتيب خندق واحد ام خندقان!للاسف تم ليس تزكية البعثيين الشرفاء بل تم تصعيد اقذ ر رجل فيها,ألا وهو الد مو ي صدام حسين, الذي حاولت القيادة المركزية اغتياله,لكن نجى منها!صدام هذا كان هو الشخص الذي حاول اغتيال زعيم الثورة عبد الكريم قاسم! كان البعث في ال 70 عينات قد حطم القيادة المركزية وبتعاون مشبوهيين في القيادة من امثال عامر وبهاء (وجماعة خط أب)! كانت عملية تقطيع محمد الخضري عملية بر برية تم طمسها. فإلى خط ب. بريمرههه!ن


7 - خطوة جديدة يريد القادة تحقيقها ألا وهو اغتيال
علاء الصفار ( 2017 / 3 / 13 - 15:45 )
الاسم للحزب الشيوعي, فموجة صفراء سيقودها(فرخ اليمين) الذي يؤمن بتحرير أمريكا والديمقراطية الغربية والليبرالية(ر.ف)! لاتذكر غاريسيا ماركيز(في مائة عام من العزلة),وفي انهيار الاسرة البطريا ركية في الرواية, بتنبؤ ظهور احد الاحفاد بذ..نب, وهو رمز للسقوط نحو الحيو نة, فهكذا بعد تم تصفيت كل القيادات الشيوعية الاصيلة!فحافظ الغرب وامريكا على القيادات اليمينية, وخاصة م.طالباني وعزوز جبهة وشلة باقر_عامر_كريم _احمد_(وفخري ع ههه) وغيرهم ممن تلطخت اياديهم في تصفية القادة الشرفاء ومن ثم جر القاعدة الى مآزق الحل للحزب أو التحتلف مع البعث, وأخير الجلوس في دولة بو ل برايمر الذي سن دستور شيطاني يمنع وصول اليسار والشيوعيين للحكم ويتيح للبعثيين تبوء مواقع في السلطة بجمهورية معاصصة طائفية بلا جيش ولا شرطة اي بلا حماية للارض ولا امان للشعب.في هذه الدولة معجزة(الشيوعي) في العراق هم انهم لم يسرقوا ههه! فاي عظمة لهؤلاء العظماء في مقاومة الاغراء ههه. ان هذا الطرح هو يريد ان يزكي افلاس القادة ونهجهم, فهم لم يشاركوا لا في التصدي لامريكا ولا لداعش ولكن يخرجون بصراخ ونواح حريم الشوارع,انها ديمقراطية بوش بو ل ههه!ن

اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن