الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
وهم التحرر الأنثوي في مجتمع التخلف ....
محمد ايت الحاج
2017 / 3 / 12كتابات ساخرة
وهم التحرر الأنثوي في مجتمع التخلف ....
لا تعتقدين أن ارتداء التنورة القصيرة والكعب العالي او ممارسة التعري الفاحش هو رمز التحرر، ليست هذه الشجاعة والجرأة منك ، بل نسيت سيدتي أن عقل إنسان العالم الثالث هو من ينبغي أن يتحرر من هذه الأوهام التي تجعلك عاهرة الرجال في ليالي ظلماء، فحريتك لا تنحصر في الركض مع الذئاب كأرنب عمياء تائهة في الطريق، فكري بالعقل وكفاك من ركوب السيارات وشرب الخمار والتسكع فوق الأرصفة بتنورتك القصيرة بدريعة التحرر، لأنك جعلت من نفسك أضحوكة الرجال بسيرتك الملطخة بذماء الشيطان الأكبر الذي أفسد عقولكن وجعلكن بخسات الثمن وفاسقات على السنة الرجال.
تلك هي السيرة التي تثار في مجامعهم، بحيث يتهكمون من اجسادكن التي تشبه مفرقعات في سماء ظلماء، حيث لا أحد يرى ما يوجد في عقلكن بل الكل يتلهف لكي يفترس طرف من جسدكن، لذلك زمن التحرر بالأجساد والتنورات القصيرات من بوادر تخلف نساء المجتمع الثالث اللواتي يتوهمن بحريتهن في ظل مجتمع لازال ذكوري في تمثلاته وتصوراته للمرأة، لازال الجهل توئم افكاركن ما دامت المرأة ترتدي الأقنعة السوداء والتنورة القصيرة وترقص بجسدها في محافل الرجال، اذ أصبحت دمية ولعبة النشوة والليل، حقيقة لا ينبغي انكارها او التستر عنها، كون الرجل ينظر الى المرأة كجسد و ليس كذات حرة بعقلها وفكرها ، لأننا لم نصل بعد الى مرحلة التحرر من الأوهام القاتلة، التي تقزم المرأة كلعبة للرغبات و الامنيات.
كثير من الناس لن تعجبهم هذه الحقيقة، كون المجتمع المتخلف مجتمع النفاق دائما يفضل تغطية نقصه في كل الجوانب بالأوهام، التي تحجب الحقيقة والواقع، وهذا ما وقع للمرأة التي نسيت نفسها انها في عالم متخلف لازال يختبئ تحت المقدس والمدنس، مجتمع الطابوهات التي كرست التناقض و العوز في كل جوانب حياتهم، مما جعلهم أناس ضد الحقيقة و الواقع و يقاومون التغير الإيجابي، بالتالي لابد للمرأة التي تسعى الى التحرر أولا محاولة تفكيك شفرات الثقافة المجتمعية التي كرست هذه الهيمنة الذكورية، لان خلاصها و تحررها رهين بمدى استيعاب كل افراد المجتمع مقاولة التغير، و أن المرأة ليس كتلة لحمية تفترس في الظلام او كبسولة دواء تشرب مع عصير الليمون، تلك هي الحقيقة التي حجبها بأصابع اليد.
فالتحرر سيدتي ليس بتكبير نهودك ومؤخرتك وارتداء التنورات القصيرات، بل المسألة تبقى مسألة فكر ووعي وليس الصراع مع رغبات الرجال، وإذا كان تفكيرك عكس هذا اسمحيني سيدتي أن أقول لك بحرقة دم، انت دخلت حالة سكيزوفرينيا.
المراجع المعتمدة في المقال:
- نوال السعداوي، كتاب الانثى هي الأصل،
- فاطمة المرنيسي، كتاب ما وراء الحجاب الجنس كهندسة اجتماعية، ترجمة فاطمة الزهراء ازرويل، المركز الثقافي العربي، ط الرابعة 2005، نشر الفنك الدار البيضاء المغرب.
- فاطمة المرنيسي، هل أنتم محصنون ضد الحريم؟، ترجمة نهلة بيضون، المركز الثقافي العربي،
- فاطمة المرنيسي، نساء على أجنحة الحلم، ترجمة فاطمة الزهراء ازرويل، المركز الثقافي العربي،
- خلود السباعي، الجسد الأنثوي وهوية الجندر، جداول للطباعة والنشر، ط الأولى، 2011،
- مارسيل موس، عن معادي زينب، الجسد الأنثوي وحلم التنمية، إنها امرأة تذوب: قراءة في التصورات عن الجسد الأنثوي بمنطقة الشاوية، وقد اعتمدنا الصيغة الاليكترونية للكتاب: http://www.nesasy.org/pdf/zainabmaadi-2006.pdf
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فنانون سوريون يحتفلون بسقوط نظام الأسد
.. وزير الثقافة السوري الأسبق: الإطار العام في سوريا بعد الإطاح
.. كرم مطاوع.. 28 عاما على رحيل عملاق المسرح المصري
.. ممثلة إسرائيلية ومعلومات مغلوطة عن السيدة العذراء! .. فيلم M
.. فرحة وأماني وخطط لمستقبل.. كيف تفاعل الفنانون السوريون مع سق