الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزائريون من أشد المعجبين بالعبودية

بوشن فريد

2017 / 3 / 13
كتابات ساخرة


الجزائريون من أشد المعجبين بالعبودية
هل من واجبنا كنخبة أن نحلم بواقع حلو أم سنواصل في تزكية مرارة أنظمتنا الشعبوية والاستبدادية؟
وهل يحق لنا كأفراد أن نعاتب صمت المجتمع ككل, ونحاول البحث بكل واقعية عن أسباب عزوف الشعوب العربية عن تأدية أدوارها التاريخية والشرعية في مجابهة ملامح الظلم والرقي الديني والعنف السياسي؟.
في وطني الجزائر, حيث لا مكان للسعادة النفسية عند الفرد, ولا فسحة أمل تطل علينا لتنفض ذلك الإرهاب الهمجي الذي سكن ألبابنا منذ التسعينات, وتحررنا كمجتمع مدني تواق نحو الحرية الفعلية لا تلك الحرية الملونة بالأوهام وخطابات الساسة وأحزاب المصالح الشخصية, فسحة أمل نحن بحاجة إليها اليوم أكثر من وقت مضى, تنجينا من البهتان السياسي وتعيدنا كشعب يريد احتراف الاستقرار المادي والمعنوي ككل شعوب المعمورة, ونسعى حينها لبذل ما بوسعنا في بناء وطننا وننعشه على جميع الأصعدة, لأنه ليس فقط الوطن من يحتاج إلى شعبه وإنما كذلك الشعب محتاج أكثر إلى وطنه, حيث لا يمكن إقناع الشعب اليوم بالأناشيد الوطنية ولا بالأحاديث الدينية ولا بالبطولات النوفمبرية, المواطن اليوم بحاجة إلى كيس حليب وخبزة يابسة يطعم بهما صغاره, المواطن البسيط لا يطالب حكومته بفواكه من ذهب ولا سكنات فاخرة ولا تعليم مريخي ولا إلى رئيس دولة على شاكلة نيلسون مانديلا, إنه يحلم فقط بأشياء بسيطة جدا ولا تحتاج إلى تمرد إرهابي ولا إلى ثورة ربيعية ملغمة بلعاب داعش أو انقلاب عسكري بربطة عنق سياسية.
لكن.. رغم بساطة أحلام شعبي إلا أنها لم تتحقق برغم من عدة محاولات عنيفة من قبله ضد النظام الهش شرعية والقوي فطنة, وذلك بمساهمة مباشرة من قبل النخبة المثقفة التي من المفروض أن تؤدي دورها الحقيقي في تلقيح الألباب وتقديم الصواب على الاعوجاج ومواكبة تطلعات مجتمعه إلا أنها قامت عكس ذلك, وغرقت في فخ بيع الذمم والمساومة والوصول بها لحد الركوع للمنظومة الحاكمة, فقط لأن السلطة تملك مغارة سمسم وهي "النخبة" تفتقد إلى ضمير حي يمنعها من بيع شرف ذكائها لصالح الحاكم وفي خدمة القمع ضد الشعب الفقير.
في وطني الجزائر.. يتمنى كل مواطن أن يعيش بسلام ورفاهية كما يتفرج عليه في القنوات العمومية.. تلك القنوات الحكومية التي تبث تقارير وصور لن نجدها حتى في البلدان المتقدمة, وتصور على أن الفرد الجزائري مفعم بالحيوية والسعادة والرفاهية والاستقرار والبحبوحة والثقافة, لكن في الواقع كل تلك الصور مزيفة ومركبة وخالية من الصحة, ولكن هيهات أن يدوم عمر مراوغة الحقائق في ظل انتشار الإعلام البديل المتمثل في المواقع التواصل الاجتماعي, إذ يكفي لأي واحد منا بعد تفحصه لها بعناية أن يكتشف معاناة شعب بأكمله في عمق الجزائر..
في وطني الجزائر..الأحزاب السياسية مصابة بلعنة البهتان والشعبوية والقرف الديمقراطي, لنا أحزاب ابتكرتها السلطة لخدمتها وحماية ديمومتها وذلك ببيع للشعب النشيد الوطني وأسطورة هزم الاستعمار الفرنسي والإرهابي, وأحزاب أخرى صنفت نفسها جهلا بأحزاب معارضة حيث دورها كبح الإرادة الحية المتبقية لدى شبابنا, واستلطاف النظام بمشاركتها في الانتخابات المحسومة مسبقا, وتقاطعها أحيانا لما تأمر بذلك من طرف جهات معينة في السلطة.. كل الأمور في بلدي توحي إلى زوال مفاهيم ومعاني الشعب والوطن..
نخبتنا باعت نفسها وأقلامها مقابل بضعة شيكات معدودة, أحزابنا تأسست لتوظيف أفراد عائلة زعمائها وتقديس المحاباة وتركيع ذوي الكفاءة والجدية, وشعبنا اليوم بسبب كل هذه الأشكال تحول إلى شعب تليق به كل آيات العبودية والاستعباد..
فالصمت أمام الظلم جريمة..وشعبنا من أشد المعجبين بالصمت ..للأسف الشديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سراب في سراب
نور الحرية ( 2017 / 3 / 14 - 19:44 )
باعتقادي انه لا توجد نخبة حقيقية في بلادنا الكل غارق في التدين والاوهام و الديماغوجية لحد الساعة لم يجرؤ أي حزب سياسي او قامة سياسية على تقديم البديل الحقيقي للنهضة وهي طرح مشروع ديمقراطي علماني وطني بأمتياز .الكل يجامل الغالبية الحالمة بعودة الخلافة الراشدة

اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة