الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهاب والإلحاد .. الحروب الصليبية المعاصرة لتأسيس وترسيخ عبادة الشيطان

محمد الحسيني إسماعيل

2017 / 3 / 14
الارهاب, الحرب والسلام


الإرهاب والإلحاد .. الحروب الصليبية المعاصرة لتأسيس وترسيخ عبادة الشيطان

محمد الحسيني إسماعيل

الإرهاب والإلحاد كلمات تجسد معنى الجهل بحقيقة وجود الإنسان ومصيره ، والجهل بوجود غايات من خلقه ، كما تلخص حقيقة تآمر الغرب على إبادة شعوب العالم الإسلامي ومحو الإسلام من الوجود .. وليتنحى الجهلة والخونة والمتآمرون عن الطريق ..!!!

ومن السخريات .. أن الانقضاض على الدين الإسلامي لتقويض أركانه لا يعني سوى خسران البشرية لوجودها ومصيرها . فنحن بدفاعنا عن الإسلام لا نعني به دفاع عن الذات ، بقدر ما نعني به دفاع عن الآخر . وهذه رسالة أساسية لكل بحوث الكاتب الدينية والعلمية والسياسية .

إن أكثر من 4 ملايين مسلم لقوا حتفهم في الصراعات في أفغانستان والعراق والبوسنة والشيشان وأماكن أخرى منذ عام 1980 م ، نتيجة لاتهامات الولايات المتحدة والغرب للمسلمين ـ زورا وبهتانا ـ بالإرهاب ، حيث أكدت منظمات حقوق الإنسان ومراكز الدراسات الأكاديمية صحة هذه الأرقام ..!! وهكذا نحن نسعى ونؤسس لإنقاذهم ، وهم يسعون ويؤسسون لهلاكنا وهلاك أنفسهم ..!!

لقد نجح الشيطان في توحيد الغرب حول فكر وثقافة ( أيديولوجية ) إبادة شعوب العالم الإسلامي ، ومحو الإسلام من الوجود ، كما نجح في بث الفتن والفرقة بين المسلمين ليقوموا بالاقتتال فيما بينهم على نحو بالغ الوحشية ..!! وهنا يأتي دور هذه الدراسات في فضح هذه الإيديولوجية ، واقتلاعها من جذورها ، ومحاولة إعادة الوعي الديني الحق للبشرية ، وتبصير العالم الإسلامي ، وغير الإسلامي ، بحقيقة المهالك المترديان فيها الآن بفعل الشيطان ، ومحاولة انتشالهما من هذه المهالك ، وتبصيرهما بحقيقة دورهما في هذا الوجود ، ومحاولة توحيد البشرية حول هدف واحد مشترك لمواجهة الشيطان ، وإحباط خططه في إقامة مملكته .. "مملكة الشيطان" !

وتبين هذه الدراسات [1] أن الغرب ـ وبما لا يدع مجالا لأي شك ـ هو الذي يؤسس ويؤصل للإرهاب والإلحاد ، مستندا في ذلك إلى نصوص كتابه المقدس ، ليؤسس بالباطل لفكر وثقافة ( أي أيديولوجية ) عبادة الشيطان .

والآن يكاد يكون هناك إجماع في الغرب ، وخصوصا في الأوساط العلمية على وجود الإله الخالق المطلق لهذا الوجود ( سبحانه وتعالى ) ، وخصوصا بعد أن وجدوا مكان إدراكه في تكوين المخ البشري (أي الفطرة) ، ولها دراسات أخرى قادمة بإذن الله تعالى ، منها البرهان العلمي الحاسم على صحة الدين الإسلامي كما جاء في قوله تعالى ..

[ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا (174) ]
(القرآن المجيد: النساء {4}: 174)

وكل ما عدا الدين الإسلامي فهو دين وثني ، ولكن تبقى الغايات من الخلق غائبة بالنسبة لهذه المجتمعات غير المسلمة ، لعدم وجود " الدين الحق " لديها . وبديهي ؛ وجود غايات من الخلق تستلزم قيـام الإنسان بتحقيق هذه الغايات .. حتى يحقق الغايات من وجوده في هذه الحياة الدنيا . وبديهي إن عدم تحقيق الإنسان للغايات من خلقه سوف تؤدي به إلى خسران وجوده ومصيرة .. لينتهي إلى العذاب على نحو أبدي ..

فالإنسان لم يخلق كنوع من العبث الإلهي وبغير هدف أو معنى كما جاء في قوله تعالى ..

[ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116) ]
(القرآن المجيد: المؤمنون {23}: 115 – 116)

كما وأن خلق الوجود ، بما في ذلك خلق ووجود الإنسان ، لم يكن لهوا إلهيا أيضا كما جاء في قوله تعالى :

[ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16) لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ (17) بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) ]
(القرآن المجيد: الأنبياء {21}: 16-18)

فالدين على حسب البحوث الفيزيائية الحديثة لم يعد القضية النسبية التي يتعذر قول الفصل فيها ، حيث يتوه الثمين والغث في طياتها ليصبح كل حزب بما لديهم فرحون . فالواقع لم يعد الأمر كذلك فالقضية الدينية أصبحت " قضية علمية مطلقة " لها من البراهين الفيزيائية والرياضية الحاسمة ما يؤكد ـ وبما لا يدع مجالا لأي شك ـ على صحتها أو بطلانها ، بل وأصبح أسلوب البرهان العلمي المعاصر يصلح للحكم على صحة الدين الحق من بين الديانات الوثنية السائدة في العالم في الوقت الحالي . وهكذا يصبح التدليل القاطع على أن الإنسان لن يترك سدى بعد خلقه.. لا يرقى إليه أي شك ، كما جاء في قوله تعالى ..

[ أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى (39) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40) ]
(القرآن المجيد: القيامة {75}: 36 - 40)

وهكذا ؛ تصبح الرسالة الأساسية لبحوث ودراسات الكاتب هي إنقاذ الآخر ـ مُغيب الوعي والعقل ـ بقدر ما هي إنقاذ لأنفسنا كذلك ولا أبالغ إذا قلت :

" لا بأس .. بل ومرحبا بقيام الغرب بإبادتنا ـ تحقيقا لهواه ـ ونحن على طريق الحق والصواب ليس لعلمنا فقط بنيل الشهادة وفوزنا بالخلود والسعادة الأبدية المنشودة ، بل لعلمنا ـ أيضا ـ بخسرانهم لوجودهم ومصيرهم على نحو أبدي .. وخلودهم في قاع الجحيم لغبائهم المنقطع النظير " .

ولكن في المقابل ؛ يجب علينا ـ أولا ـ البلاغ بوجود هذه الحقيقة المطلقة [2] ، والتوعية بوجودها ، التي يدّعون بعدم وجودها لنكون شهداء عليهم يوم القيامة .. لقوله تعالى للأمة الإسلامية ..

[ وكَذَلِكَ جَعَلْناكُم أمةً وَسَطًا لِتكُونُوا شُهَداءَ عَلَى الناسِ وَيـَكونَ الرَّسُولُ عَليكُمْ شَهِيدًا ...]
(القرآن المجيد: البقرة {2} : 143)

وأرجو أن يتنبه القارئ إلى " قانون الجعل " ، في قوله تعالى .. [ وكَذَلِكَ جَعَلْناكُم ... ] بمعنى أن ليس لنا حيلة من أمرنا ، بل جعلنا الله (سبحانه وتعالى) هكذا ، لنكون شهداء على الناس .

وينقسم دراسات الكاتب في هذا الشأن ( والتي سنأتي على التفاصيل تباعا فيما بعد بإذن الله تعالى ) إلى جزئين :

الجزء الأول : لمناقشة الإرهاب في اليهودية والمسيحية لتأسيس وترسيخ وتعميم عبادة الشيطان ، والتأكيد على خلو الإسلام من مفهوم الإرهاب على الإطلاق ، ويتم ذلك بتتبع نصوص الإرهاب في الديانات الثلاثة ، ليبين أن نصوص الإسلام هي أبعد ما يمكن عن معنى الإرهاب ، فجميع نصوص القتال كما وردت في القرآن المجيد تدور في فلك قوله تعالى :

[ وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ ]
(القرآن المجيد: البقرة {2}: 190)

أي أن قيام المسلم بالقتال هو للاضطرار وليس للاختيار . بمعنى أن القتال في الإسلام جاء لرد العدوان فقط ، أي لا اعتداء ، ولا البدء بالقتال ، وهنا كان على الغرب أن يبذل قصارى جهده في البحث عن الذرائع التي تعطيه المبرر للاعتداء على شعوب العالم الإسلامي المسالمة . بينما في المقابل ، نجد أن اليهودية والمسيحية يموج كتابهم المقدس بالنصوص التي لا تدعوا إلى الإرهاب والحث على الاعتداء على الآخر فحسب ، بل تدعوا أيضا إلى إبادة الآخر بدون ضمير إنساني أو أخلاقي ، كما يؤصل الكتاب المقدس لانحطاط الأخلاق . فهو كتاب يؤسس لمعنى ومفهوم مدارس الإرهاب الأولى ، والتاريخ خير شاهد . وليس هذا فحسب ، بل المشهد المعاصر أكبر دليل على ذلك .

ويقول الرسول الكريم في وصفه لبعثته بقوله (صلى الله عليه وسلم) ( متفق عليه ) ..

" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "

مهما ادعوا بعكس هذا الحديث . فالحقيقة ؛ لا يوجد بعث ولا جزاء من نفس العمل " إن خيرا فخير وإن شرا فشر " ، في الديانتين اليهودية والمسيحية ، وبهذا تسود الفلسفة البراجماتية بمبادئها النفعية ، ويصبح مبدأ البقاء للأقوى هو مبدأ الغاب السائد بين البشر ، ليصبح الاستيلاء على الأرض ونهب ثروات الآخر مباح وله ما يبرره في أصولهم الدينية ، وهو فكر يؤصل إلى قبول فكر الإرهاب وممارسته بجميع معانيه .

أما الجزء الثاني من هذه الدراسات ، فهو يتعلق بالإلحاد المنتشر في الغرب ومحاولة تصديره إلى العالم الإسلامي ، فدافعه الأول لديهم ـ هذا إن لم يكن الفرد مغيب عقليا بفعل الإعلام ـ هو الكفر بنصوص كتابهم المقدس الموغل في الخرافة والأسطورة ، وكذلك الكفر بقيمهم الدينية التي تؤسس لانحطاط الأخلاق من جانب ، وغياب إدراك الفرد للمعنى الحقيقي لوجوده ومصيره والغايات من خلقه من جانب آخر ، وكذا كراهة ورفض الفرد المتعمد للمعرفة الدينية الحقه من جانب ثالث .. كما جاء في قوله تعالى ..

[ لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ]
(القرآن المجيد: الزخرف {43}: 78)

وهكذا ؛ تم تقسيم دراسة " الإرهاب والإلحاد " ، سنأتي إلى التفاصيل فيما بعد تباعا ، إلى جزئين ؛ الجزء الأول خاص بالإرهاب ، وكيفية قيام الغرب بنشر ( ظاهرة ) الإرهاب ، وكيفية تصنيع الإرهاب وتوابعه ، وذلك بهدف أساسي هو التخلص من الدين ( الإسلامي ) هذا أولا ، ثم الجزء الثاني خاص بالإلحاد ، ولماذا يقوم الغرب بنشر (ظاهرة) الإلحاد ، ليكمل بذلك سيناريو تأسيس مملكة الشيطان وهذا ثانيا ، وهي المملكة التي يعبد فيها الشيطان بشكل مباشر . وبديهي تتضمن هذه الدراسات مواجهة هذه الأفكار وتبديد هذه الظواهر واقتلاعها من جذورها .. ببراهين حاسمة لا تقبل الشك أو الجدل ..

ويشمل الجزء الأول الخاص بعرض الإرهاب تسعة دراسات مستقلة ـ واضحة الدلالة ـ هي كالتالي :

الدراسة الأولى : إبادة شعوب العالم الإسلامي ومحو الإسلام من الوجود الشعيرة الأساسية في الديانتين المسيحية واليهودية ، والتمهيد لمعركة الأرماجدون .

الدراسة الثانية : الإرهاب بين اليهودية والمسيحية والإسلام .

الدراسة الثالثة : صناعة الإرهاب ومبدأ هيجل / النورانيون والماسونييون لتأسيس وترسيخ عبادة الشيطان .

الدراسة الرابعة : البحث عن الذرائع والحروب الصليبية المعاصرة / سيناريو إدارة الصراع في العالم الإسلامي .

الدراسة الخامسة : الذريعة الكبرى / الحروب الدينية على شعوب العالم الإسلامي / أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 م والاستهزاء بعقول العالم .

الدراسة السادسة : الحروب الدينية على شعوب العالم الإسلامي / كارثة استخدام اليورانيوم المنضب / المنظور التوراتي لمستقبل ومصير مدن وشعوب المنطقة العربية .

الدراسة السابعة : من سيناريو إبادة شعوب المنطقة العربية / كارثة صفقات الأسلحة الفاسدة / وتجريد الدول العربية من كل نظم التسليح الحديثة للدفاع عن نفسها .

الدراسة الثامنة : الإبادة .. أو التنصّر / وكيفية المواجهة والحل - The Algorithm

الدراسة التاسعة : مذابح الأمة الإسلامية في العصر الحديث / اقرأ وابك دماً على مذابح أمتنا في العصر الحديث / ثم يقولوا إننا إرهابيون .

أما الجزء الثاني من هذه الدراسات يتضمن عرض الإلحاد ، ولماذا الإلحاد ، ولماذا يود الغرب نشر الإلحاد بين البشر وخصوصا بين شعوب الأمة الإسلامية ..؟! ليُكمل بذلك سيناريو تأسيس "مملكة الشيطان" ويشمل هذا الجزء خمس دراسات ـ واضحة الدلالة أيضا ـ هي كالتالي :

الدراسة العاشرة : الإسلام والعلم في مواجهة الإلحاد ، والعالمانية ، والجهل بمعنى الدين .

الدراسة الحادي عاشرة : الإلحاد والصراع ضد الفطرة / الظاهرة الدينية للإنسان .

الدراسة الثاني عاشرة : الأكوان الموازية .. نهاية حياة الإنسان .. ورحلته مع الموت .

الدراسة الثالث عاشرة : الإلحاد للخروج من المأزق .

الدراسة الرابع عاشرة : الإنسان والرفض المتعمد والجهل المتعمد للمعرفة الدينية .

ثم يتبع ذلك بخاتمة لهذه الدراسات . ولاستكمال العرض العلمي والمنطقي لهذه الدراسات ، يتبع ذلك اثنى عشر دراسة مكملة تأتي على النحو التالي :

الدراسة المكملة الأولى : الكتاب المقدس .. الأسفار وتاريخ التدوين .. وصفات الجلال الإلهي بين اليهودية والمسيحية والإسلام .

الدراسة المكملة الثانية : لفظ الجلالة " الله " .. وهل المسيحية لا تعرف لإلهها اسما ..؟!

الدراسة المكملة الثالثة : البابا شنودة الثالث يروي لنا ؛ كيف صارع الإنسان " الله " ، وكيف أسره ؟! (ليغفر الله لنا هذا التجاوز اللفظي)

الدراسة المكملة الرابعة : الخروف ذو السبعة قرون .. إله المسيحية .

الدراسة المكملة الخامسة : هيكل سليمان وعبادة الشيطان .

الدراسة المكملة السادسة : التحول في النموذجين الإسرائيلي والديني

الدراسة المكملة السابعة : الديانتان اليهودية والمسيحية ليستا ديانتين سماويتين ، ولا تقولوا حوار الأديان السماوية بل قولوا حوار الأديان الكتابية .

الدراسة المكملة الثامنة : بنصوص الكتاب المقدس " شعب الله المختار " الأمة الإسلامية .

الدراسة المكملة التاسعة : ورسالة إلى حكماء بني إسرائيل .. هذا إن كان فيهم حكماء ..!!

الدراسة المكملة العاشرة : ورسالة إلى الدكتور طارق السويدان .. وفكر الثقافة العربية .

الدراسة المكملة الحادي عاشرة : المحطات النووية لتوليد الكهرباء والمزمع إنشائها في منطقة الشرق الأوسط .. كوارث بيئية تهدد بفناء شعوب المنطقة .

الدراسة المكملة الثاني عاشرة : هندسة القبول .. الإعلام والاستحواذ على عقول الجماهير / استراتيجيات التحكم في البشر والسيطرة على المجتمعات .

وأخيرا لابد وأن أشير إلى أنني لم أقصد بهذه الكتابات سوى وضع الحقائق المجردة بين يدي أجيال مضللة بعمل إعلامي ـ موجه وعميل أو جاهل بكل المقاييس .. إلا من رحم ربي ـ في محاولة متعمدة لنشر الإلحاد في هذه الأجيال ، واتهام العقيدة الإسلامية بالإرهاب في محاولة للانقضاض على شعوب العالم الإسلامي ، ومحو الإسلام من الوجود .. لمنع بناء الدولـة المثالية المعاصرة .. بشرع الله .. سبحانه وتعالى ..

[ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8) ]
(القرآن المجيد: التين {95}: 8)

حيث لي أن أؤكد :

إذا فقدت الخلافة الإسلامية ، التي يسعى المسلمون لإقامتها في الوقت الحاضر ، المبرر الديني والأخلاقي لوجودها ، والذي يقوم على مفهوم إنقاذ الآخر ، مصحوبة بإعلام قوي ، فلن تقوم لها قائمة . أي هي رسالة رحمة للبشرية أولا وأخيرا قبل أن تكون حضارة وتنظيم اجتماعي ودولة ، كما جاء في قوله تعالى لرسوله الكريم :

[ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ] [ الأنبياء: 107 ]

تماما ؛ فعندما فقد المسلمون المبرر الديني والأخلاقي في وجودهم في الأندلس أصبحوا مستعمرين وليسوا دعاة ، وخرج الإسلام من الأندلس بعد وجود دام حوالي ثمانمائة عام ، وهو الذي دخلها في القرن الثامن الميلادي في الفترة ما بين عام 711 م وحتَّى عام 1492 م .

بينما في المقابل نجد .. أن وجود المبرر الديني والأخلاقي أبقى على الإسلام في تركيا حتى الوقت الحاضر ، وهو الدين الذي دخلها في القرن الثالث عشر الميلادي ، بل وأصبحت تركيا دولة تقوم على أساس الإسلام ، وتحمَّلت عبء نشر الإسلام والدعوة له في أوروبا ، والدفاع عن المسلمين ضد الغزو الصليبي ، وقامت بفتوحات كبيرة وعظيمة توَّجها السلطان محمد الفاتح ( وكان عمره 21 سنة ) بفتح القسطنطينية في 29 من مايو عام 1453 م .

إن المسئولية ـ في الوقت الحاضر ـ التي تقع على شعوب العالم الإسلامي لهداية البشرية أصبحت المسئولية الجسيمة التي تستلزم تسخير عمل إعلامي قوي ( في مواجهة إعلام الشيطان ) بمفهوم جديد ليقوم بهذه الرسالة التي ترتكز على فكر " النقلة النوعية في الفكر الديني " ، وهو الفكر الذي يؤكد على نقل " القضية الدينية " من الحيز النسبي ( أي كل الأديان صحيحة بلا براهين دالة ) ، إلى الحيز المطلق (أي دين واحد صحيح منزل من الخالق المطلق للوجود ، له من البراهين العلمية القاطعة والحاسمة ، بل والرياضية والفيزيائية التي تؤكد صحته ) . وهذا الفكر يهدف في جوهره إلى تبصير الإنسان بحقيقة وجوده ، وحقيقة مصيره ، وحقيقة الغايات من خلقه ، لتنتفي بذلك الأعذار ..

[ ... لِّيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42) ]
(القرآن المجيد: الأنفال {8}: 42)

ومن أهم نتائج هذا الفكر هو تحقيق السلام العادل والشامل لكل شعوب الأرض .

وأخيرا لابد وأن أؤكد ـ وبكل أسف ـ على أن إبادة العرب والمسلمين ، في الوقت الحاضر ، تتم بأموال العرب والمسلمين ، وعلى أن ضياع العالم الإسلامي في الوقت الحاضر ، يقع ـ وبكل أسف ـ على عاتق الأنظمة الإسلامية الحاكمة ، فلولا تواطؤ هذه الأنظمة ـ إلا من رحم ربي ـ مع الصهيونية العالمية ، بل ومع الشيطان نفسه على شعوبها ، ورغبتها العارمة في الاحتفاظ بالملك ، والرغبة في دوام متاع دنيوي زائل .. لكان مقدرا لهذا المنهاج الإسلامي أن يقود البشرية نحو السلام الدائم والعادل ، والرفاهية بأوسع معانيها .. بل ويجنب البشرية الصراع المميت الذي نحياه ـ في الوقت الحاضر ـ في أبشع وأحط معانيه للفوز بلا شيء .. ولتخسر البشرية وجودها ومصيرها معا .. إذا لم تتنبه إلى هذا .. وتعي هذه الحقائق ..!!

والله ـ سبحانه وتعالى ـ أعلم .. وهو الموفق إلى الصواب .. والهادي إلى سواء السبيل ..

[ .. .. إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ]
( القرآن المجيد : هود {11} : 88 )

****************

بعض الآيات الحاكمة والأساسية :

بسم الله الرحمن الرحيم

[ كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ [3] وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8) اشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (9) لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10) فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11) وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ (12) ]
( القرآن المجيد : التوبة {9} : 8 - 12 )


[ التفسير : كما نرى ؛ فإن الآية الكريمة التاسعة تقطع بشرك أهل الكتاب ( كما يدل هذا من سياق الحدث للنص القرآني ) كما تقطع هذه الآية الكريمة بتحريف نصوص الكتب المقدسة السابقة على الإسلام .. للمتاجرة بالدين وينتهوا بالصد عن سبيل الله .. أي عن الطريق إلى الله ..!! / ( وقاتلوا أئمة الكفر ) : ويشمل هذا أيضا المواجهة الفكرية والنصيحة والجدال بالتي هي أحسن ـ أولا ـ لعلهم ينتهون ]

****************

بسم الله الرحمن الرحيم

[ .. وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) ]
( القرآن المجيد : البقرة {2} : 217 )

[ التفسير: ودعنا نطفوا على سطح المعاني ..!! فكما نرى ؛ فإن هذه الآية الكريمة تشير إلى نبوءة قرآنية تحمل معنى استمرارية قتال الكافرين والمشركين للمسلمين لردهم عن دينهم ( الإسلامي ) إن استطاعوا .. ليأتي الوعيد والتحذير من الله ( سبحانه وتعالى ) للمرتدين .. بالخلود في النار . ]

****************
بسم الله الرحمن الرحيم

[ هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ ]
(القرآن المجيد: إبراهيم {14}: 52)

****************

هوامش المقالة :

[1] مرجع الكاتب السابق : "الإرهاب والإلحاد ـ الحروب الصليبية المعاصرة لتاسيس عبادة الشيطان ـ محاولة إعادة الوعي الديني الحق للبشرية" ، لنفس المؤلف ، يطلب من مكتبة وهبة .

[2] مرجع الكاتب السابق : ” الحقيقة المطلقة .. الله والدين والإنسان ” لنفس المؤلف ، يطلب من مكتبة وهبة .

[3] كلمة " إلّا " مكتوبة باللغة العربية ولكنها بنطق عبري ، كما يبين النص التالي بالإنجليزية :

Etymology (دراسة تعني بأصل الكلمات وتاريخها) of the name “Eli”

The Greek name Eli is a transliteration (يكتب لغة بحروف لغة أخرى) of the Hebrew word אלי, which comes from the word (or name) אל (El). And El is either a proper divine name that became applied to the living God,´-or-else the abbreviated form of the word (or name) אלהים (Elohim), also denoting the living God. See also “The Book of Eli” which is a 2010 American post-apocalyptic action film.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - محمد الحسينى اسماعيل
موفق ( 2017 / 3 / 15 - 17:39 )
يشهد العالم الاسلامى فسادا لامثيل له ليس فى الانظمة السياسية فحسب وانما فى فكر الاشخاص والفساد لايعنى من يسرق ويرتشى ويستلم الرشى وانما من لايحاول ان يفكر كما يجب والذى ينقل كما يملى عليه من افكار الصحراء الاسلامية
وانت احد اولئك الذين اقصدهم بالفساد ، لسبب انك لم تقول الحق لابل رحت تزور الحقايق ، لو تبحث فى التاريخ سوف تجد ان المسلم فى التاريخ كان هو المعتدى دائما كما يفعل اردوگان عندما يحاول استفزاز واستبزاز جيرانه الاوروبين وهكذا كان يفعل قادة المسلمين متصورين ان الاخرين سيخضعون لهم الا عندءما واجهوا الحقيقة وتم فرض حصار خانق عليهم وابادتهم عن بكرة ابيك يا محمد الحسينى اسماعيل
لذا اطلب منك الابتعاد عن الفساد وان تقول الحقيقة كما يجب، الفساد مستشرى فى عقليتكم وفى نفوسكم ولكن الى متى؟


2 - ابحث داخل جمجمتك اولا
محمد البدري ( 2017 / 4 / 5 - 23:33 )
افادكم الله يا سيد محمد الحسينى اسماعيل، فللمرة الاولي ادرك ان الله هذا غير موجود وان الالحاد حقيقة لا مراء فيها لا لسبب الا لان من يدافع عن الله والاسلام مثلك لا يحمل اي عقل داخل جمجمته.

اخر الافلام

.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من


.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال




.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار


.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل




.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز