الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاعر والقاص العراقي محمد الميالي: نحن في زمن التكثيف والمفارقة والاستعارة والانزياح

حيدر السلامي

2017 / 3 / 14
الادب والفن


يكثر الجدال ويطول السجال بين الادباء والنقاد والمثقفين اليوم حول الفنون الكتابية أو الاجناس الادبية الجديدة التي انتعشت في ظل الانترنت وحولت النص من بنيته السمعية المعهودة عربيا الى بنية بصرية تعتمد الرسم والترقيم والتنقيط وسائر أدوات التاثير الانقرائي واعادت لعلماء رسم الحرف العربي والتشكيل هيبتهم بعد ان كاد الياس يدب في نفوسهم، فاصبح للفارزة المنقوطة مثلا حيزها ودورها التاسيسي في الومضة القصصية او الشعرية فضلا عن الادب الوافد من اليابان مؤخرا (التانكا والهايبون والهايكو).
وكالمعتاد برز لهذا الاتجاه التجديدي أو ما يعرف بالحداثوي زعماء كتل ومدافعون سيصبحون بعد حين روادا كالسياب ونازك بالنسبة لشعر التفعيلة(الحر).
من الضفة الاخرى تصاعدت الاصوات المنادية بضرورة العود الى الماضي التليد والحفاظ على التراث الادبي العربي والدفاع عن هويته واصالته ازاء حركات من هذا النوع لا تخفي صلتها وانتماءها للغرب والشرق وانسياقها وراء بريق التحضر والعصرنة تحت وطأة الاحساس بالتبعية والتخلف الذي تعيشه الامة العربية منذ قرون.
هاتان الضفتان للنهر الادبي ما تزالان تتصارعان منذ اول خروج على عمود الشعر وسيستمران ليغذيا الاجيال بمزيد من الرؤى والافكار ويلهماها بالعديد من الدراسات والابحاث والمقالات، وسيواصلان النقاش بما يثري المشهد الثقافي وتجارب فرسانه على مر الايام. من هنا انطلقت مع الشاعر والقاص العراقي محمد الميالي في هذا الحوار:

ـ متى كانت بداية الدفق الشعري؟
بداية الثمانينيات كانت البداية الخجولة بشكل انفرادي دون موجه.. كتبت الشعر الفصيح والشعبي بشكل غير منتظم.. حتى أوائل التسعينات كتبت الشعر الشعبي بشكل إيقاعي وجاء الوزن سليما بشكل عفوي بعدها علمت أن له بحورا متعددة.. الدفق الفعلي كان ما بعد عام 2003 شاركت وأقمت عدة مهرجانات وطنية وحصلت على عدة جوائز في الشعر الشعبي.

ـ والقص.. ذهبت إليه أم زارك بغتة؟
عشقت قلمي وجاءت القصة خاطبة لي من خلال الشاشة الزرقاء وبصحبة رائد القصة الومضة الأستاذ راسم الخطاط. ومن خلال القصة الومضة كتبت القصة القصيرة جدا والقصة القصيرة وحصدت عشرات الجوائز في الأجناس الثلاثة عربيا. والآن أكتب وأحكم عدة مسابقات على صعيد الأدب العربي ولعدة أجناس هي: القصة الومضة ـ القصة القصيرة جدا ـ الخاطرة ـ النثر.

ـ اختلفوا في هذه الأجناس.. بعضهم عدها (تطورا) وآخرون (تقهقرا).
كيف تعد تقهقرا وهي في أوجها وتوهجها وكتبها كبار الأدباء العرب مثل: سيد عفيفي، الدكتور حمد حجي، خليل عبد الله زقوت، الدكتورة مريم بغيبغ، الدكتور مازن علي، والدكتورة فاطمة الزهراء زين وغيرهم.
وهي اليوم متسيدة للساحة الأدبية العربية ومتماشية مع العصر.. اختصرت واختزلت الثيمة بشكل ملفت.
ذهب زمن الأسهاب والاجترار ونحن اليوم في زمن التكثيف والمفارقة والأستعارة والانزياح والمجاز. مشكلة المعارض انه ينظر من خارج محيط الدائرة. عليه الدخول الى المضمار ليطلع عن كثب ويعرف ماذا يجري. وليفتح عينيه المغمضتين ليرى مايجري عربيا. ومن ليس لديه القدرة على مسك لجام مهرتها الأصيلة واعتلاء صهوتها أنصحه بالصمت مع فائق الاحترام.

ـ هل للميالي ومضته الخارجة عن سائر الومضات؟
ليس بالمعنى المتبادر الى الذهن للوهلة الاولى ولكن ربما على صعيد التنوع في الثيمة.. ففي هذه الحالة اقول نعم لي اشتغالي الخاص والمختلف قليلا عن اشتغالات الاخرين. ولدي عدة ومضات نالت جوائز وقرئت من قبل نقاد عرب ومنها مثلا:
حسرة:
سرقوا البحر؛ ابيضت عين الصدف.
حياء:
انتقاها من بينهن؛ ابتلعت عطرها.
تواد:
استعجلوا دفنه؛ توعدهم التابوت.
شمس:
أشرقت آلهة الجمال؛ بطل سحر هاروت وماروت.

علما أني كتبت ما يقارب 300 ومضة و25 قصة قصيرة جدا.

ـ أين تجدك بين نصوصك الأخيرة، وما السبب؟
أجد نفسي في عدة نصوص وبالتحديد في ومضة حسرة وومضة حياء.. ومضة حسرة أشترك فيها مع شعبي وأمتي.. وومضة حياء هي لي وحدي كونها أنا وهي.

ـ العالم الافتراضي.. وفر مساحة للكل ولكن، ربما اضاع الحقوق.. هل نعيش فوضى أدبية؟
يسمونه افتراضيا. وأنا أسميه عالما واقعيا. وقد وضع كل شيء بين يدي ولي الخيار في ما أشتهي وأرغب.. وضع ثقافة العالم بين يدي. يعطيني ما أريد. أكتب ويقرأني العرب ومن يفهم لغة الضاد. ويكتبون وأنا أقرأ لهم. بثوانٍ يأتيني الطلب الذي كنت أبحث عنه أياما وشهورا وربما لا أحصل عليه..
القاريء يبحث عما في الورق وليس الورق. أستغرب ممن يتباكى على الكتاب وهو حي يرزق بيننا ولكنه ليس على ورق.. أما حجة الحقوق فهي منتهكة في كل الأزمنة.. وقد ألفت كتب ومجلدات من خلالها.. والحقوق في هنا أكثر ضماناً لأن تاريخ النشر يثبت هويتها.. ولأن الكل يطلع عليها فالسرقة مفضوحة ويتحاشها السارقون.

ـ انظر لمستقبل الادب العربي.. ماذا ترى؟
للحفاظ على أدبنا العربي علينا أن نجول به في العوالم الحديثة بحذر وباشراف أدباء كبار كما يجري الأن. حين دخل الأدب الياباني (التانكا، الهايكو، الهايبون، السينريو) قام نخبة من الكتاب برسمه ونحته عربيا. وأصبح جنسا عربيا يحمل فقط وفقط الاسم الياباني. ويسمى اللأوبيجراما.
لقد كتبت كل الأجناس آنفة الذكر ونلت الجوائز فضلا عن الخاطرة والشذرة والنثر. وساظل اكتب كل ما يحقق ذاتي.

ـ ينعى التراثيون على الحداثيين عزوفهم عن اللغة العربية وآدابها على غنائهما، ويعيبون ارتماءهم في الآداب الشرقية والغربية؟
الأدب صناعة جمالية أينما تحل وبأي اسلوب يعشقها الوالهون. ولم يخرج الحداثيون عن اللغة وهي معشوقتهم التي يريدون أن تسكن في قصر جديد. ولا يمكن الاستغناء عن الثقافات الأخرى كما أنهم لم يستغنوا عن ثقافتنا. والآن البحث قائم في أوربا لمعرفة هوية شعر الأبوذية، هل هو أوروبي أم عربي؟ وهذا يحدث الآن في احدى كبريات الجامعات في فرنسا. وهذا يعني أن الثقافات متبادلة بين الشعوب من القدم.

ـ هل التجديد محاولة للتجريب واكتشاف عولم اخرى أم هروب من واقع عربي فاسد ولجوء سياسي قبل ان يكون ادبيا؟
لايمكن لي وأنا في عصري أن أعيش عصور سبقتني كعصر المعلقات والعصر الأموي والعباسي وغيره. التجديد والتجريب حالة ملازمة للأنسان منذ القدم وماهو الضير منها ما دامت تأتيني بمائدة شهية لم أتذوقها ونفسي تواقة لها؟!
كل العالم في تطور لماذا لا ننشده كما يفعل غيرنا؟ ولم يكن هروبا سياسيا ابدا بل هو سفربجواز دبلوماسي وثقافي عام.. دخلت للفنون التشكيلية عدة مدارس ولم يبقَ الفن التشكيلي على الواقعية بعد أن جاءت المدرسة السريالية والتجريدية وغيرها وكذا الحال بالنسبة للفنون الأخرى كالسينما والمسرح. وأكرر واقول على التراثيين النظر الى الأفق وبأكثر من عين..

ـ العولمة تسويق لكل شيء وانفتاح على كل الشعوب والعوالم.. ما اثرها في الادب؟
لها أثر واضح وجلي وعلى الأديب أو الفنان أو اي انسان آخر ان يأخذ منها ما يليق به فقط ومعرفة ما لا يريد لأجل الحذر منه والتحفظ عليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال