الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صلاة قلب

نورة العبيدي

2017 / 3 / 14
كتابات ساخرة


كان عليها أن تختار بينه و بينها ثانية ، أعادت ترتيب غرفتها الصغيرة بما يليق بوجعها منه ، مزقت بفرح كل كتاباتها عنه و ألقت بها من النافذة المطلة علي المسجد لتتساقط كلماتها مع صوت أذان صلاة الظهر في موكب جنائزي جميل جدا رافقت بعينيها إرتطام موتاها بالأرض لتمر السيارات من فوقهم ألف مرة فتمحي ملامحه من فوق الورق الممزق، إحساس بالسلام التام رافق صوت المؤذن الذي إمتزج بزقزقات عصفور صغير إتخذ من ثقب في الحائط المجاور لنافذتها عشا له ، أكملت تضرعها للرب دون صلاة تناجي السماء بأن تستجيب لصلاة قلبها المتعب ، أن تهبها نسيانا يليق بوجعها و بدفئ لذاك العصفور الشقي الذي لا يصمت أبدا ، نافذة مطلة علي نفاق حي بكامله، تترشف قهوتها بإبتسامة ساخرة تراقب خروح المصلين من باب التوبة الصغير، هذا "رحومة العطار" الذي ألصق علي باب دكانه الضخم "الكريدي لا وبدون إلحاح" بوشم أزرق علي جبينه يقول بعضهم أنها علامة تقوي و إيمان فاحش كثرائه ، بجانبه "عم علي المكتباجي" الذي إشتغلت في محله القديم لبضعة أشهر و لم يدفع لها مستحقاتها كاملة الي اليوم بتعلة أن المكتبة مفلسة ، صوت موتور جزار الحومة مستفز جدا كطريقته في فرز اللحم لزبائن و عبارته الشهيرة الكاذبة "إنت باهي منعطيك كان الباهي" و لم نكن نعلم أن الباهي الذي يتحدث عنه هو خليط من لحم خرفان علي ماعز علي أحمرة ، "دادا فتحية الخياطة" تخرج مسرعة من الباب المخصص للحريم في المسجد ، إن كان الرب واحد و الصلاة واحدة و القيام والركوع واحد و النية صادقة فلما التفرقة إلاهي ! بسفساري جميل يداعب أطرافه الريح ليلتصق بجسدها الفتي تمر "فاطمة" لتوصلها عيون المكتباجي لأخر الزقاق ، تبا أسفة أيها الرب لك ما شئت باب لنساء و باب لرجال ، قاعة لهن و قاعة لهم ، فقد تغلب نية الجنس و التكحيل نية الصلاة في مسجدك المقدس ، أشفق علي حيطانه و أرضيته التي تعانقها رؤوسهم مع كل ركوع و تمتمتهم بسبحان ربي العظيم ثلاث مرات سريعة كأن كلبا مسعورا يلاحقهم في صلاتهم ، بعضهم يصلي نصف صلاة إلاهي و بعضهم يخطأ في الوضوء و لا يعيده و بعضهم أيضا يتناسي أخر ركعة و يقول أنك غفور رحيم فأرجوك لا ترحم ، إرحم سكير حينا أب ل6 أطفال يشتغل عاملا يوميا عند "حمة لاص" و إتهمه بسرقة شكارة سيمان ، من أجل شكارة سيمان حكم عليه بسنة سجن و خطية مالية أنا أعرف جيدا أنها ستفتك من قوت عصافيره الصغار ، حي قذر و إلاه ينافقونه في المسجد و حبيب لا يحب من تحبه ليحب من لا تحبه ، ما هذا العالم ! يقاطع ذهولها صوت العصفور الشقي المزعج تغلق شباك غرفتها بعنف كي لا تقترف جريمة في حقه ، تمسك هاتفها الذكي تبحث في اليوتيوب علي أغنية تليق بحالتها لتصدح أصوت "تيريز سليمان" و "تامر نفار" و " مروان مخلوف" في أغنية "إلاه الثورة" و تتمتم بإبتسامة ساخرة " إلاهي إذا هاد صوتك في المنابر زي ما هما أيلين فأهديني مكيف و إحذفني في الجحيم مع باقي الصالحين"..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟