الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روايتي التي أعيشها , وقد لا أكتبها

احمد مصارع

2006 / 1 / 19
الادب والفن


وحوش غابة الكتابة ؟
يمكن للإنسان أن يكتب بعدة طرق , وفقا لرغبته أو دونها , فقد يكتب جادا أو ساخرا , وقد يتمركز في كتابته انطلاقا من ذاته , وقد يطوع ذاته في الكتابة ليكون الآخرين نقطة لانطلاقه , ومن الجائز أن يبدأ من اللا شي , فيكتب كثيرا مما يناسبه , وقد يحمل معه الشئ الكثير ولكنه لا يوفق في التعبير عنها , وهناك أوضاع نسبية متنوعة متخالفة ومتشعبة وليس بالمستطاع أن يشملها الرصد الآني , دون استهداف مركز .
الأهم عند التأمل بعمق , أن نلاحظ وجود نوعين من المستويات , منها ماهو سطحي قليل العمق نسبيا , مع الاتساع , ومنها ماهو غميق نسبيا , فكيف يمكن تقليب جوانب التأليف وفقا لهذه الاشراطية الهامة ؟
العميق حين تتساوى أبعاد المستوي , صعب الامتلاء , فهو عمل انتحاري , يحتاج الى الصبر و الإصرار , إزاء ما يتغير من حوله باستمرار , ولأن ما يتداعى على المدى الأبعد , وهو حوافز الكتابة , وتغير دوافعها المحركة , وهو نوع من الفتور , صعب في التكرار , ولا يثبت الواقع المحيط نفسه على حالة واحدة .
الإحساس , والتجربة , انطلاقا من المنطق , وعبر تيارات الشعور , متقارب في المستويين , لأن عملية الكتابة إنسانية , وهي غير ممكنة الإنجاز بدون المرور عبر التفاعل الايجابي , مهما كان صوريا , ولكن درجة تركيز ماهو وحشي أو حدائقي , واقعي أو تعبيري , مثالي أو فوضوي , مختلف جدا .
الكتابة من على السطح , سلوك قنانة آمن , وحفره المعترضة سهلة التجاوز عند القفز فوقها , بينما تحتاج العميقة منها الى تعنيف القدرة النفسية , واستفزازها الى درجة تحقيق القفزات الكبيرة في الفراغ القاتل , دون رهبة أو تردد وتكون الدربة المناسبة في التدريب القاتل في التعود على تحقيق القفزات , والتي ستبقى على الدوام عملا غير عادي بكل المقاييس , بعلامات نافرة لاتكون واهية .
يمكن للكتابة العميقة أن تستهدي بلحظات حادة الرؤيا , كنظرة الطيور الجارحة من أعالي السماء , لأسفل هاوية , ولكن البطء عائد حقا لشروط الهبوط , ضمن حدود التعبير وقدرته على التحليق والطيران بمرونة صالحة حتى لحظة الانقضاض على الهدف , وفي هذا نوع من تكنولوجيا الكتابة و والعوائق الطبيعية و بدون تخليق مناسب يكون معينا يضاعف القدرة الذاتية في الوصول الحاسم .
لماذا الشقاء نفسه ؟ ولماذا المعاناة بالغة ؟ بل لماذا التمادي في البعد و وبخاصة في الاكتشاف الذاتي بدون معين في تجربة من المطلوب أن تكون فريدة ليس لها في الواقع مثيل .
التعويدات المتتالية تفصل قاريا بين نوعي الكتابة , وليس ثابتا أن التمارين السهلة تقوي روح الجرأة والمغامرة , وليس من ميدانها النمو التراكمي , فما هو سطحي سيكون عمقه يسيرا , وما أتساعه سوى نوع من الروح العملية , المناورة و والاقتصادية في الوصول نحو أهداف قريبة , واضحة المعالم و منتجة , بل مسايرة بالقدرة المحدودة على العطاء , وهروبا من إشكالية تكبير الهدف , مع ضعف الحيلة والوسيلة , وفي تقليص متواضع لمبدأ الإشباع , من غير جهد خارق للعادة , والجزاء سواء , في كل الأحوال ؟
العمق , في ملهاة أو مأساة كون غير واضح المعالم , من المجهول الى الأكثر جهلا , يكون فيه المفيد , مجرد الدوران القريب حول المركز المعلوم والمفهوم غالبا , بينما يغامر بالبعد عن المركز الآمن في الكتابة , من يحاول بلوغ المستحيل النسبي بدون أدوات العمل , فالصمت أفضل ؟.
روايتي , هي الأمل الذي تماهى مع الحلم , ثم ناء مع الأحداث العاصفة , فتحول الى كابوس , وحتى الى ملغم من الهوس , والوسوسة الجانبية , ولم يعد التواصل ممكنا أبدا , ومع كل لحظات اختناق وانكماش منعزل عن البحر أو البحيرة الواسعة , تحول الوسط الخائض الى مستنقع آسن , فنمت فيه مشاريع وهم وردية , حالمة تتمدد بلا منطق في سراب أحلام اليقظة .
هل ترى الى الرواية , بوصفها منبرا للتعبير عن رأي كاتب مثلا ؟ , وهل يستوي الفضاء المغلق مع الفضاء المفتوح ؟
هل الحرية في كتابة رواية هي حرية منتزعة , ناقصة من حيث الصدق , وكأنها حسب رأيك عمل غير مشروع ؟
أم أن خللا حقيقيا مرجعه عدم الضبط الدقيق لمفهوم الرواية ؟ وهو السبب في تشويش الموقف منها ؟
وما العلاقة بين الرواية ومسالة استرها ن غير مشروع للواقع ؟
في الأمر خلل ما ؟ فهل يعود ذلك لضعف ظاهر في ضبط مفهوم العمل الروائي ؟ لقد سمعتك تقول : من غير المعقول القبض على الزمن المستمر , ولقد عبرت عن شكك بامكان تزو يق الرواية بفضاء مفتوح , وتعتبره مصطنعا , بل وساخرا وتهكما من الحياة , مقيدا لها , وآسرا لها بطريقة الرهائن عند الإرهابيين ؟
وتعتبر القصة اقل سوءا , بوصفها سخرية يمكن السيطرة على آثارها الضارة , كما يرغب الإنسان في بعض الأحيان في احتساء القهوة المرة .
انك تبالغ في تصوير العمل الروائي في أحسن الأحوال بوصفه , عملا تطهير يا , في الكتابة الذاتية أو المجتمعية , الخاصة أو العامة , وعند كل الأساليب ومختلف المدارس والاتجاهات ؟
كل شيء بسيط جدا , ولا توجد أدنى عقدة تذكر , فهذا هو العالم بأسره مفتوح أمام ناظريك , مثل كتاب مفتوح , على الأبدية , وحروفه لينة بكل اللغات , ومعانية هينة, فكل ما تحتاجه قليلا من الصبر ومزيدا من الإرادة , فهل يوجد في المعادلة ماهو خارق للعادة , بما يفوق طاقة الإنسان , أبدا لاشيء من هذا يمكن له أن يخيم ببلادة على كل راغب بالفهم والاكتشاف , من السواء , والاستواء التقريبي عند خط الاستواء , ونحن جميعا بشر , والبشرية واحدة في الأصل والفرع , وليس في الواقع الحضاري ماهو خلاف النسخ والتكرار , بصيغة أو بأخرى , وما ينقص أو يزيد , لايمكن له أن يقف حجر عثرة عن كل راغب بالمزيد , فالدنيا لم تبتعد كثيرا , لأنها لم تزل بعد تحتفظ بالرغم عن كل الانحرافات بسيرتها الأولى وديدنها المرسوم بخط قطار حديث و وعلى سكة معلومة .
انه من سار على الدرب , وبقصد الوصول , والى أبعد الحدود , فالعالم أصلا , كان بلا حدود , ولا يوجد أدنى فرق بين هذا وذاك , لمن وضع نصب عينيه , فكرة الوحدة والتآلف في الوجود .
القرية في هذا العالم صورة مصغرة عن المدينة العالمية , وهي مكبرة بقياسات معينة , ولكنها بالأصل قرية , وما الكم الذي صار نوعا جديدا , بمعضلة , لمن يملك أن يعيش هناك ويكيف نفسه وفقا لتقاسيم الحياة فيها , وهو يقرأ ويكتب , ويستطيع التطور واللحاق بها مثاقفة , بل وقراءة عملية , مادية أو معنوية , عن سؤالها باستمرار , يا أنت من تكونين ؟ .
من بلدة الطين وأعمدة الحطب والخشب , من الحصير والتبن , والأزهار البرية التي تنبت فوق السطوح , خرجت وبقصد أن أعود , مزودا بالقدرة على التوحد البشري, في الإنسانية المشتركة حتما من عمق التاريخ , من الرياح والمطر , والبرق والرعد , والثلج والعجاج , وفصول السنة ودورة الحياة , وقدرة الله على الدوام في حفظ النوع والجنس والحياة , وضآلة كل فعل شرير يدعي بغباء بالغ , امكان أن لاتبقى الحياة .
بين حكا يا الجنيات , وألف ليلة وليلة في حكاء محلي , وثورة النهر البحر الفرات العظيم , ومن على السطوح كان يشارك نومي هديره الغاضب على الفراغ , في تحد مريع , لكل حضارة سادت ثم بادت , وحين يصبح بحرا غامرا , يفتك الصمت بنا قاتلا , في خضم الأسئلة , هل سينتهي العالم قريبا أم سيتجدد ؟.
هل ستتهدم الدور فوق البشر ؟ أم ستستمر دورة الحياة حتى اللانهاية , تسخر من كل فيض طاغ , لايمكن له أن يقفز فوق دورة الحياة , السائرة نحو المستقبل الأفضل , وحتى بعد غمره لبعض البقايا فينا من حياة ؟
ودعت خلفي بدون أصول الوداع , آلاف الصفحات من ثورة الفرات , كان الصوت فيها فائضا من عواء الذئاب , وظلمة كاسفة بلا حدود , وشتاءا مع قرم الأشجار وألواح الحطب المعطر و وغمامات الدخان الخانق , من عهد جلجاميش وظله المرافق الأبدي , من المنبع وحتى المصب , من الأبنوس والزيتون وحتى الزيزفون , وكل تشكيلات ذاك العصر .
كانت سيدتي الأولى من الحلة , ولذلك بكت الدموع مدرارة , لفيض الفرات البحر وحين حدثتها عن السروايل المبللة ,والعقاب , واستهجنت أن لا يكون للغرق المقدس فيه ثواب ؟ فهللت , وتحللت ثم راحت كموج الفيضان تغرق في صمت مريع , ثم نسيتني , وفي عري ساحر غابت عن ناظري , فأسرها الفرات في بغي و وغي , ولم أكن أدري بأني كنت ضحية له مؤجلة , من لحظة الميلاد .
اختطاف , في لحظة القراءة الأولى , لما أحب , وللحياة , فماذا لو اختفت بغداد بأسرها , وظل طيفها يلاحقني , حتى النهاية , ليكتب بشكل عادي بقاء وديمومة سفر الحياة .
* * *

لقد كنت حالما طيلة حياتي الماضية , فمن الخيال الى أحلام اللا واقع , وفي طريقي نحو آخر لحظات الواقع , لابد من قليل من الوفاء للواقع المغيب , فهل سيتم التحول بطريقة سلمية ودية ؟
ما تجاهلته ولأمد بعيد , وهو راضخ لي وبالرغم , وهو الشاهد الغبي للغاية , بل والمتعود أبدا على مصادرة كل الأحلام هكذا , فهو معبأ , وآلي فوق الحد , وهو مخترع , في خدمة من يجهله أصلا , وقد اقتربت المحطة الأخيرة , وحانت لحظات الوصول للنهاية المجهولة والمفتوحة أبدا , فلا بد من لحظات لوداعه , وهو الصابر بلا وعي , وهو المتأمل بلا وعي , فكل شيء يفلت أبدا من بين يديه , ولا يقدر على فعل شئ , سوى المشاهدة البليدة , لحياة ربما كان عنوانها , ما فوق العادة , أيها السادة , وداعا , ولكن ليمض نحو المجهول كل واحد منكم ولكن بنظام

العقل والسعادة
يقال أن صاحب العقل , تصحبه على الدوام راحة البال , في تجنب كل إشكال , من الإفراط والتفريط , وعن طريق الميزان , والنظر بإمعان , يمكن له تمييز الغث من السمين , في إتباع الطريق الأمين , وتلك سنة الحياة , صالحة اليوم وغدا , ومن تراث الأولين , فكيف يمكن لمثل هذا المنهج أن يكون في صورة القوي المكين ؟
على من تقرأ زابورك ياداوود ؟ فالقوم ليسوا بيهود , بل من قوم عاد وثمود ؟
السؤال الأول : من هم هؤلاء القوم ؟
هل هم الفراشات حول الضوء تحوم ؟ أم الذباب الأزرق يلعب في صمت ووجوم ؟
هل هم الأحرار دائما , والعبودية مؤقتة , وفي الليل البهيم تتراقص النجوم ؟
هل هم من قوم تبع ؟ فكل شيء بعد ذلك حتما سيتبع ؟
من أين هذا البؤس كجدول ينبع ؟ وما خلف كل طعام نأكله نفس وإصبع , فمن هذا الغافل المخدوع , وأراه مشفقا عليه , لكأس السم يجرع ؟
أن أعرف من أنا ؟ بل أين أنا ؟
لايتم ذلك بدون عقلنة , وقد تكون العقلنة علومية سياسية , رفيعة لا مترفعة , من حيث صيانة القول خيرا من سوء موضعه , لأن من عرف طبعه , سهل عليك جمعه ,
المرحوم مرغوم , والحي معلوم , والقادم في حكم الموهوم , مالم نتحكم بالمعلوم .
هنا نتوقف ؟ كفى سجعا من المنحط , والغافل في نومه يغط ؟ والمقامر من يأسه يزط , ومن خوفه البط , فوق بحيرات السلام يطير طورا , ومن خشية يحط .
قالت جدتي ( يوال احمدي , لن تحضر موتي أبدا , فأنت مسافر أبدي , بل ومغترب جدا عن الأهل والديار , وهذا ما يقوله كل من نظر إليك أو عرفك , وقد قيل عنك :
غريبا تعيش , وغريبا تموت ؟ , وغريبا أن نسمع منك الصوت , فقد خلقت لعالم غير عالمنا , ولكن تذكر مني أبدا هذه الحكمة التي أحفظها ولاأفهمهما :
تارك دينه معذب ؟ ..
حين أخزر شزرا عيون جدتي , مستغربا قدري كما تشاء هي تفصيله , وفقا لعرافة الغجر وهي تقرأ فناجين قهوة , وأكون بين فترات اضطرابهم , مجرد سكرة من خل أو قهوة , أو من لبن حامض , والفلفل الأخضر يلسع بأشد من جمره , والليمون الحامض تسيل من حرفته الخثرة , و....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف


.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس




.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في


.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب




.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_