الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوريا الشمالية تمنع ارتداء الصليب

ناجح شاهين

2017 / 3 / 16
حقوق الانسان


كوريا الشمالية تمنع المسيحيين من ارتداء الصليب
ناجح شاهين
نظام كوريا الشمالية الشيوعي الدكتاتوري المنقرض القمعي، أصدر قراراً مجنوناً يجيز لأية مؤسسة في البلاد أن تطرد أي مسيحي أو مسيحية من العمل بتهمة ارتداء رمز ديني لا يتوافق مع قيم البلاد الشيوعية التي لا تتقبل الإيمان، وتعد الإلحاد قيمة مطلقة لا يجوز الاختلاف معها. ويرى نظام كم جونغ أون أن الرموز الدينية وخصوصاً الصليب تهدد السلام الاجتماعي لكوريا الشمالية وقيمها الشيوعية الراسخة.
ستقوم الدنيا ولن تقعد. أعدكم بذلك. وسوف تتحرك على الفور مؤسسات الإعلام وحقوق الإنسان، والمنظمات غير الحكومية والحكومية والبرلمانات والأحزاب وشركات الآنترنت والاتصالات وبائعو الحبوب والخضار والفواكه في عمان والقاهرة ورام الله ناهيك عن نيويوك ولندن وباريس وطوكيو للتنديد ب "الجنون" الاستثنائي لنظام كم جونغ أون الذي لا يكتفي بتحدي السلم وتهديده عن طريق برنامجه النووي بل يتوسع وصولاً إلى الهجوم على طريقة لبس الأفراد. وما ينقص نظام بيونغ يانغ هو فقط أن يختار لنا لون ملابسنا الداخلية أو شكلها ويطلب منا عند نقاط التفتيش التابعة لجيشه المتوحش أن نخلع ملابسنا للتأكد من التزامنا بقواعد اللباس المناسب للمزاج الشيوعي المنقرض.
لسوء الحظ فإن ما جرى فعلياً هو أن محكمة العدل الأوروبية يعني "ست العرايس" بامتياز هي التي فعلت ذلك: لقد قررت المحكمة التي تمثل السلطة الأعلى لحراسة العدل والقيم والمبادئ في القارة التي يساوي اسمها الديمقراطية وحقوق الإنسان ذاتها، قررت هذه المحكمة العتيدة أن تبيح للشركات طرد المسلمات من العمل عند ارتداء الحجاب. ماذا يدعى هذا؟ هوس، جنون، تعصب، إقصاء، ماذا بالضبط؟
لو أن المرحوم الاتحاد السوفييتي أو حتى الصين الحالية قد منعا المسلمات من ارتداء الحجاب، ماذا كانت ستقول "محكمة العدل الأوروبية"؟ كانت ستقود حملة شعواء تستمر إلى ما لا نهاية ضد انتهاك الشيوعية البغيضة لحرية الديانات وحرية الأفراد وحرية الملابس...الخ.
لسنا غاضبين ولا متفاجئين: نحن نعلم أن حقوق الإنسان والحريات "الليبرالية" مجرد برغي في ايديولوجيا الحريات المزعومة الذي يلائم سيطرة الراسمالية في بلدانها القومية وفي العالم أجمع. نعلم يقيناً أن الموضوع لا علاقة له بالقيم والمبادئ، ونعلم أن معركة تدار طوال الوقت للمحافظة على موازين القوى القائمة محلياً وكونياً.
لقد ذهب جاك دريدا المفكر الفرنسي الهائل السمعة زعيم التفكيك وعدو الأيديولوجيا والسرديات –خصوصاً الشيوعية- إلى حد القول إن الطريقة الوحيدة أمام أوروبا لتعريف نفسها هي التعريف بالسلب: "أوروبا تمثل كل ما هو غير مسلم." هناك ضرورات سياسية واقتصادية تحتم توحيد أوروبا بشكل شبه فاشي، والآخر الوحيد المتاح في هذه اللحظة ليس اليهود مثلما كان الحال أيام هتلر وموسوليني ولكنه العربي/المسلم. لقد ورث العرب/المسلمون العبء الذي قام به اليهودي لتسهيل شحن أوروبا أو إحدى قومياتها بالمشاعر الفاشية عندما تحتاج ذلك ماكينة رأس المال الاقتصادية والسياسية.
إنه زمن تصعد فيه القومية الفاشية بعد اهتزاز العولمة واتضاح أنها لم تكن مفيدة على نحو خاص لهيمنة أمريكا وشمال أوروبا. لذلك لا بد من لجم "الحرية" شيئاً ما. وحقوق الإنسان والحريات الليبرالية الفردية المزعومة ستكون على ما يبدو من أوائل الخراف التي سيتم التضحية بها على مذبح المصالح الرأسمالية الملتبسة بالفاشية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدكتور محمد أبو سلمية: الأسرى يمرون بأوضاع مأساوية بسبب الإ


.. أهالي الأسرى: عناد نتنياهو الوحيد من يقف بيننا وبين أحبابنا




.. أطفال يتظاهرون في أيرلندا تضامنا مع أطفال غزة وتنديدا بمجازر


.. شبكات | اعتقال وزيرة بتهمة ممارسة -السحر الأسود- ضد رئيس الم




.. الجزيرة ترصد معاناة النازحين من حي الشجاعة جراء العملية العس