الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التبعية الخارجية ، وسلطة العقل الجمعي تكبل قدراتنا الإبداعية

يوسف حمك

2017 / 3 / 16
الادب والفن


رقعة الفجوة تزداد بين شعوب حضارتها آيلة للسقوط ، وأخرى تتقدم بسرعة مذهلة .
في شرقنا المنحوس أغلال سلطوية تكبل العقول ، وقيود سلفية منغلقة هدامة تسد الفكر والوعي .
سلطة العقل الجمعي بكل تقاليدها وقيمها الموروثة من عهود الظلام تجعل العقل منفعلاً لا فاعلاً .
نعم عقولنا الجمعية سلاح ذو حدين : فهو متحف ذاكرة مجتمعنا وهويته وذاكرته من جهة ، كما هو غلال ثقيلة على قدرات الإنسان الإبداعية ، وتكبل حريته في دوامة لا تنتهي .
تبعية ثقافية وعلمية وسياسية واقتصادية لا تزيدنا إلا تخلفاً قاتلاً ، وجهلاً كالحاً يفعل بنا ما لا يفعله المستبد النرجسي بمعارضيه .
الاصطدام بالحضارة الغربية معضلة كبيرة لنا للاعتقاد بأن التجرع منها تهديد للدين والهوية .
الأدمغة تستنزف عمداً، والكفاءات تهجر ، أراضينا تستفرغ من العلماء للاستطان خارج الحدود ، وتهميش الباحث المتميز .
التنمية معطلة في بلادنا ، والطرح لإيجاد الحلول تنقصه الجدية ، ولا استنبات لرافعات النهوض .
وعدم تحويل الطاقة الكامنة في الذات ولا استثمارها تنموياً . أو بحسب تعبير أرسطو : ( تحويل الوجود بالقوة إلى الوجود بالفعل ).
هناك شعوب خرجت من حروبها المدمرة بائسةً لكنها بالرغبة الصادقة والحركة والصيرورة والإبداع استعادت عافيتها ، واستردت مجدها كاليابان وألمانيا على سبيل المثال .
لا رغبة لنا في الاستنهاض ، و لا استعداد لتحرير عقولنا من القهر الخارجي ، و العقل الجمعي البتة .
متفوقون نحن في إخفاء السلبيات و التواري خلف إيجابيات عفى عليها الزمن ، و تمجيد البطولات الوهمية ، و الترويج لإخفاقات صادمة ، أو التفاخر بحضارة تلفظ أنفاسها الأخيرة .
مشاكل تتفاقم ، و هزائم تترى ، حكام فاشلون لا يغادرون السلطة إلا بقضاء نحبهم ، و توريث الكراسي ، فتحقيق امتيازات عشائرية و أسرية بتشجيع من الخارج .
تفتيت الوحدة و التجزئة المتعمدة ، و السباق المحموم بين المعنيين في من يدمر أكثر .
الغزو الثقافي و توجيه الفكر ، و الاحتلال غير المباشر بزرع القواعد العسكرية ، و تدمير البنى التحتية و تآكل المجتمع ، و الحروب الأهلية الكارثية و التهجير و الإبادة الجماعية .
يقول المفكر و المؤرخ أرنولد توينبي : ( ظهرت إحدى و عشرون حضارةً ، انقرضت منها - 14 - حضارةً ، و لم يبق منها سوى سبع ، ست منها تمر بدور الإنحلال و هي : العربية الإسلامية - الارثوذكسية المسيحية البيزنطية - المسيحية الروسية - الصينية - الهندوكية - الكورية اليابانية . أما السابعة فإن مصيرها ما يزال مجهولاً )
مفكرنا توينبي مصيب فيما قاله . و المفكر يقول الحقيقة على الأغلب ، و قد يكون مصيباً بالكامل لبعض الأحيان ، كما يكون صواب رأيه ناقصاً بعض الشيء فيما يخص أموراً بعينها ، أو ينقصها الكمال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العربية ويكند | ترمب يغادر المسرح وحيدا بعد مناظرة بايدن..


.. العربية ويكند | ترمب يغادر المسرح وحيدا بعد مناظرة بايدن..




.. العربية ويكند | جيل بايدن تقود الرئيس بايدن إلى خارج المسرح


.. نصير شمة في بيت العود العربي




.. مفاجاة صارخة عرفنا بيها إن نصير شمة فنان تشكيلي ??? مش موسيق