الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أقباط مصر ومجزرة جديدة بحقهم

حسين ديبان

2006 / 1 / 20
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


من جديد تحمل لنا الأخبار أنباء حزينة ومؤلمة عن هجمة إسلامية جديدة على بيوت المسيحيين في إحدى القرى المصرية على خلفية استخدام أحد منازل المسيحيين للصلاة لعدم وجود كنيسة يقيمون صلاتهم بها، وكأنَ المسيحي لم يعد يملك حق التصرف حتى في داخل بيته وأملاكه الشخصية وهي حقيقة للأسف رسخها هذا الحادث الذي خلف مالا يقل عن أربعة جريحاً حتى الأن.

كيف يمنح المسلم حق إقامة الصلاة في بيته وربما تحويل هذا البيت الى مسجد في كثير من المناسبات ويحرم من ذلك المسيحي؟.. كيف يسمح للمسلم أن يحول عدداً من المطاعم والمقاهي والأماكن العامة ومنها بعض الحدائق وأماكن العمل بل وحتى السيطرة على الأرصفة وتحويلها الى أماكن للصلاة أيام الجمع ويحرم من هذا المسيحي في بيته وفيما يملك وهو حق شخصي لا يؤدي الى ايذاء الغير وعليه لا يملك كائنا من كان حق التدخل فيه؟.. كيف يسمح للمسلمون بأن يسيطروا على تلك الأماكن العامة ليقيموا صلاتهم بها وليشتموا من أرادوا من المسيحيين واليهود وليهددوا وليدعوا بالموت على كل من يخالفهم وبأعلى أصواتهم وأحيانا بتغطية إعلامية متلفزة ومباشرة وبذات الوقت يحرم على المسيحي أن يقيم صلاته في بيته بصمت وسكينة؟..

ماحصل بالتأكيد يؤشر على أن المجتمع الإسلامي يصر على ممارسة سياسته الإقصائية الإستئصالية التي رسختها نصوص مقدسة لم تترك للآخر المختلف خيارا، اللهم إما أن يدخل دين الإسلام أو يقتل أو يدفع الجزية عن يدٍ وهو صاغر، وهو ماسيؤدي بهذا الآخر-تحديدا المسيحي لأن المسلمون أنجزوا وبنجاح تام عملية تهجير اليهود- الى البحث عن خيار أسلم من تلك الخيارات التي حشره بها الفكر الإسلامي والتي تمس دينه ودمه وماله، وهو خيار الهجرة والرحيل الى بلاد يجد فيها الأمن والأمان وهو خيار للأسف لا يملكه الا المقتدرون من هؤلاء المسيحيون أما من لايملك القدرة على الرحيل فله الله وسيف القتل والأسلمة الإجبارية ونهب مالديه من قروش قليلة تحت مسمى الجزية.

إن استمرار هذه السياسة الهمجية العنصرية ضد الأخوة المسيحيين وغيرهم من النوبيين والشيعة والصمت المطبق من جانب الحكومة المصرية ورأس الدولة تجاه هذه الأفعال سيؤدي حتماً الى مانبهنا وحذرنا منه دائما بأن اليوم الذي سنقول فيه كان أقباطا-وربما النوبيين والشيعة كذلك- هنا ليس ببعيد وهو ما سيفضي الى ماحذر منه الأستاذ جورج كتن في مقالة نشرت قبل أيام من أننا سنكون قريباً أمام مشرق خالٍ من سكانه الأصليون وهو مايثير الفزع حقاً و يستدعي تظافر الجهود المخلصة من أجل وقف مسلسل الإبادة والتهجير العنصري البغيض، حفاظاً على حياة لن يكون لها معنى إلا بهذا الخليط الجميل من المكونات العرقية والدينية والمذهبية، وهو مالن يتحقق إلا بالعمل على التخلص من هذه الأنظمة القائمة على إلهاء شعوبها بالنزاعات الطائفية والعرقية وقيام دولة علمانية تعتمد مبدأ المواطنة وليس الدين وهو حلم صعب ولكن ليس مستحيل في ظل التوجه العالمي لبناء أنظمة ديمقراطية حرة توفر لشعوبها الحرية والكرامة والمساواة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة