الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد أن إنخفض ثمن المليون مشاهدة

الفحلي طيب

2017 / 3 / 19
الادب والفن


كنا نحكم على الأعمال الفنية من خلال تحليلها ،وبيان مدى اهتمامها ومناقشتها للقضايا التي تهم شرائح المجتمع، مع إلقاء نظرة على عدد المبيعات ،وهكذا كنا نستطيع معرفة الفنانين الحقيقين ،ومعرفة المتطفلين على الميدان ،لكن الآن بعد هذا التطور التكنولوجي ظهرت طرائق أخرى للحكم على العمل (الفني)من خلال الإستناد- بالدرجة الأولى -إلى عدد المشاهدات على موقع إلكتروني معين ،هذه الطريقة -الوهمية-هي التي سهلت الطريق أمام غليظو الرؤوس ليصلوا إلى أماكن لا يستحقونها .
وبعد أن شاهدت المبالغة التي لامبرر لها في عدد من الفيديوهات التي لا تستحق ولا مشاهدة واحدة ،أعدت من جديد طرح السؤال التالي :هل فعلآ تلك المشاهدات حقيقية أم مجرد وهم وخداع ؟
وفي سياق بحثي عن إجابة لهذا السؤال صادفت مقال في إحدى الجرائد يتحدث عن هذه القضية حتى أنه جاء بثمن المليون مشاهدة ،وإنخفاض هذا ثمنه في الآونة الأخيرة لأقل من النصف بعد أن كثر عدد المشترين-عديمو الضمير-،وبعد ذلك قمت ببحث عميق لأتأكد من صحة هذا المقال الذي ناقش نقطة سوداء يتجنبها الأغلبية ،لأجد أنه فعلآ يتم شراء المشاهدات وتوهيم الجمهور بأنها حقيقية ،والخطير في الأمر أن هذه الطريقة الحيوانية،اللافنية -التي تبين المستوى الرديء والتافه الذي وصل إليه ممارسوها -قد جعلت المتطفلين ،أصحاب الرؤوس الغليظة الملأى بالتفاهه ،والحماقة ،والبلاهة... ،باﻹضافة إلى المكر والخداع ...جعلتهم في الواجهة ،وأبعدت الفنانين الحقيقين .
ولأن أغلب الأشخاص يسيرون سير القطيع ولايعملون عقولهم لتمييز الفن من اللافن ،فإنهم يشجعون هؤلاء ويتتبعون أخبارهم ،وينشرون تفهاتهم ،والغريب في الأمر أنهم يضعون صورهم على حسباتهم الشخصية ،وعندما يظهر معتوه ما يتحدثون عنه كأنه صنع صاروخ عابر للقارات،
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأعمال اللافنية لاتهتم بالمواضيع المهمة التي تهم المجتمع بمختلف شرائحه ،بل تكتفي بسرد كلمات مشوهة في أغلب الأحيان-إن لم أقل في كل الأحيان-حول الحب والجنس ،بمعنى :يكتفون في تفاهاتهم بالحديث عن العلاقة بين الرجل والمرأة في شقها الجنسي بالدرجة الأولى ،مما يؤكد سيطرة الغرائز والرغبات والشهوات المكبوتة عليهم ،لأنه من المعلوم أن ما يحس به الشخص وما يعيشه ،هو مايحاول التعبير عنه في شكل عمل (فني).
نسي هؤلاء أن الفن له أدوار كبيرة جدآ ،وأن المواضيع التي يجب أن يناقشها ويهتم بها أكبر بكثير من الحب والجنس الطاغيان على أغلب الأعمال ،فهناك قضايا وإشكالات تتخبط فيها المجتمعات ك:الحرية ،خصوصآ حرية التعبير ،الميز العنصري ،العنف،الظلم،التدين ،القضايا الوطنية كذلك ،العلم والثقافة،الفقر ...
لأن الفن في الأصل هو تهذيب للروح وليس حكايات جنسية لإثارة الغرائز.
وما لاحظته في الآونة الأخيرة هو غياب تام للحياء في التلفاز المغربي الذي أصبح مثيرآ للتقزز والإشمئزاز ،وطغى عليه الكلام الفاحش والسب والشتم ،باﻹضافة إلى القبل التي أصبحت شيء عادي في مجتمع لم يعد يحترم نفسه .
قلدوا الغرب في كل ما هو تافه ،ولم يعملوا -ولو لمرة -على تقليدهم في علمهم وإخترعاتهم ...بل فقط قلدوهم في لباسهم وكلامهم الفاحش وسلوكاتهم اللاإنسانية ...،وبهذا أصبح المجتمع عبارة عن قطيع من البله والحمقى لهم رؤوس لا يستفيد منها إلا الحلاقون كما يقول المثل الشعبي المعروف .
لهذا يجب أن نعيد النظر في كل شيء ،في أنفسنا ،ثقافتنا ،تديننا،أخلاقنا ،تفكيرنا ...فلقد أصبحنا عالة على العالم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟