الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التسويات -الوطنية - وغياب البعد الثقافي والمدني

اسماعيل جاسم

2017 / 3 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


التسويات "الوطنية " وغياب البعد الثقافي والمدني / اسماعيل جاسم
المفاوضون شخوص يأتمرون بأوامر المخرج " رئيس الكتلة "
للثقافة دورها الاساسي في حل العقد والأزمات ، تجددها يجعل منها مسألة راهنة ، مواجهة الامراض السارية ضرورة ملحة اذا توافرت شروط البيئة الصحية ، التسويات " الوطنية " و " مؤتمرات المصالحة " ما هي إلا أزمات وزرعٌ للخلافات ، فقدتْ صدقيتها منذ المؤتمرات الاولى وهذه المؤتمرات عمّقت الهوة بين الأطراف المفاوضة ، مشاريعها تحمل أجنةً ماضٍ وتأريخ يحمل بين جنباته الكثير من ترسبات الماضي ، لو يؤمن المفاوضون أن الإنسان هو كائن ثقافي يمتلك مجموعة من المنظومات الثقافية ،باستطاعة كل واحد يستطيع استخدامه وفق رؤيته للحياة وهذا لم يحصل منذ العام 2003 وليومنا ، فهم يتناقشون على مصالحهم وامتيازات كتلهم ،الاستفادة غالباً ما تكون وفق شروط لعبة الاوراق السياسية ومواقف دول الجوار العربي والإسلامي ، المهم في الأمر هو ان المفاوضين غالباً ما يضعون شروطهم بناءً على تأقلمهم مع المحيط وتأقلم المحيط معهم وليس على اساس ما يدر بالنفع على المواطن بل جعلوه عبارة عن اداة للدفاع عنهم وعن مصالحهم فلو تلقي نظرة فاحصةً على المشروعين المشبوهين المختلفين المكرسان للطائفية ، المطليان بطلاء "الوطنية "وهما ابعد من ذلك ، جاءَ في الفصل الأول من التسوية التاريخية بـ " الرؤية الموحدة للعرب السنة "
من الكلمة الأولى " العرب السنة " هو تقسيم العراق الى طوائف وعرقيات ومذاهب ، كان الأجدر أن يطلق على التسوية " الرؤية المدنية لبناء الدولة المدنية " أو الرؤية العراقية لبناء الدولة المدنية " لأبعاد شبح الصراعات وإنقاذ العراق من الخراب والعسكرة والعراقيين من الموت ودوامته اليومية وحروبه المدمرة ،يجب الا يتطرق الطرفان الى التنازلات وإنما الدخول المباشرة في حل ما كان عائقاً امام تحقيق السلام ولكن في الأصل اِشكالية الهوية الثقافية الطائفية التي تؤدي في نهاية الأمر الى تغريق الأفراد والجماعات بهذه الهوية الضيقة وببعض الأطروحات المغالية في دعواها والمغالبة على الطرف الآخر ، فكيف يولد التشدد ؟ من الطبيعي بحاضناته الثقافية وببيئاته الغارقة بالانتماءات التي تتبنى جملة من الميراث الفكري والعقائدي والقيام بتنشئته بعيداً عن الثوابت الوطنية والانتماء للعراق وهذا ما خلف كماً من لعائن الفرقة والعيش على موائدها وملأ البنوك والابتزاز هي الطريقة التي تصلح ان تكون وسيلة للثراء الفاحش على حساب بؤس الشعب العراقي .
وفي الباب الأول للتسوية أعلاه " اِما وصفها بالتاريخية فهو متأتٍ من انها المرة الأولى يتم فيها تشخيص أطراف الأزمة بدقة عالية وتحديد الملفات الخلاقة التي ظلت سبباً لعدم استمرار العراق ووضع الاليات الواضحة لشكل الحل النهائي ."
هل أن الاخوة في جميع الكتل " السنية " قد استيقظوا ووعوا الان بأن المبادرة قد تم فيها تشخيص اطراف الازمة وحددوا الملفات الخلافية ؟ هل الاخوة يضحكون على انفسهم ام على جمهورهم ام على العراقيين باكتشافهم المنافق ؟ هل كانوا في غيبوبة ام كانوا نيام حينما خاضوا غمار حوار " مؤتمرات المصالحة الوطنية " التي بلغت أكثر من ثلاثين مؤتمراً عدا الاجتماعات واللقاءات والتحضيرات منذ العام 2003 وليومنا ؟
اما مبادرة التحالف الوطني للتسوية " الوطنية " برؤية " شيعية "
2- الهدف من هذه المبادرة الحفاظ على العراق وتقويته كدولة مستقلة ذات سيادة وموحد وفدرالية وديمقراطية تجمع كافة ابناءه ومكوناته معاً.
شعارات السيادة كذبة ، فهو مخترق من جميع جيرانه العرب وتركيا وإيران ، اراضيه مجزئة وفق اتفاقيات مجحفة بين ايران والأردن والكويت وأخيرا احتلال تركيا لبعشيقة وهي اراض عراقية .اما الفدرالية فالفدرالية من نصيب الكرد الذين لهم اطماع توسعية ولهم امل بالاستقلال عن العراق بعد الاستحواذ على نفط كركوك وكركوك نفسها والأراضي المتنازع عليها وفق المادة التي اتفق عليها الشيعة والكرد بالمادة 140 من الدستور العراقي ، اما ديمقراطية فأي ديمقراطية يتحدثون عنها ؟ ديمقراطية التظاهرات وقتل المتظاهرين وتضييق الخناق عليهم وخطف البعض منهم ام ديمقراطية الاعلام المنضبط الذي يكشف ملفات الفساد وكبار الفاسدين وإحالة المقصرين في تسليم الموصل وباقي المحافظات لداعش ولا من محاكمة عادلة لمن كان قائدا ومسؤولاً في تلك الفترة ؟
اما هذه الديمقراطية التي تعتبر شعاراً خاليا من محتواه ومضمونه يجمع بين المكونات .
اما التسوية " الوطنية " لو كان الايمان بقيام الدولة المدنية ودعم منظمات المجتمع المدني لكان الشعار الرئيسي هو " التسوية المدنية " أو العراقية ليلتقي هذا الشعار بالشعار الاول ليشكلا جبهة موحدة بنوايا صادقة ولكن في التسويتين الكثير من المطبات ونقاط الاختلاف والتضاد وكأن كل طرف يحفر خندقا لتسويته ،
يجب قبل الحوار القيام بعمليات " التخلية والتحلية " المقصود بالتخلية رفع جميع العقبات التي وقفت دون تحقيق النجاح لمؤتمرات المصالحة الوطنية منهم، الفاسدون والمرتشون والمرتبطون بالقاعدة وداعش وبحواضنها والمجرمون الذين قاموا بقتل العراقيين سنة وشيعة ، التخلص من مافيات الفساد واسترداد الاموال المنهوبة والمهربة ووضع الجناة خلف قضبان العدالة ، ارجاع القصور والاراضي وعقارات الدولة والمواطنين من غاصبيها واحالتهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل ، مطاردة الهاربين والمطلوبين ممن سرق المال العام وتأمر على العراق وشعبه وكل متهم ثبتت ادانته امام القضاء ، تعويض النازحين والمتضررين جراء العنف الطائفي . هناك الكثير من المسائل الواجب دراستها ومن ثم نبدأ بمرحلة " التحلية " اي تصفية الاجواء وابداء النوايا الحسنة لبناء الدولة المدنية وليس الدولة الدينية والطائفية .ارجو من جميع القراء الاطلاع على الوثيقتين وبنودهما التي لا تنم على تقارب في الرؤى وصدق في النوايا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شيرو وشهد مع فراس وراند.. مين بيحب التاني أكتر؟ | خلينا نحكي


.. الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟ • فرانس 24 / FRA




.. تكثيف الضغوط على حماس وإسرائيل للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النا


.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غز




.. هل يقترب إعلان نهاية الحرب في غزة مع عودة المفاوضات في القاه