الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إذا كان الحراك المطلبي مؤامرة....فماذا نسمي أفعالكم؟؟عباءة الطائفية تغطي الفاسدين...

خورشيد الحسين

2017 / 3 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


ليس غريبا في لبنان أن تتحول القضايا المطلبية إلى مؤامرة من الشعب الجائع على السلطة المفجوعة،ففي حين تأخذ التظاهرات الطائفية والمذهبية أبعادا مشروعة بالرغم من شعاراتها السوداء ونتائجها المدمرة ،تأخذ التظاهرات السلمية والمطلبية وكل حراك مدني يضع السلطة وأدواتها ومشاريعها وقراراتها ومؤسساتها الحاكمة والتشريعية موضع المسؤولية شكل المؤامرة ويصبح المجتمع المدني هو المُتهم والمجرم والمُصادر لحقوق نفسه !!!!وكما في أي نظام ديكتاتوري قمعي تتحول الآلة الإعلامية وأبواق السلطة إلى مدعين عامين لتضخ الإتهامات الجاهزة والمعلبة سلفا ضد كل من يمس السلطة سواء فردا كان أم جماعة،والمختلف في النظام الديكتاتوري اللبناني عن الأنظمة الديكتاتورية الفردية هو الخلطة السحرية العجيبة في تكوين سلطة ديكتاتورية مؤلفة من طوائف تشكل مجتمعة سلطة قمعية واحدة ،في حين تشكل الخلافات والإختلافات فيما بينها سببا رئيسا في انقسام الشعب وفي عرقلة بناء دولة القانون والمؤسسات وفي الهيمنة على القضاء ولي عنق القانون وفي إدارة الفساد والمفسدين ،فتميز ديكتاتورية النظام اللبناني الطائفي بالتكافل والتضامن بين مكوناته يعطيه مرونة وشرعية و قبولا بين جمهور المذهبيين وقطعانهم مما يتيح له فرصة أكبر ومساحة أوسع لممارسة طغيانه ومصادرة الحقوق المشروعة للشعب قانونا في حماية نفسه من غوائل اللصوص الرسميين وأذنابهم وأدواتهم المعشعشين في مفاصل الدولة والإدارات والمرافىء.هذا النظام القائم منذ تأسيس دولة لبنان على التقاسم الوظيفي والمحاصصات خلق حالة من الشلل في الجسد اللبناني لمصلحة السلطة ومكوناتها مما أفقد الشعب قوة تأثيره وفرض خياراته بعيدا عن الإنتماء الطائفي أو المذهبي والأهم أفقده هوية الإنتماء الوطني لمصلحة الهوية المذهبية مما ساهم في تعميق الهوة والشرخ بين الشعب نفسه وبين الشعب والسلطة المحمية بالعباءات الطائفية.

في النظام اللبناني لا قيمة للفرد كمواطن خارج سربه المذهبي،بل يستمد قيمته ومشروعيته من خلال الأحزاب المذهبية وزعاماتها ومرجعاياتها ونفوذها في السلطة،فالأحزاب ذات الصبغة المذهبية هي التي تحمل لواء الطائفة وليس لواء الوطن والتي تُعبر عن رعيتها وليس عن المواطنين،فمنذ قيام دولة لبنان حتى اليوم لم تتمكن الأحزاب ذات البرامج الوطنية الشاملة والمبادىء الوطنية والقومية من الوصول الى مواقع التأثير في بنية الدولة ،بل ثمة إحتكار للسلطة من قِبل الزعامات الطائفية والإقطاعية تاريخيا ليرثها اليوم من هو أكثر سؤا بعمقه الطائفي والمذهبي بغض النظر عن الشعارات الوطنية البراقة الوهمية والخادعة والتي تخفي تحتها معدنها الصدىء وجوهرها المتعفن.وأكثر ما يتجلى النظام اللبناني بقباحته يكون عند الإستحقاقات الكبرى،فتسقط كل الشعارات وتختفي كل المبادىء وتسقط كل أكاذيب الإنتماء الوطني الشامل لينكشف المشهد عن الحقيقة المرة ،يتقدم عندها الخطاب والشعار المذهبي بكل مفرداته واستحضار عدة الشغل القادرة على الحشد والتأثير من خلالها،فيتم توظيفها في حماية سلطتهم حينا ،وحينا آخر في إعادة انتاج أنفسهم كما يحصل اليوم من خلال البحث عن قانون انتخابي مفصلا على مقاساتهم ،فتغيب العقول وتحضر الغرائز لترمي مصيرالوطن والمواطن في صناديق الإقتراع لإعادة إنتاج السلطة ذاتها بكل مكوناتها ومقوماتها ولتذهب فكرة الوطن والمواطنة ومصلحة الجموع الى الجحيم طالما حفظوا مواقعهم على طاولة المحاصصة .
فما يحصل عند كل حراك مدني وحزبي بعيدا عن الغطاء الطائفي والمذهبي هو استنفار قوى حراس هيكل السلطة وتتظافر قواها واجتماع كلمتهم في تفريغه من محتواه المطلبي الوطني لتضعه في خانة التآمر!!! وهذا ما نلمسه ونشهده اليوم ،فهل المطالبة في عدم زيادة الضرائب مؤامرة؟؟وهل المطالبة في وقف الهدر والسرقة والمحاصصة مؤامرة؟؟وهل المطالبة بإقامة دولة القانون والمحاسبة مؤامرة؟؟؟وهل المطالبة في محاسبة الفاسدين والمفسدين مؤامرة؟؟وهل المطالبة في إشراك المجتمع المدني وكل قواه الحزبية في مسألة الحوار حول قانون إنتخابي عادل يؤمن صحة التمثيل وعدالته لتحقيق قيام الدولة القائمة على أسس متينة وتحديث القوانين والإدارة ووضع أليات للمساءلة والمحاسبة وإلغاء الطائفية السياسية مؤامرة؟؟؟ أليست هذه كلها مطالب محقة ومشروعة ؟؟؟ من المتآمر إذن ؟؟؟؟ إذا كانت مطالب الشعب مؤامرة ،ألا يُسمى ما تفعلونه ...خيانة !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة