الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى جلالة الملك

رضا كورا

2017 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


إلى جلالة الملك

لا أدري حقيقة يا مولاي المنصور بالقمع ، هل سيصلكم كتابي هذا أم أن أجهزتكم الوفية ستكتفي بقرائته و تحليله نيابة عنكم ،

بداية اسمحولي جل جلالكم ان اتقدم إلى فخامتكم بأصدق التبريكات و ازكى التهاني ، لنجاح مساعيكم ومراميكم في ضبط شعبكم و ترويضه ، و ما ذلك إلا تحصيل حاصل لمثابرتكم و مجهوداتكم السامية ، و عملكم المضني و الشاق المتواصل الذي اتممتم به ما بدأه أسلافكم المجانين بالاستبداد و احتكار السلط و استعباد الناس ، فلم تكونوا يا مولاي لتمتطوا المجد العالي لو لم تركبوا المخاطر و تخوضوا في المعارك و الحروب الحامية الوطيس ضد شعبكم المغفل الذي لا يساوي مثقال حبة حصى تحت حذائكم الطاهر المدبوغ من جلد رعاياكم الاوفياء ، الذين لطالما حاولوا خائبين قض مضجعكم المنعم و تعكير صفو جوكم الطاهر باحتجاجاتهم و مطالبهم الغير مشروعة البتة .

انتم يا صاحب الملاحم و المكارم من تحمل غباء و استهتار شعب بكامله لعقود و عقود ولم تنبسوا ببنت شفة ، صابرين مصطبرين محتسبين على ما ابتلاكم به الله ، وذلك راجع لخيب أصلكم و علاء قدركم ، كم انت بليغ و الغين دال ، كيف لا و انتم أمير المومنين و حامي حمى الوطن الذي لازال فاقدا لثغريه و بضع جزره في واضحة النهار و الدين .


أنتم من تحمل في أكثر من مناسبة هذا الشعب الضائع المتخلف الفاقد للتقدير الواجب لمقامكم و لهيبتكم ، الغير مبالي بمكانتكم و دوركم في الحفاظ على أمنه و استقراره و عزته التي لا يستحقها ، فبعد ان كان ولا يزال شغلكم الشاغل هو تقدم هذه الامة الخرساء و رقيها و ازدهارها، وكانت كل مساعيكم لتبويئها أعلى المراتب بين الأمم ، ما انفك هذا الشعب يقف حجرة عقبة أمام ما تصبوا إليه جلالتكم .

فماذا تتحملون لتتحملوا سعادتكم ، أنتم صراحة لا تستحقون شعبا كذلك الذي تحكمونه ، بل اخر اكثر ثقافة و حضارة و انضباطا و اكثر كفاءة للظفر بكم ، لا سيما وأنكم يا قائد القواد الرشيد ، سبط النبي المجيد، صفي اصفياء السياسة و الحكمة بالنار و الحديد ، لم تفرقوا في القمع يوما بين افراد شعبكم البليد ، وذلك يحسب لكم و لديمقراطيتكم المحمدية الفريدة ، لم تكونوا يوما أسرى للانتماء العائلي او اللون او الانتماء العرقي ، ما سعيتم يوما للتصنع أو لإخفاء سريرتكم المكشوفة للعلن ، و انتم الملك المتواضع الذي يتجول نهارا جهارا بين قومه يستمع لشكاويه التي لا ولن تنتهي، انتم الذين حشدتهم كل شيء في سبيل مجدكم و نصركم و تفوقكم على هذا الشعب المشاغب العين .
ما ستفعلون أكثر لهذا الشعب يا تاج رؤوس الاسياد الذي أسر و احتجز البلاد و العباد ، هل هناك اكثر من أنكم نقشتم على ابواب كل الديار اسمكم، و علقتم قسرا في كل البيوت و الواجهات صوركم ، يا من حكم بالحديد و السكين فوق الوريد ، العالم لم ير مثالا لشططكم المديد ، و بأسكم الذي تحتفلون به في كل عيد ، و انتم في العرش جالس و لأحلام الشعب حارس ، و للحرية و الكرامة حابس ، و للظلم و القهر فارس ، و بخيرات البر و البحر و الجو حاسس و لثروات البلاد و العباد مستنزف لامس .

لم اكن ازايد عليكم يا مولاي و لا اريد منكم جزاءا و لا مأذونية ولا وساما و لا شكورا، لان ذلك لا يشرفني، فعلا شعبكم لا يستحقكم ، لقد نال منكم كل شيء فتح فمه عليه ، فماذا فعلتم لهذا الشعب الهمجي حتى يعاملكم هذه المعاملة الوحشية ، بعد ان اعطيتموه من وقتكم لتدشين كل شيء مستهلك ، و حنجرتكم المخنوقة لسرد الخطابات الركيكة ، و طلعتكم البهية للصور التذكارية ، و ذكائكم الغبي لحفظ امنه و استقراره ، و افراد أسرتكم و حوارييكم لخدمته و السهر على عدم نومه ، و وجهكم وضعتموه له في كل قطع العملات و على جدران كل المحلات ، وقواتكم تحيط به حيث لا مجال لتحركه ولا لاحلامه .

فبعد سبع عشرة عاما من الثقة التي وضعتموها في شعبكم الخسيس ،اعطيتموه بعد ان طالب بالحرية كل انواع الحرية وجميع اصنافها لم نجد لها مثيل في الدول الحرة فعلا ، و أرسيتم قواعد الديمقراطية باَلاف الانماط و الانواع غير تلك الديمقراطية المعمول بها في أقل الدول ديمقطراطية ، أبدعتم نظاما جهويا متقدما ليس له مثيل لاستمالة قلوب الصحراويين و عواطفهم فما كان لهذا الشعب سوى أنه لم و لن فهم مغزاه ، طالبكم شعبكم الخائن المتمرد بدستور جديد ذات حراك هائج ، بح له صوتكم و ادى بكم إلى الاستناد إلى عكاز طبي لحين ، فما كان منكم إلا ان منحتموه شيئا يمكن ان نسميه اي شيء باسثناء أن دستور .

و لنفي أن يكون حكمكم ديكتاتوريا مطلقا ، كنتم يا صاحب المهابة و الجلابة سباقين لفهم تطلعات الشعب و امانيه المترفة ، و اعطيتم اوامركم السامية المطاعة لإقامة انتخابات سابقة لأوانها ، و شكلتم حكومة تحالف بسببها أولائك الذين كنا نعتقد ان تصالحهم ولقائهم لن يكون يوما ، ها هم قد تحالفو بسببها ، و أن قوى أخرى لم نكن يوما نتصورها أن تختلف ها قد اختلفت بسببها .
كيف لكم يا سيدي اللئيم أن تحكموا و أن توحدوا شعبا قال بعض النشاز من صوته انه صاحب هوية أمازيغية صرفة ، وأن توفقوا بين الريفي و الزياني و السوسي ، علما أن هؤلاء إن هم تحدثوا بينهم كل بلسانه لن يفهم احدهم الاخر ، ذلك أن معيار لغتهم كاللاتينية ، الفرنسي لا يفهم حديث الإسباني ولا كلام الايطالي ولا قصد البريطاني ، رغم وحدة حروف كتابة لغاتهم المتباينة .
كيف تستطيعون تقمص رداء الحرباء التي تأخذ لون اليسارية مع اليساريين ، و اليمينية مع اليمينيين و التطرف مع المتطرفين ، و العلمانية مع العلمانيين ، فعلا ارفع لكم القبعة لأنكم كقطعة صابون لزج لا يستطيع احد الامساك بكم مهما فعل .

كان عليكم يا مولانا الملك أن تكونوا اكثر صلابة و حزما وقوة ، و أن تغيروا شعبكم و تأتوا بأخر من بعيد ، و ما ذلك عليكم بعزيز ، و أن تتركونا نعود لسابق عهدنا رُحَـلا بدائيين بدون هوية ،نجوب قرون الجبال و ننفخ النار بالشفتين و طرف الجلباب إن نحن وجدنا ما نستر به عورتنا التي هتكتها باسم شرعيتك ، بعد أن عجزنا على معرفة جوهرك و حقيقة محيطك ، و كشف شذوذك و حقدك و غلك ، بعد أن فقدنا بفضلك احساسنا بالأرض و الحرية و الكرامة و الإنتماء، و اعتدنا الجوع و القهر و الظلم ، و الذل و الاضطهاد ، فعلت بنا اكثر بكثير مما فعل ذلك الذي استعمرنا و حماك ، فشكرا لك و لصبرك و تحملك إيانا ، و دمنا عبيدا مقيدين على عتبات قصورك .

رضا كورا
صحفي مغربي مقيم بفرنسا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدسارة على الملوك صعيبة
عبد الله اغونان ( 2017 / 3 / 22 - 18:49 )
قال واعظ متشدد للرشيد

يامولاي

أريد أن انصحك وأشتد وتقبل مني

فقال الرشيد

لقد بعث الله من هما خير منك موسى وهارون الى من هو شر مني فرعون ونصحهما

اذهبا الى فرعون فقولا له قولا لينا

نصيحة الملوك والامراء والعلماء والعامة واجبة

لكن شرطها اللين والرفق والاخلاص

أما التطرف والعدوان فلا ياتي بنتيجة

اخر الافلام

.. مشهد مرعب يظهر ما حدث لشاحنة حاولت عبور نهر جارف في كينيا


.. شبح كورونا.. -أسترازينيكا- تعترف بآثار جانبية للقاحها | #الظ




.. تسبب الحريق في مقتله.. مسن مخمور يشعل النار في قاعة رقص في #


.. شاهد| كاميرا أمنية توثق عملية الطعن التي نفذها السائح التركي




.. الموت يهدد مرضى الفشل الكلوي بعد تدمير الاحتلال بمنى غسيل ال