الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإدمان على الغاز المسيل للدموع : المفروزون أمنيا في تونس.

محمد محسن عامر

2017 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



أصبح مشهد شباب يعتدى عليهم من قبل البوليس في شارع الثورة شارع الحبيب بورڨيبة و ساحة الحكومة بالقصبة مشهدا مألوفا في وسائط التواصل الإجتماعي المنفذ الوحيد تقريبا للنشطاء المطالبين بتسوية هذا الملف .
المفروزون أمنيا هو النشطاء الطلابيون الذين انتموا إلى الإتحاد العام لطلبة تونس زمن استبداد بن علي و دفعوا ضريبة التزامهم السياسي و النقابي الإسقاط من حق الشغل في الوظيفة العمومية عدى الهرسلة و الملاحقات و ترهيب العائلات نظرا لنشاط أبنائهم المناوئ للنظام . هؤلاء الشباب الذين ينتمون إلى مشارب فمرية و تيارات سياسية مختلفة جمعتهم بحمم ضرورات النضال السياسي بوتقة واحدة _المجال الوحيد تقريبا المستقل عن النظام _ هو المنظمة النقابية الطلابية الإتحاد العام لطلبة تونس .
هذا الملف الحارق الذي يتضمن أكثر من سبع مائة ناشط و ناشطة طلابية سابقة ليس جديدا ، فقط الشوارع و الإحتجاج شبه اليومي فرض كسر الطوق الإعلامي قليلا و أصبح من غير الممكن تجاهله . إذ أن هذا الملف رافق كل الحكومات تقريبا منذ حكومة علي العريض وصولا للحبيب الصيد فحكومة الشاهد تحت مسمى اللجنة الوطنية لإنصاف قدماء الإتحاد العام لطلبة تونس المفروزن أمنيا .و خيضت تحركات كبيرة و جماهيرية جعلت السلكة تجزع من تخول شعار تشغيل مجموعة صغيرة عدديا نسبيا إلى ملف وطني للمطالبة بحل أزمة البطالة التي تزداد سوءا يوما بعد يوم في البلاد . لذلك خضعت حكومة الحبيب الصيد لملف 187 ناشطا تحت ظغوطات الشارع و ضغط نواب ينتمون للجبهة الشعبية و حركة الشعب و حتى من الكتلة الحاكم. نفسها كتلة نداء تونس .
لا شيئ مثير للإشمئزاز أكثر من مشهد وزير يزور نشطاء في يومهم الإربعين من الإضراب عن الطعام ليقنع الأجساد المنهكة بقلوب شديدة الإيمان بعدالة قضيتها و يقدم وعودا بحل الملف في صورة حل الإضراب .. هذا فصل من فصول عدة لتسويف السلطة لهذا الملف.
الحكومة التونسية تراهن على تحويل هذه المجموعة من الشباب المتحمس لقضيتها إلى كتلة يائسة غير قادرة على الحركة منهكة من القمع اليومي و التسويف المتواصل .
هذه الحكومة التي أنتجها توافق الإسلاميين و بقيا النظام القديم من أجل مهام محددة هي تدوير الأزمة بما يمكن من منح المزيد من المورفين للنظام المؤزوم أساسا و الذي ينتج يوميا نفس الأسباب الموضوعية للإنتفاض تغيب عليها معطيات مثيرة لعل أهمها :
- من غير المجدي المراهنة على إجهاد نشطاء مطلبيين متمرسين على العمل الجماهيري عبر الهرسلة و القمع الدائم لتحركاتها المطلبية بل أن على العكس سيدفع القمع و التسويف إلى مزيد تجذر المطالب و قد تتجاوز المطالب سقفها الحالي .
- أنه لا مانع واقعيا من تحول مطلب التشغيل الفئوي إلى مطلب تشغيل عام و هو ما بدى يظهر فعليا في استعارة العديد من التحركات لمصطح "فرز" لتتجاوز القضية الفرز الأمني نحو مصطلح جديد بدأ يظهر شيئا فشيئا و هو الفرز الإجتماعي .
- النقطة الأهم هي تحول معركة الفرز الأمني لقدماء المنظمة الطلابية إلى ملهم ثقافي للحراك الإحتجاجي الذي وقف على قصور الأشكال التقليدية للنضال الجماهيري على خلق كيمياء ثورية جديدة متماشية مع تطلعات الثورة في تونس .
لا يمكن النظر إلى الحركة الإحتجاجية الي يخوضها المفروزون أمنيا من منطلق سطحي كمجموعة من قدماء الطلبة النقابيين التي تشي ملامحهم بانتمائهم الريفي يخوضون حراكا يائسا لنيل حقهم في الشغل . و لكنها في اللاشعور النضالي لهؤلاء مواصلة لسردية الثورة التي انتهت للإختناق ..هكذا يكون الغاز الذي أدمنه هؤلاء النشطاء مواصلة رمزية لملحمة الغاز المسيل للدموع الذي أطلقه بوليس بن علي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات