الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سامى لبيب والإلحاد

سامى غطاس

2017 / 3 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


بداية لا يسعني سوى ان اؤكد على تقديرى وإحترامى الشديد للكاتب و المٌفكِر المٌتميز سامى لبيب والذي يطٌل علينا بافكار يعجز جهابذة الاديان فى الرد عليها أو مٌجرد السرد فيها, فهم تخصصوا فى الرد أو إعطاء الفتوي فقط فيما يخٌص المراة او النصف الاسفل من جسد الإنسان عموماً و ليست أفكار سامى لبيب تلك فهى بالنسبة لهم لاتدر الرِبح وليست السلعة الرائِجة التى يتعيشون منها .
إحترامى وتقديري لشخصه ليس بالطبع معناه إتفاقى كٌلياٌِ مع ما يكتب وإن كان لى وجهة نظر شخصية تختلف عن ما توصل هو اليه , وبناء على طلب سابق منه فى سياق رده فى تعليق لى بمعرِفة وجهة نظري فيما يخٌص فكرة الإلحاد عموماَ اكتب له ولكم السطور ادناه

في رايي المتواضع إن الإنسان المٌعاصر وصل الى فِكرة الإحاد وإنكار وجود الله لسبب رئيسى هو عدم إقتناعه بالصورة التي رسمتها الاديان المٌسماه سماوية لله وعدم الإقتناع هذا بالتأكيد مفهوم وله مايبرره.
المسيحية فى جوهرها هي تعتمد على فكرة تجسد الله فى شخص السيد المسيح لإتمام عملية التصالح بين السماء والارض وتلك الفكرة نراها بوضوح فى الإنجيل -هكذاحب الله العالم حتى إنه بذل إبنه الوحيد كي لايهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية وأيضا نقرأ - عظيم هو سِر التقوي الله ظهر فى الجسد ...
تلك الفكرة ليس من السهل بمكان أن يستوعبها العقل البشرى المحدود أو غير المحدود إن وٌجد .
فكرة التجسٌد وإن كانت فكرة نبيلة لإن غايتها الخلاص للإنسان ونٌبل جوهرها ان رسمت شكل العلاقة بين الله والبشر كعلاقة الاب بإبناءه وهى اسمى علاقة من الممٌكن لعقل الإنسان المحدود أن يدركها.ولكن.....
القائمون على المسيحية منذ نشأتها والى الان إنقسموا فيما بينهم ودخلوا معاً فى صراعات مريرة و أدعى كلاَ منهم إمتلاكه للحقيقة الكاملة و ماعداه على باطل, ناهيك عن بٌعد المسيحية المٌعاصرة تماما عن جوهر الفِكرة الاصلية وإختراعها طقوساَ ليس لها أي معنى روحى ممكن أن يستفيد منها الإنسان المسيحى وزاد الطين بلة بإن أصبح معظم المسيحيون يعبدون طقوسهم الروتينية تلك وحادوا عن جوهر ديانتهم .
من إلاخطاء القاتِلة للمسيحية أيضاً إدماجها لتاريخ بنى إسرايئل الدموي المٌسمى بالعهد القديم فى الإنجيل و هو لايعدوا كونه كتاب تاريخ دموي كتبه اليهود بأنفسهم ولا يستطيع إنسان عاقل ان يفتخر بما جاء فيه من ويلات و حروب إبادة إرتكبت بإسم إلاههٌم المزعوم - وهو ما أخذه ونفذه الإسلام حرفيا فيما بعد - و المسيحيون أوقعوا أنفٌسهم فى تناقض فاضح بين الله العنيف الشرس يهوة و بين الإله الله المحِب العطوف المٌتمثل فى السيد المسيح
وأزعٌم إن هذا التناقض هو السبب الريئسي فى تخلى و إبتعاد الكثيريين - فى الغرب خاصة - عن المسيحية وليس ببعيد أن يكون السيد سامى لبيب إتجه للإلحاد لهذا السبب و هو ذو الجذور المسيحية.

الإنسان المٌسلم بالطبع هو ليس إستثناء من قاعدة عدم الإقتناع أو التمرٌد على الإسلام و دخولة بكل أريحية الى عالم الإلحاد وةإنكار وجود الله وأنا شخصياً أتفهم موقفه تماماَ وخاصة و نحن الان نعيش فى عصر السموات المفتوحة وليس عصر العنعنة وعصر المعلومات الذي نعيشه جعل الإنسان المٌسلم يدرك تماماَ إن كتابه المٌقدس المٌسمى قرأناً لا يعدوا كونه كتاب تاريخى تعددت مصادر إقتباسه أو بالاحري سرقاته من كٌتب الاولين وان دينه رجع البشرية قروناً عديدة الى قبل المسيحية و تبنى فكره الإله العنيف المٌتوحش تماماً كما أمن شعب الله المٌختار -زوراَ- عصر المعلومات جعله يقترب أكثر من التعٌرف على شخصية نبى الإسلام فوجده مٌقاتل غير أخلاقى سعى بكٌل الطرق للسلطة و الهيمنة وفي سبيل الوصول لهدفه إرتكب المجازر البشِعة و ضرب بكل القوانين والاعراف السائدة وقتئذ عرض الحائط .
أزعم إن ملايين عديدة من المٌسلميين على مٌستوى العلم الأن هم مٌلحدين ويوم يزول السيف المٌحمدى عن رقابهم فسيعلنون ذلك فوراً , وما هم جماعة أهل القراءن للمفكر أحمد صبحى منصور و الذي يتبعة الملايين سوى البداية فهم أنكروا أكثر من نصف الإسلام المٌتمثل فى السٌنة من أحاديث و افعال نبى الإسلام و لن يطول الوقت حتى نراهم يتنكرون للقرأن أيضاَ.

الاستاذ سامى لبيب
إعترافك بوجود الله أو إنكاره لن يغير شيئاً ولايستدع منك ذلك المجهود الرهيب, ففى كل الحالات لن تختفى الامراض أو الكوارث من على الارض ولن تتوقف الحروب و ظلم الإنسان لأخيه الإنسان . يكفى أن تعلم إن الله عند الإنسان السوي وبعيداَ عن طقوس الاديان هو فقط الخير هو الجمال والحب و إنكارنا لوجوده هو إنكارنا لكل شئ جميل فى هذه الحياة وهو ليس ما تسع اليه بكل تأكيد .

كلاًحسب طاقته تلك هى كلماتك وهذه هى طاقتى فى الكتابة
تحية تقدير لشخصك العزيز








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحليلك صحيح إلى حد كبير وإن كنت أتمنى نقد الإلحاد
سامى لبيب ( 2017 / 3 / 24 - 11:53 )
تحياتى اخى سامى غطاس
ممنون لجهدك وكتاباتك لهذا المقال الذى يحاول تحليل الحالة الفكرية والنفسية لسامى لبيب لينأى بنفسه الخوض فى فكر وفلسفة الإلحاد .
ما ذكرته حضرتك عن أسباب إلحادى صحيح لأضيف لها عوامل كثيرة.
بالطبع لم أولد ملحدا بل منتميا لدين اهلى وجماعتى لتتراكم عوامل كثيرة تأتى أولها أسئلة إنسانية تتناول ماذنب من ولد على إيمان غير المسيح وماذنب البشر فى حظوظهم فى الدنيا وغيرها من أسئلة..ليأتى إدراكى بالعهد القديم علاوة على معرفتى بالإسلام لتبدأ بذور اللادينية .
تكون الخطوة التالية هو فكر ربوبى توصلت له بمفردى لأحل إشكالية تهافت الأديان محتفظا بفكرة خالق يحل لى مشكلة الوجود .
تتكون لدى ثقافة ماركسية وفلسفتها المادية الجدلية لتفتح آفاقى نحو فهم الوجود ماديا فلا داعى لفكرة الإله ولتتعمق الفلسفة المادية فى داخلى لأجد أننى بها أستطيع تأكيد عدم وجود إله ولأبدأ نقد فكرة الإله نقدا ممنهجا.
مسيرتى لم تنتهى مع الإلحاد فأنا أسعى فى هذه الأيام وما تبقى من عمر فى فهم لماذا الأمور هكذا.
أحترم تحليلك وإن كنت أفضل نقد أفكارى الإلحادية واللادينية فهى الأكثر إفادة للقارئ ولكن على العموم ممنون .
مودتى


2 - سامى غطاس
ررد على رد ( 2017 / 3 / 25 - 13:02 )
الفاضل سامى لبيب
تحية من القلب وتقدير واجب على تكبٌدك عناء الرد, تقول بإنك تفضل منى نقد أفكارك الإلحادية و أنا أجيبك لماذا علي فعل ذلك؟
شخصياً لا أرى إن الإلحاد تٌهمة او وصمة عار تٌلصق بمعتنقيها, والله الذى نؤمن نحن بوجوده يفترض منه عدم إجبارنا بالايمان به وانت من جذور مسيحية وتعلم ذلك جيداً.
مقالى لم يكن سوى رد مٌبسط بكلمات اكثر بساطة على مجهوداتك الفكرية.

كتبت فى تعليقك الاتى.... مسيرتى لم تنتهى مع الإلحاد فأنا أسعى فى هذه الأيام وما تبقى من عمر فى فهم لماذا الأمور هكذا......
وتلك العبارة إن دلت على شئ فهيل تدٌل على التواضٌع وعدم التسليم المٌطلق بصِحة إستنتاجاتك وإنك مازلت فى مرحلة البحث لمٌحاولة فِهم الإمور وأنا احترم كثيرا صِفة التواضٌع تلك.

تأكد إن إختلافى معك ليس جذرياٌ وهناك الكثير من النقاط و الأفكار نقف فيها سوياَ على نفس الارضية المٌشتركة , فقط علينا أن نحدد وبكل وضوح الفرق بين الله الخالق و بين الأديان و الإسلامى منها خصوصاَ .
السؤال هنا يكون كالاتى :
هل وجود خالق -الله- فى حياة الإنسان يلجأ اليه وقت الشِدة والمرض والضيقة افضل أم لا؟

سبق وكتبت انا إن الله فكرة -حتى وإن


3 - تابع رد على رد
سامى غطاس ( 2017 / 3 / 25 - 13:19 )

سبق وكتبت انا إن الله فكرة -حتى وإن كانت وهمية- هذه الفكرة ساهمت على مرالعصورالى حد كبيرفى فرملة الة الشر المٌتأصلة فى الإنسان وهو ما دأب البشرعلى تسميته -الضمير-
لا أعلم ما ستكون عليه البشرية من توحش فى حالة ما أمن كل البشر بإستنتاجات و افكار سامى لبيب أتمنى عدم حدوث ذلك.

لك كل التحية


4 - والله
احمد علي الجندي ( 2023 / 4 / 18 - 06:19 )
-
من إلاخطاء القاتِلة للمسيحية أيضاً إدماجها لتاريخ بنى إسرايئل الدموي المٌسمى بالعهد القديم فى الإنجيل و هو لايعدوا كونه كتاب تاريخ دموي كتبه اليهود بأنفسهم ولا يستطيع إنسان عاقل ان يفتخر بما جاء فيه من ويلات و حروب إبادة إرتكبت بإسم إلاههٌم المزعوم - وهو ما أخذه ونفذه الإسلام حرفيا فيما بعد - و المسيحيون أوقعوا أنفٌسهم فى تناقض فاضح بين الله العنيف الشرس يهوة و بين الإله الله المحِب العطوف المٌتمثل فى السيد المسيح
وأزعٌم إن هذا التناقض هو السبب الريئسي فى تخلى و إبتعاد الكثيريين - فى الغرب خاصة - عن المسيحية وليس ببعيد أن يكون السيد سامى لبيب إتجه للإلحاد لهذا السبب و هو ذو الجذور المسيحية.
-
اولا جميع الطوائف المسيحية تقريبا تاريخيا الا واحدة او اثنتين تؤمن بالعهد القديم
ثانيا العهد الجديد نفسه
يصف العهد القديم بانه كتب مقدسة
رسل المسيح والمسيح نفسه كانوا
يستشهدون بنصوص من العهد القديم
!
الكاتب يريد اخراج العهد القديم من المسيحية بأي طريقة
حتى لو تعارض مع كلام المسيح نفسه !

اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب