الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة -الى الامام-.. كسر جسارة الثورة المصرية وجسارة الطبقة العاملة

صحيفة الى الامام

2017 / 3 / 27
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


لنتذكر معا بيان رقم ٥ للمجلس الحكم العسكري في يوم ١٤ / ٢ / ٢٠١١ يطالب بوقف الاعتصامات والاحتجاجات والاضرابات العمالية، ويطالب كل من موقعه في المصانع والمعامل ان يلعب دوره في ذلك لانه يؤثر على الاقتصاد في الوقت الحرج الذي تمر به مصر حسب البيان المذكور.
بعد ست سنوات من الاطاحة برأس النظام المصري الفاسد واعتقاله، أطلق سراح حسني مبارك، على اثر كبح جماح الثورة المصرية العظيمة والالتفاف عليها واحلال المئات من ناشطيها وقادتها في السجون والمعتقلات، محل الملطخة اياديها بدماء العمال والمحرومين والثوريين مثل حبيب العادلي - حسني مبارك وبقية رموز الفساد والاجرام في مصر.
لم يشكل إطلاق سراح مبارك صدمة لنا نحن الشيوعيين، فمنذ اليوم الاول في ٣٠ حزيران من عام ٢٠١٣، قلنا ان الانقلاب العسكري الذي يقوده السيسي هو عملية التفاف على الثورة المصرية والاعداد لمقصلة من اجل قطع رأس الثورة وكل داعية للحرية والمساواة في مصر. وحينها غرد حفنة من اليسار وكالعادة بأن الانقلاب العسكري هو ثورة على الاسلاميين قادتها نفس الجماهير التي اطاحت بحكم حسني مبارك، ليثبتوا اي اولئك اليسار، وللمرة الالف بأنهم لن يتعلموا ابدا من دروس التاريخ ومن جملة قالها ماركس، ان التاريخ يعيد نفسه مرتين، في الاولى بشكل تراجيدي وفي المرة الثاني بشكل كوميدي. فأذا كانت الاولى هي قدوم محمد مرسي والاخوان المسلمين الى دفة السلطة لانقاذ البرجوازية المصرية وكل النظام الرأسمالي في مصر لتخليصها من براثن الثورة، ففي المرة الثانية كان الانقلاب العسكري الذي حل عبد الفتاح السيسي وكل قادة الجيش رفاق حسني مبارك في اتمام ما لم يستطيع الاخوان المسلمين في اتمامه.
ان اطلاق سراح حسني مبارك، بعد ست سنوات من اعتقاله وبعد اربع سنوات من الاطاحة برأس الثورة هو ايذانا بغلق ملف الثورة المصرية، واعلان كسر الجسارة الثورية للطبقة العاملة في مصر وجموع الكادحين والتحررين. ان اطلاق سراح حسني مبارك هو رسالة لكل تواق للحرية والمساواة والرفاه بأن النظام العسكري الحاكم بلباس الديمقراطية، الذي يقوده مصاصي دماء العمال والمحرومين في المجتمع المصري لم تهزه الثورة، وما خسرته بالامس من هيبة واعتبار اثر ضربات الثوريين تسترده اليوم عبر اطلاق سراح رمزها، وعبر نصب المحاكم العسكرية للعمال المضربين وقادتهم وفعاليهم وفرض القوانين العسكرية على جميع المعامل والمصانع، وعبر خنق الصحفيين وتغييب المئات من النشطاء في غياهب السجون السرية، وعبر فرض شد الاحزمة على البطون وابرام الاتفاقات مع صندوق النقد الدولي وتنفيذ سياسات الليبرالية الجديدة التي فشل نظام مبارك في تمريرها.
الدرس الاول الذي يجب ان تتعلمه الجماهير التواقة للحرية من اطلاق سراح حسني مبارك، هو ان الثورة ومصيرها ومالها ضاعت عندما فشلت في فصل افاقها عن افاق البرجوازية والبرجوازية الصغيرة. ان حركة ٦ ابريل ومن اليوم الاول للثورة في ٢٥ يناير ٢٠١١، التي كان لها دورا كبيرا في الاحتجاجات ضد حكم محمد مرسي والاخوان المسلمين، والتي توجت بحركة تمرد سميت حينها بحركة ٢٦ ابريل، فقدت بوصلتها وسلمتها الى الجيش حامي النظام الرأسمالي في مصر، ذلك النظام الذي انتح ويعيد انتاج الفساد والظلم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وكانت من اول المؤيدين للانقلاب العسكري، وصفق قادتها لالتفاف على الثورة بوعيها وادراكها الناقص دائما، واوهمت نفسها قبل ايهام الجماهير بأن الاطاحة بحكم الاسلاميين عبر الجيش ستفتح الافاق الى سماء الحرية والمساواة والرفاه. اي بعبارة اخرى ان حركة ٦ ابريل هي حركة انتصرت فيها البرجوازية الصغيرة في مصر في تسليم الثورة الى جلادي البرجوازية للإطاحة براسها. وعلى مذبح الثورة تفرغت البرجوازية بمؤسساتها القمعية "الجيش الوطني" لتنظيم مسارح المحاكم العسكرية للعمال والاجهاز على حركتها، التي هي حسمت مصير نظام مبارك في الايام الاخيرة لثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، عندما دخلت في اضرابات مفتوحة في المعادن والنسيج والدواء والحديد والصلب والعاملين في القطاع الصحي. الخ.
اما الدرس الثاني فهو للطبقة العاملة التي لو لاها لما شل حكم مبارك، الا ان ثمرة نضالها وقيادتها سلمتها للبرجوازية الصغيرة وضاعت في حركتها، ولم تفصل نفسها عن تلك الحركة العامة التي اطاحت بحكم مبارك، وهذا لم ولن يكن دون ان تمتلك حزبها الثوري والسياسي كي تقودها وتنير دربها وتسلحها بافاقها التي لن تنتصر ابدا في اية ثورة ضد البرجوازية دون افاق الاشتراكية.
والدرس الثالث هو ان اية ثورة ضد الظلم الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، ثورة من اجل المساواة والحرية، لن تنتصر دون الاطاحة بدولة البرجوازية، دون حل الجيش والمؤسسات القمعية، وعدم التوهم حول الاكاذيب، والانجرار وراء الدعايات التي تروجها "الجيش الوطني حامي الشعب"، فالجيش كان ابدا اداة قمعية للبرجوازية في تثبيت سلطتها، وهي اداة الدولة البرجوازية الرئيسية في قمع الطبقة العاملة وعموم الكادحين. وهكذا يعلمنا الجيش المصري، سواء في قمع الثورة، او في تعذيب واعتقال الثوريين، او في تنظيم المحاكم العسكرية للعمال المضربين، او في افقار المجتمع المصري عبر السيطرة على كل مقدرات وثروات المجتمع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح