الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أحلام والسبات البرلماني الأردني
رولا حسينات
(Rula Hessinat)
2017 / 3 / 31
مواضيع وابحاث سياسية
بعد إتمامنا لغسلنا من مجلس الأمة الأردني الذي لم يفلح خلال دورته الحالية والسابقة إلا في نقض أهم أسس تسميته بمجلس الأمة الذي جرت العادة في أن يتم تعين الأعيان فيه وانتخاب نواب يمثلون الشريحة العريضة المسماة بالشعب وهو الشعب المحروق إن جاز التعبير والذي من نبله وأخلاقه لم يتعلم الدرس جيدا وأخطأ في الإجابة ثانية في امتحان الانتخابات البرلمانية في إيصال الكثيرين ليكونوا نوابه تحت القبة البرلمانية وسمح ببساطة غياب الكثير من النواب الأقوياء بتنازله عن أعضاء متميزين ممن يحملون الهم الوطني وأذعن لسياسة التهميش المرة تلو المرة
هذا المجلس الذي نجح في تمرير مشاريع الموازنة العامة ونجح في المصادقة على رفع الأسعار لشدة تفاعله مع برنامج الإصلاح الاقتصادي الهش وقد اقترح العديد من النواب آنذاك أن يعدل المواطن برنامجه الغذائي كما أكده فيما بعد رئيس الوزراء بالترويج لمنتج البولوبيف والذي لم تشترك في نسيج معاناته شريحة كبيرة من الأجيال المتعاقبة وبقي حصريا على الجيل الذي عانى سياسات التقشف وربط الأحزمة على البطون
ويمكن للمواطن أن يعتبر مجلس النواب مجرد هامش بين الهوامش الكثيرة التي لم يستطع التأقلم معها والتي لن يصيب بها صيبا نافعا مهما استجدى ولكنه مع هذا كله احتفظ بالسلم الذي يمكنه تسلقه ليصل إلى أحد النواب مستجديا واسطة ما لتعيين ابنه أو ابنته أو إيصال عامود كهرباء لبيته النائي عن المنطقة السكنية والتي لم تدخل داخل التنظيم بعد
إن ما أستطاع مجلس الأمة الاستفادة منه بجدارة الذي لم يصادق على اتفاقية تسليم الأسرى مع الولايات المتحدة في مارس 1995 والتي اعتبرها المشرع القانوني غير نافذة لعدم مصادقة مجلس الأمة الأردني عليها آنذاك والتي أعطت بذلك بضع سنوات للمجلس الحالي الهش شرعية بقاءه رغم ضعفه وعدم وضوحه تجاه القضايا الوطنية
ولعل هذا الرد في هذه الفترة بالذات التي شهدت فيه الولايات المتحدة الأمريكية محاولات جادة لتغيير سياساتها التاريخية وتعديل دستورها وبخاصة تجاه العرب والمسلمين بوصفهم جماعات إرهابية ومنعهم من دخول الأراضي الأمريكية وقد ظهرت حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية بعد نجاح ترامب من الوصول إلى الرئاسة الأمريكية بتأيد استخباراتي روسي أزمة اتخاذ القرار وتأيده وهي التي نجح القضاء الأمريكي من التصدي لها ووقوفه كند للسياسة الرئاسية المتخبطة وقد دفعت وزيرة العدل الأمريكية ثمنا باهظا بإحالتها إلى التقاعد رغم أنها شقت بالفعل شوطا كبيرا في سباق الشهرة على حساب ترامب الذي يتصف بالغباء السياسي والتفكير المادي
فكان الموقف السياسي الأردني ضربة قاصمة لتهز هذه العنجهية لترامب وسياسته
إن نجاح السياسة الأردنية في الآونة الأخيرة في استثمار ورقة أحد أعضاء خلية تفجيرات عمان بإعدامها واتخاذها سياسة الحزم مع المشاركين في خلية إربد وخلية الكرك والذي دعم موقفها أمام الشارع الأردني الذي تغاضى عن السياسات الإقتصادية المجحفة في حقه وقبل فترة بسيطة عادت لتعزز من أهمية ما قام به الجندي الدقامسة والإفراج عنه وهاهي تقف بقوة في تحديها للطلب الأمريكي بتسليم الأسيرة المحررة أحلام التميمي والتي حسب زعم الرواية الأمريكية قد استخدمت أسلحة نووية في عملية القدس وهي الخدعة التي نجحت في استخدامها مع نظام صدام حسين وتبريرها لإجتياح العراق ونهب ثرواته وتفعيل الدور الطائفي في حرب أهلية دموية دعمتها فيما بعد بعصابة داعش الإرهابية
لم يكن الأردن في الآونة الأخيرة بعيدا عن مشهد العنف والتهديدات الإرهابية سواء من تنظيم داعش وخلاياه النائمة في الأردن ومحاولاته الكثيرة التي نجح الجيش الأردني في إفشالها على الحدود الأردنية وتطبيقه قواعد الإشتباك بحرفية ومن الصواريخ التي أطلقت من الأراضي السورية باتجاه اسرائيل والتي نجحت اسرائيل بقبتها الحديدية إنزالها على الأراضي الأردنية وهذا أعاد للذاكرة الاجتياح السوري في عهد حافظ الأسد في أيلول الأسود عام 1970 وذلك بزعم النظام السوري آنذاك رغبته في إنهاء تمدد الفصائل الفلسطينية التي كانت تسمى بالفدائيين وقد رد الجيش الأردني بقيادة الملك حسين بن طلال بقسوة على هذا الاجتياح وقصفته الطائرات الإسرائيلية
وهاهي أحلام التميمي اليوم بعد أسابيع قليلة من الإفراج عن الدقامسة تنجح بجدارة في إلهاب حماسة الأردنيين و في إثارة المشاعر الأردنية الصادقة وهي التي يتميز بها الأردنيون من حميميتهم ودفئهم والتفافهم حول قيادتهم وقد تيقظت من جديد في رفع شعارات الانتصار للقضاء الأردني وللسياسة الأردنية ولمجلس الأمة الأردني
وبهذا استطاع مجلس الأمة الأردني أن يعيد مجده من جديد أمام الشارع الأردني منافسا بذلك القضاء الأردني الذي يتسم بشفافيته وعدالته
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من
.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال
.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار
.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل
.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز