الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف نخرج من حالة -شبه الدولة- التي يتحدث عنها الرئيس؟

مجدي مهني أمين

2017 / 4 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


أشار الرئيس في أحدى كلماته إلى اننا "مش في دولة حقيقية، واننا في شبه دولة" وتطلع في حديثه لدولة حقيقية "دولة قانون، دولة مؤسسات..."

وهنا يطرح السؤال نفسه:
- كيف نخرج من حالة شبة الدولة التي أشار إليها الرئيس شخصيا في حديثه؟

حتى نخرج من حالة "شبه الدولة" ، فلا بد أن نسعى لدولة القانون، الدولة التي تحمي الدستور ولا تنال من القضاء، لابد أن نسعى لدولة مؤسسات حقيقية، لا مؤسسات تابعة للحكومة والسلطة التنفيذية، لبرلمان حقيقي يكون أول من يطبق القانون لا يتجاهله ويفصل براحته من يشاء، ويمتنع براحته عن تطبيق الاحكام القضائية التي تصدر بشأنه، بل ويسعى لسن قانون يؤثر في استقلال القضاء.

دولة قانون يعني شفافية، مواطنة ومساواة تامة بين المواطنين، فصل واضح للدين عن الدولة، في ظل القانون تكفل الدولة أمن المواطن وكرامته، وأنه لا أحد فوق القانون، فكلما خرج قطاع من الناس عن القانون، كلما أصبحنا في حالة شبه الدولة.

الملك فاروق قبل ثورة يوليو أضعف الدولة بتدخلاته المتكررة في الدستور والحكومة. ثورة يوليو نفسها مع عبد الناصر ذهبت بنا لشبه الدولة عندما أجهضت تماما فكرة الديمقراطية واكتفت بحزب واحد موالٍ للرئيس. لم يخرج السادات ولا مبارك ولا الاخوان عن نفس التصور، كلهم كانوا ضد استقلال المؤسسات، وتدخلوا في الدستوربطريقة تحقق مصالحهم، بل ذهب الاخوان لإصدار إعلان دستوري يضمن للرئيس كافة صلاحيات ومواصفات الحاكم المطلق.

في كل مرة، شبه الدولة كانت المنتج الطبيعي للحكم المطلق غير الديمقراطي، كل الدكتاتوريات العربية هي النتيجة الطبيعية لحالة أشباه الدول التي تعيشها، لذا فكلها دولا ضعيفة تابعة لدول أخرى أكثر قوة، وكل الدول الأكثر قوة يجمعها قاسم واحد مشترك أنها دول ديمقراطية تديرها مؤسسات حقيقية، هي دول يعمل فيها الرؤساء ألف حساب للشعب، وألف حساب للبرلمان، أما أشباه الدول لدينا فالشعب والبرلمان وكل المؤسسات هي التي تعمل حساب لهذا الرئيس او ذاك، هو من يحاسِب ولا يحاسبه أحد- إن فاز فزنا، وإن ضاع ضعنا معه.
الدولة الحقيقية المنشودة تتطلب أن نقبض بكل قوتنا على الدستور والقانون، وأن نحمي القضاء، وأن نوقف البرلمان المنفلت عن التمادي في عدم احترامه للدستور والقانون.. لأنه أما دولة قانون وأما الغرق.

- كيف يمكن لسفينة أن تسير في أعالي البحار من غير بوصلة ؟
- كيف يمكننا أن نسير نحو الدولة الحقيقية المنشودة بلا دستور نحميه، وبلا قانون نحترمه، وبلا مؤسسات حقيقية مستقلة ؟

شعبية عبد الناصر كانت جارفة، لكنه لم يستثمرها في اتجاه ترسية قواعد الحكم الديمقراطي، وذهب بنا بعيدا عن الدولة الحقيقية، دولة القانون واستقلالية المؤسسات، وخسرنا حقبة من التاريخ كان يمكن أن تكون معنا بدلا من أن تكون علينا، وأوصلنا الأمر لمرارة 67، وجرت في النهر مياه كثيرة حتى جاءت ثورة يناير كي تطالب بسقوط النظام، والنظام هنا ليس فقط نظام مبارك، ولكنه أساسا نظام الحكم المطلق، نظام حكم الفرد، فحكم الفرد هو الذي أوقعنا في حالة شبه الدولة.

- فهل سنكمل بنفس الطريقة ونفس نمط الحكم المطلق؟ أم سنسعى فعلا لدولة حقيقية، ونودع فعلا، وبغير رجعة، النظام الذي طالبنا بسقوطه؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما حقيقة الاختراق الأمني الإسرائيلي للجزائر؟| المسائية


.. 5 ا?شكال غريبة للتسول ستجدها على تيك توك ?????? مع بدر صالح




.. الجيش الإسرائيلي يشن غارات على رفح ويعيد فتح معبر كرم أبو سا


.. دعما لغزة.. أبرز محطات الحركة الاحتجاجية الطلابية في الجامعا




.. كيف يبدو الوضع في شمال إسرائيل.. وبالتحديد في عرب العرامشة؟