الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزء الأخير - الارهاب ملفّ يجب أن يفتح-

الأسعد بنرحومة

2017 / 4 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


السفارة الأمريكية هي الحاكم الفعلي في تونس :
دور السفارة الأمريكية في تونس:
واذا كان الأمر كذلك , وكان كل ما مر علينا من مراحل بما فيها من أحداث مختلفة ليس الا تنفيذا لهذا المشروع المتعلق بالاستعمار ,واذا كان جميع الفرقاء الذين جمعهم "التوافق"على خدمة أهداف الغرب المستعمر من أميركا وحلفائها ماهم الا مجرد أدوات وان شئت فقل بيادق تنفذ هذه الأهداف وترعاها على حساب الناس والشعب ,لافرق في ذلك بين الباجي قايد السبسي الذي وصف جزء من هذا الشعب الكريم ب"خشخاش الارهاب",أو بين محمد منصف المرزوقي الذي سمح لوزير دولة أجنبية استعمارية من أن يعلن صراحة وفي ضيافته بأن أميركا تخوض حربا ضد الاسلام "الراديكالي" والمسلمين وطبعا المرزوقي ليس له مشكل في ذلك بما أنه لائكي ويرفع شعار"العلمانية" .اذا كان كل هؤلاء كما هم على حقيقتهم من كونهم مجرد بيادق على رقعة الشطرنج الأمريكية ,فكيف يقبل عاقل لنفسه أن يكون هو جزءا من هذه الخديعة؟كيف يقبل أن يزكي هو بارادته هؤلاء العملاء الذين يذبحون الشعب كل يوم آلاف المرات؟.
اليوم هناك جهة أخرى في البلاد لا بد من كشفها للرأي العام , انها السفارة الأمريكية,ودورها في تونس في رسم السياسات الداخلية والخارجية للبلاد وفي خضوع الحكام والسياسيين لقرارات سفيرها جاكوب والاس.بل تعد السفارة الأمريكية هي الراعي لأهداف مشروع الشرق الأوسط المعلن منذ2004والهادف لاعادة صياغة المنطقة وفق الرؤية الاستعمارية الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية.
الأصل أن مهمة السفير تقتصر على الاشراف على بعض المسائل المتعلقة بالسياسة الخارجية أي بكل ما يدخل في علاقة بلاده التي يمثلها بالدولة المتواجد فيها.فهو مبعوث لدولته له صلاحيات محددة لا يتعداها ولا يتجاوزها ,فليس من صلاحياته التدخل في السياسة الداخلية للبلد الموجود فيها ,كما لا يحق للأحزاب في الداخل ولا المنظمات ولا الجمعيات ولا الأفراد أن يتصلوا لا بالدول الأجنبية ولا بسفاراتها وكل اتصال من هذا النوع يعد خيانة للشعب وانتحار سياسي فوق كونه مخالف لأحكام الاسلام.
وحكام تونس تبع وعملاء كما في باقي هذه الدول الكرتونية في البلاد الاسلامية ,وهي تعيش احتلالا فعليا منذ الاحتلال الفرنسي الى اليوم ,وحالنا اليوم أننا نعيش حالة من الاستقلال الموهوم وذلك عبر تخدير الشعوب بأوهام الجلاء والاستقلال فكان هؤلاء الحكام مجرد مندوبون للاستعمار في بلادنا.
يقوم مشروع الشرق الأوسط الكبير الأميركي على مجموعة من المبادرات وهي جميعها تتعلق بالاستعمار وبسط النفوذ عن طريق فرض المنظومة الفكرية والقيمية الغربية المنبثقة عن عقيدة فصل الدين عن الحياة كالديمقراطية والحرية والدولة المدنية وما في ذلك من اقصاء للاسلام عن الحياة,الى جانب استكمال عملية نهب خيرات الشعوب واهدار ثرواتها وذلك من خلال فرض شروط استعمارية كالاستثمار الأجنبي والخوصصة ,هذا الى جانب العمل على مزيد تقسيم المنطقة وتفتيتها...
وتشمل مبادرات مشروع الشرق الأوسط الكبير في تونس مثلا جميع المجالات من الثقافة والتعليم الى الأمن والاقتصاد والحكم وحتى الفنون والصحة والرياضة وغيرها.
ورغم عمالة حكام البلاد وتواطئ الكثير من الجهات الأخرى من أحزاب وجمعيات ومنظمات وأفراد لخدمة أهداف المستعمر ,الا أن الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بنفسها مباشرة برعاية مشروعها المتعلق بالاستعمار ,وجعلت تنفيذ هذه المهمة وانجاح مشروعها قضية ذات أولوية فأوكلت لسفارتها في تونس ولسفيرها الاشراف المباشر عليه. وأصبحت السفارة الأمريكية في تونس هي الجهة الحقيقية المتنفذة في البلاد والجميع يعود اليها لأخذ القرارات لا فرق بين رئيس دولة أو وزير وبين رئيس حزب أو منظمة...بل وصارت أوامر السفير الأميركي جاكوب والاس نافذة على الجميع ولا يملك أحد من هؤلاء"الرويبضات"أن يعترض أو يناقش .
ولم تمتف أميركا بذلك ,بل أوكلت لسفارتها مهمة التدخل المباشر في رعاية شؤون أهل البلد أفرادا وجماعات فأصبحت هي الراعية للكثير من المشاريع والبرامج في كامل البلاد.كما أصبح سفيرها يجوب البلاد طولا وعرضا طليقا دون رقيب,ينفذ سياسة أميركا في بلادنا بما يخدمها هي ويزيد البلاد وأهلها فقرا وجوعا ومرضا,يساعده في ذلك عملية التضليل الفكري والسياسي الممنهج الذي يمارسوه على الناس بل ان لبعض وسائل الاعلام دورا متواطئا في هذا الأمر.
وأميركا وهي تنفذ سياستها الاستعمارية المدمرة والخبيثة تتظاهر بصداقتنا وبأنها معنية بانقاذنا وتقديم العون لنا وذلك في سياسة خداعة وهي سياسة "كسب العقول والقلوب",وهي اذ تفعل ذلك تحاول جاهدة اخفاء وجهها القبيح الكالح وطبيعتها الاجرامية ,هذا الوجه الذي ما دخل بقعة من بقاع الأرض الا وتركه خرابا نازفا لعقود:وأثار جرائمها في الصومال والعراق وأفغانستان وقواتيمالا والسودان ,بل وجرائم أميركا في أوروبا وروسيا واليابان والمكسيك ما زالت شاهدة ولن تمحى مهما مر عليها الزمن.
السفارة الأمريكية في تونس والتي هي قلعة من قلاع التجسس وصنع الخراب وحياكة المؤامرات تتعامل مع البلاد كمقاطعة أمريكية ,أما السفير الأمريكي فهو يتصرف تصرف الحاكم الفعلي على البلاد.
نعم...قد يقول البعض ان هذا انشاء في الكلام أو رمي للقول جزافا ,ولكن ماذا تقولون عندما عندما يتجاوز السفير الأميركي صلاحيات السفير؟وتتجاوز السفارة الأمريكية جميع الخطوط الحمراء؟
اليوم في تونس تجد السفارة الأمريكية في التعليم وفي الاعلام وفي الثقافة وفي دعم الأحزاب والمنظمات ,وتجدها في رسم السياسات الأمنية والعسكرية للبلاد .كل هذا وغيره ليس له الا تفسيرا واحدا وهو أنه فعلا نعيش استقلالا موهوما وأننا فقط خرجنا من هيمنة دبابة الفرنسيين الى "الحوكمة الرشيدة"الأمريكية ,وهذا لعمري هو الاحتلال الأخطر والأبشع لأنه ينفذ على الشعوب باسم خديعة "ثورات الجماهير".
وهذه عينة صغيرة من عينات التدخل السافر وصورة من صور الاستعمار الأميركي:
في ميدان التعليم:السفارة الأمريكية تطلق شراكة جامعية جديدة بقيمة 250000دولار بين أميركا والمعهد العالي للأعمال بتونس في 13فيفري2013,والغرض كما هو معلن على موقع السفارة بتونس هو التعريف بالحضارة الأمريكية والثقافة الغربية .كما أنفقت السفارة الأمريكية 10مليون دولار لصندوق تمويل منح دراسة للتونسيين في 29أوت2012وذلك من أجل اخراج جيل يفكر على الطريقة الغربية ويحتقر حضارته وتاريخه .أما في 17ماي 2012فهي تفتح الفضاء الأميركي الجديد بسوسة ويقوم هذا الفضاء أيضا بمزيد التعريف بالثقافة الأمريكية والدعاية لقيم حضارتها النحطة الحيوانية وذلك للتأثير خاصة على الشباب .وقد أشرف السفير الأميركي بنفسه على تدشين هذا الفضاء.
في الاعلام:تقوم السفارة الأمريكية بتأهيل الاعلام والاعلاميين على أساس مفاهيم الغرب من ديمقراطية ودولة مدنية وحريات ,وهي مفاهيم فوق كونها حيوانية غريزية فهي تتعارض مع الاسلام ومع العقيدة الاسلامية .وهي تستعمل في عملها هذا أسلوب التضليل والخداع من خلال رفع عناوين جذابة كتأهيل المهارات على غرار مشروع باسم تعزيز المهارات الأساسية لقطاع وسائل الاعلام في تونس من 9الى 30سبتمبر2011.وكذلك ورشة العمل حول انتاج الفيديو من26الى29سبتمبر2011وسلسلة تدريب حول كيفية تغطية الانتخابات في7جوان2011.
في شؤون المرأة:تشرف السفارة الأمريكية من خلال عديد البرامج على تكوين مجموعة من النساء يتبنين الثقافة الغربية الحيوانية كبرنامج الارشاد للمرأة وهو برنامج يشرف عليه ثلاثة نساء من قدماء برنامج التبادل الثقافي susi وهن على التوالي سمر ميلاد وسيرين بن ابراهيم وأحلام نصراوي.ويذكر أن هذه المجموعة بدأت نشاطها بعد مشاركتهن في برنامج "سوسي"لقيادة المرأة في كلية سانت ماري من ولاية انديانا بالولايات المتحدة الأمريكية .والغاية من هذه البرامج هو تصدير ما تعانيه المرأة الغربية من انحلال واكتئاب ومأساة الى المرأة المسلمة.ومن البرامج الأمريكية أيضا نادي الفضاء الأميركي للقيادة وهو يعمل على اختراق النساء المسلمات بنشر ثقافة الميوعة والانحلال باسم التحرر والحرية.
السفارة الأمريكية وصناعة العملاء:تعمل السفارة الأمريكية على اختراق فئة من شباب المسلمين لاستقطابه وتكوينه على أساس الحضارة الغربية وعقيدة فصل الدين عن الحياة وذلك لاخراج نشء غريب عن محيطه وعن تاريخه ,محتقر لحضارته ولدينه .ومن أجل ذلك تسخر مجموعة نوادي أهمهم :نادي القضاء الأميركي للقيادة الذي ينشط من خلال مجموعة مبادرات كالمبادرة الدولية الخاصة بالعدالة ,والمسابقة الوطنية لبناء تونس في 20ساعة. وفي 30ماي2014اختتم هذا النادي أنشطته للعام الدراسي 2013 – 2014.
ميدان الثقافة والعلوم:باسم الثقافة وتحت شعار العلم تقوم السفارة الأمريكية بأنشطة مكثفة في تونس يشرف عليها السفير الأميركي جاكوب والس نفسه,ومن خلال هذه الأنشطة تعمل أميركا على نشر ثقافتها الغربية التي تؤسس للميوعة والانحلال والشذوذ لاخراج جيل من الشباب يائس ناقم غير مبدع ولا أمل له في الحياة,ولا يقدر على اتخاذ القرار فقط ينفذ ما يطلب منه ولو مقابل اشباع نزوة عابرة أو حفنة من مال.ومن هذه الأنشطة التي تشرف عليها السفارة الأمريكية وهي كثيرة ومتنوعة:
*سهرة موسيقى الجاز تحت اشراف السفارة 30أفريل2014
*حفل افطار على شرف السفارة الأمريكية9أوت2014 .
*برنامج الجاز بلانيت آرت من22الى28أفريل2012 .
*مهرجان "views of america " من5الى8أفريل2012 .
*فرقة الهيب هوب ليقاسي تجوب البلاد التونسية من26الى30نوفمبر2011 .
*مجموعة الهيب هوب الأمريكية ريمار كبل كرنت في تونس15جوان2011.
دور السفارة في صياغة العقول:تعمل السفارة الأمريكية في تونس على تكوين جيل من الشباب يحمل ثقافتها ومفاهيمها عن الحياة فيبتعد أكثر عن أحكام الاسلام وعن عقيدته ,وهي تقوم بذلك في اطار برنامج القادة الزوار الدوليين ,ويقع في هذا البرنامج تقديم محاضرات من هؤلاء الزوار بمقر السفارة على غرار محاضرة الدكتورة غيداء الغديري حول حقوق المرأة , واعتماد القضاء على جميع أشكال التمييز ضدها وما في هذا من حرب معلنة على المرأة المسلمة وعلى الأحكام الشرعية سواء الخاصة بالميراث أو بأحكام النفقة أو أحكام الحياة الخاصة والحياة العامة وغيرها .وقد قامت هذه الخريجة بدعوة مجموعة من طلبة الحقوق للتفاعل والمشاركة مع الدكتورة أيميلي موراز المديرة التنفيذية بدائرة سان فرنسسكو عن حقوق المرأة.دور هذا البرنامج هو تكوين ثلة من الطلبة والشباب من أبناء البلد يقوم بدور استقطاب غيرهم من الشباب والشابات .وتشرف السفارة الأمريكية على برنامج كريس ستيفنر لفضاء الشباب في تونس كما تعمل في هذا مع الشبكة التونسية لتنمية الموارد الرقمية للتربية والتعليم.
كل هذه الأنشطة كانت باشراف مباشر من السفارة الأمريكية في تونس وفي اطار برنامج ريذم رودالذي تشرف عليه وزارة الخارجية الأمريكية .وقد أحيت مجموعة حلقات عمل في المعهد العالي للموسيقى بتونس.كما أجرت برنامج للتواصل مع الشباب في المركز الثقافي الأميركي.
وكما رأينا سابقا في الجزء الأول من "ربيعنا أم ربيعهم؟"فان الولايات المتحدة الأمريكية حريصة على تثبيت احتلالها وابقاء استعمارها حتى قبل انطلاق خديعة الربيع العربي ,فهي لا تكتفي بما تقوم به سفارتها وسفيرها في بلادنا ,بل تبعث المندوبين والمسؤولين سياسيين وعسكريين الواحد تلو الآخر لمتابعة مشروعها الاستعماري ,مشروع الشرق الأوسط الكبير وتونس جزء منه.


رعاية المستعمر الأميركي لمشروعه قبل خديعة الربيع العربي:
قبل انطلاق خديعة الربيع العربي بأيام قليلة كانت زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية خوسيه فرنانديز ووكر الى تونس وذلك يومي3و4ديسمبر2010.وقبلها زيارة نائب الأميرال هاري هاريس يومي9و10 نوفمبر2010.ثم مباشرة بعد انطلاق أحداث الخديعة ورغم أن البلاد تعصف بها الفوضى وتمر عليها الأحداث متسلسلة وخطيرة الا أنه ورغم ذلك كان الأمريكان يعملون بهدوء على تركيز هيمنتهم ونفوذهم بتواطئ كامل مع الحكام حينها مع الكثير من أفراد الطبقة السياسية والعسكرية والأمنية لا فرق بين فترة محمد الغنوشي وفؤاد المبزع والباجي قايد السبسي ورشيد عمار أو الفترة التي كانت بعد انتخابات 23أكتوبر2011.وتحرك الأمريكان في الأيام الأولى للخديعة وعقدهم للصفقات تجارية واقتصادية وسياسية رغم ما تمر به البلاد من فوضى يكشف حقيقة أن أميركا لم تكن بعيدة عن صناعة تلك الأحداث .
وكل يوم يمر يكشف لنا حقيقة التغلغل الأميركي في مفاصل الحياة في ظل هذا الأنظمة التابعة وهؤلاء الحكام العملاء ,بل أميركا اليوم تستغل حالة الفقر والبطالة المنتشرة في ربوع البلاد ليكون ذلك ذريعة لتدخلها باسم المساعدة والتضامن .وتنفق السفارة الأمريكية كل يوم ميئات الآلاف وملايين الدولارات في مجالات هي من اختصاص والي المنطقة أو المعتمد أو رئيس البلدية .وهي اذ تفعل هذا انما تفعله من أجل الاستعمار وابقاء الاستعمار ليس غير وهي غير معنية بمساعدة الغير مهما كان هذا الغير لأن هذا واقع الحضارة الغربية التي تفتقر الى القيم الا من النفعية والمصلحة ومصلحتها تكمن في الاستعمار.وقد غطى نشاط السفارة الأمريكية جميع الجهات والولايات ومختلف المعتمديات من بنزرت وجربة وجندوبة والكاف وقابس وقبلي والقيروان وقفصة وسوسة وسيدي بوزيد وسليانة ..
جربة:السفارة الأمريكية تنفق 50ألف دولار ,أما اجمالي النفقات من أجل خدمة استعمارها فهو 47مليون دولار حتى مارس 2011 فقط.
جندوبة:في مارس2012 السفارة الأمريكية تنفق في جندوبة لنفس الغرض وهو الاستعمار98000دولار .
قابس:أما في قابس فهي أنفقت مليوني دولار و250ألف دولار حتى8فيفري2012.
قبلي:أنفقت السفارة الأمريكية750ألف دولار لتوسعة مستشفى الفوار في13ماي2012.
صفاقس:تنفق السفارة الأمريكية 250000دولار من أجل شراكة جامعية مع جامعات أمريكية.أما في سيدي بوزيد ففي يوم واحد وهو يوم22ماي2012تنفق السفارة 200ألف دولار.
ان أميركا ليست جمعية خيرية وحضارتها تفتقر لمفاهيم الخير والقيم الانسانية والأخلاقية ,بل هي تقوم على شيء واحد وهو النفعية أي المنفعة.فهو مقياس الاقدام أو الاحجام عن الفعل وهو مقياس العلاقات .فالحضارة الأمريكية والغربية تقوم على عقيدة فاسدة تتناقض مع فطرة الانسان ومع واقع الكون الانسان والحياة وهي مخالفة لواقع التفكير ,وهذه العقيدة هي فصل الدين عن الحياة.هذه العقيدة ليس في قاموسها معنى للمساعدات الانسانية والأعمال الخيرية ,كما لا معنى لانقاذ الشعوب عندها ,وأميركا اذ ترفع هذه الشعارات فهي فقط من أجل الاستعمار ,ومن أجل فرض سياساتها على العالم وليس علينا فقط.وهي في تونس لا تنفق هذه الأموال حبا في شعب تونس بل هو أيضا من أجل هدف واحد وهو خدمة مشروعها الاستعماري في المنطقة.
ولكن هذا الاستعمار وهذا الاذلال ما كانت أميركا لتنجح فيه, وما كانت تقدر على فرض استعمارها ولا اثارة الفتن والحروب ولا شيء من كل هذا ,أميركا ما كان لها لتحقق كل مبادراتها المتعلقة بالاستعمار لولا شيء واحد ,انه تواطؤ الحكام وعمالتهم , فلولا خيانة الحكام وغدرهم ,لولا هؤلاء المأجورين العملاء ما كانت لا أميركا ولا غيرها لتتجرأ على المسلمين لا في تونس ولا في غيرها . وهؤلاء الحكام العملاء والمأجورين هم من يريدون توريطكم في خيانة كبرى وخديعة أكبر ,وهي خديعة"الانتخابات".
النظام الجمهوري في تونس
أكثر من نصف قرن من النظام الجمهوري
فماذا أنتجت الديمقراطية في تونس؟
نعم خرجت فرنسا بدباباتها وطائراتها وعسكرها بعد أن خلفها الحبيب بورقيبة راعيا لمصالحها وخادما لأهدافها في البلاد . وأعلن "النظام الجمهوري "في 25جويلية1957.
لقد مر الى اليوم أكثر من نصف قرن أي 57سنة بالتمام والكمال , وهي فترة كافية لأي بلد أن يعيد بناء نهضته من جديد .
57سنة من النظام الجمهوري أو من مفاهيم الدولة الحديثة التي يزعمون ,ماذا حققت للعباد ؟
من التعسف والظلم أن يقول البعض أن النظام الجمهوري لم يحقق شيءا للشعب...
ومن الظلم كذلك أن يتهم البعض الديمقراطية بأنها لم تضف شيءا جديدا لأهل البلد..
بل ان الديمقراطية والحرية وقيم الحضارة الغربية ومفاهيمها قدمت الكثير ,والكثير منذ حكم الحبيب بورقيبة الى اليوم...
وحتى يكون حكما عادلا على الديمقراطية وعلى النظام الجمهوري ,فهذا بعض ما أنتجته "الحرية" و"الديمقراطية" في البلاد حتى 26ديسمبر2014:
*أكثر من 100ألف تلميذ يغادر مقاعد الدراسة لأسباب مختلفة.
*304عملية انتحار في عام واحد.
*16عملية انتحار أقدم عليها أطفال ما بين9سنوات الى16سنة.
*26على100ألف مصاب بمرض السل.
*ارتفاع عمليات اغتصاب الأطفال لتصل في سنة2013الى500حالة منها 13حالة في رياض أطفال ,وهذا حسب وزارة شؤون المرأة والأسرة.
*ارتفاع نسبة أبناء الزنى والرذيلة الى6000حالة خلال السنة بمعدل16اشعار يوميا.
*بين300و400حالة سنوية لمصابين بمرض الالتهاب الفيروسي.
*30في المائة من الفتيات مدمنات مخدرات ,الادمان لدى الطالبات 40%و60%لدى الذكور.
*نسبة الادمان لدى الشباب عموما70%فيها 60%لما هم بين13و18سنة,وهذا حسب وحدة علوم الاجرام بمركز الدراسات القضائية الحكومي.
*ارتفاع نسبة العنوسة لدى البنات الى أكثر من60%.
*رجال تونس هم أكثر استهلاكا للخمور في العالم بمعدل1,5لتر يوميا وذلك بسبب اليأس والاحباط أو الاحساس بالفشل والعجز أو للهروب من الواقع الصعب.
*شعب تونس هم أكثر تعاسة في المنطقة حسب تقرير الأمم المتحدة.
*أكثر من نصف المساجين يقبعون في السجون وهم مجرد متهمين وليسوا مجرمين وذلك حسب مكتب الأمم المتحدة.
والقائمة تطول في مؤشرات الجريمة والفاحشة والقتل والفقر والتسول وغير ذلك , بل هي أرقام مفزعة وخطيرة ,وهي ليست الا نتيجة نمط المجتمع الذي يروجون له ويحاولون اخفاء الوجه القبيح له ,انه نمط حياة الديمقراطية, وهو انعكاسات النظام الجمهوري على المجتمع وعلى الشعب.
هذه حقيقة الديمقراطية , وحقيقة مستنقع الدولة المدنية التي يبشرون بها .
واليوم بعد خديعة الربيع العربي يعملون جاهدين على تجميل هذا الوجه الكالح القبيح .
هذا ما جناه النظام الجمهوري على شعب تونس ,فهل من معتبر؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بات اجتياح رفح وشيكا؟ | الأخبار


.. عائلات غزية تغادر شرق رفح بعد تلقي أوامر إسرائيلية بالإخلاء




.. إخلاء رفح بدأ.. كيف ستكون نتيجة هذا القرار على المدنيين الفل


.. عودة التصعيد.. غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي على مناطق في ج




.. القوات الإسرائيلية تقتحم عددا من المناطق في الخليل وطولكرم|