الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يكافئ الاعتدال الديمقراطية ؟

احمد مصارع

2006 / 1 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


الاعتدال من الوسطية , وهو الاعتدال بالرأي بدون تطرف أو مغالاة , وبخاصة في الآراء السياسية , والاعتدال بحد ذاته نمط متكامل من الحياة , يمكن الإفصاح عنه بمقاربات عديدة والجوهر واحد .
الشاعر العربي الذي يتفاخر محلقا في مجازات خيالية يقول :
ونحن أناس لا توسط بيننا لنا الصدر دون العالمين أو القبر
الشاعر هنا لا يستخدم التوسط لفهم تحليقه الشعري المبدع , لأن شرطها ألاعتدالي متوفر في حياته الداخلية , فهو وان كان يعمم , فهو مضطر للقفز فوق الحقيقة الداخلية لتكوينه , ونسيجه , الذي يصرخ به عبر الخطاب الرباني الذي يقول : إنا خلقناكم أمة وسطا ... , وهو غير مستعد للتجاهل بعد إسلام , وللكفر بعد إيمان .
قد يكون الربح أو الخسارة , الجزء الأهم في مكونات التجارة , أليست الحرب كذلك ؟
حين يقتنع التاجر بقدرية الربح والخسارة , كالخير والشر , وما سواهما من ثنائيات , فقد يكون أكثر حرية من المحارب العسكرتاري , أو الشاعر الفارس , ولذلك فان للنشأة التجارية الحقة أن تخلق صنوها المناسب , الذي يتفاعل مع السياسة , والشريعة , وبوجه أعم القدرة على التفاوض .
النبيل الاريستوقراطي , والتاجر التفاوضي المشرع , والمثقف النخبوي النوعي , والعسكرتاري الحائر بحثا عن واجب يبدع في تأديته اليمين, لكي لا يحنث يمينه , ولكي يثبت للآخرين استعداده للتضحية , باسترخاص دمه في سبيل الأغلى الأعلى , كل هؤلاء لايمكن لهم أن يجدوا لحظة توازن أو انتماء معرف بدقة , مالم يوجد النظام القاسم المشترك الأصغر بينهم جميعا , أو الأكبر وأقترح أن يكون من نوع الديمو قارطا , وهو بالعبرية أو بالآرامية حكم المدينة , أو الحكومة الشعبية والمدينة ساحة خصبة لمذاهب شتى ؟
النبيل لوحده وهو الحاكم ولا أحد سواه , فلينتظر نقمة حقيقية تودي به ومن في صفه ( لا طبقته ) الى الجحيم , وبا بشع النهايات , حيث يصعب علينا تعديل الثورات , فالسيطرة باعتدال أو بديمقراطية متأخرة عن فتح أبواب الجحيم , أمر يتنافى مع العقل السليم , فثقافة الهيجان , وحشية تلقي بالإنسان نحو طبقات الموت الزؤام , وعند ذلك بدون اعتدال أو ديمقراطية , فمن حق السائل الفضولي , أن يعلق هازئا , هل في القوم من يقرأ أو يكتب أم أن حمى وباء تجتاح الجميع ؟
الديموقراطيا , أصلا و الاعتراف بالآخر والقبول بامكان التوافق معه , تتضمن بعضا من مقومات الاعتدال والوسطية الضرورية , والتي من ضمنها حسب مخترع الديموقراطية , وأحد أعمدة الحكمة السبعة , من الإبداع الإغريقي العالمي , وهو الحكيم سولون , باختراعه فكرة الحكومة الشعبية المنتخبة التي تقوم بمراقبة , بل والسيطرة على عمل الحكومة , وبخاصة إذا كانت لا تحقق الاعتدال في تلبية المصالح للفئات المتعددة المكونة للمجتمع المحلي بمختلف صنوفه - لا طبقاته- وهو مفهوم ماركسي حديث .
اعتدال أو توافق , يرضي العسكري الحائر , والتاجر الدائر , والمزارع الطائر , والفلاح الثائر بعرقه وجهده , والمفكر الغائر في سلبية الأسطورة التي تصنع الحياة , والإنسان الماورائي من قبل التاريخ ؟
الحرية والمسؤولية , بتوازن غير مفهوم , هل يمكن لها أن تضمن زوال النقمة التي تحل كاللعنة الأكيدة , ومصدرها التطرف الزائد عن اللزوم , والعجز عن إدراك مسألة التوافق ألاعتدالي الديمقراطي لمصالح عامة , شتى متباينة , حقا , ولكنها أبسط أعمال حدائقي في غابة , وحيث لايمكن في الأخير أن تصمد أي غاية ؟
لابد من العودة لأعمدة الحكمة السبعة , فالحياة محكومة بالعلم والحكمة , ولا نظام يمكن له أن ينجح , من غير التوافق ألاعتدالي الوسطي الديمقراطي , للمكونات الداخلية المحلية , على الأقل , ومن ثم الإشراق , كشمس نهار غائم , ولا احد يدري الى أين تميل الأنواء , فيضان أم جفاف ؟
لا ديمقراطية محترمة , وتلقى القبول , بدون التفاصيل الصغيرة , جحيم العلم , والاعتدال في كل احتفال , بدءا من التضامن الأهلي مع المتزوج المجهول , ووصولا للمدني المحترم , لكل لياقة وقيافة , تليق بالحياة الإنسانية , ومنها أعلى درجة كرامة إنسانية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا