الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيلم «قبر النضال» أيقونة سينمائية تنتصر لبطل منسي

رحمة البلدي

2017 / 4 / 3
الادب والفن


أضاف الجيلاني خضر جائزة جديدة لرصيده من المهرجانات، حيث فاز فيلم «قبر النضال» بجائزة لجنة التحكيم لمهرجان أيام جربة الوثائقية والذي انتهى يوم الجمعة 28 مارس 2017. وفي حيثيات الجائزة، قالت لجنة التحكيم إن جائزة اللجنة ذهبت لفيلم «قبر النضال» لكونه فيلماً طموحاً.
ينبش مخرج الفيلم، الجيلاني خضر، مواضيع أفلامه من تاريخ أُناس تكاسل التاريخ في ذكرهم. وبالنسبة إليه، يستحقّ الحاج علي خضر هذا الذكر، ولا سيما المشهد الأخير من «حياته»: مشهد نقل رفاته إلى مقبرة الشهداء؛ المشهد الذي تصفه عدسة الجيلاني خضر على الشكل التالي: رفعت الاعلام واشرأبّت الأعناق لدم الشهيد الأخضر الزكي. قدموا جماعة وفرادى، تلووا الفاتحة على روحه، استمعوا الى تاريخه الشريف وسيرته النضالية الحافلة. هنا احفاده، هنا أبناءه، هنا أقاربه، هنا رفاقه، هنا جيرانه... خاشعون.
على هذا النحو يُنهي الجيلاني خضر فيلمه هذا عن حياة الحاج علي خضر، ذلك الحامّي، الذي نبشه المخرج وحُلْمَهُ من غياهب النسيان، هو الذي حتّى التونسيون الذين مات من أجلهم، وكان اسم وطنهم آخر كلمة تفوّه بها، تأخّروا كثيراً قبل أن يعترفوا إليه بطلاً من أبطال استقلالهم. وذلك بكل بساطة لأن التونسيين هم الذين أعدموه، بعدما منحوه لقب المناضل قبل سنوات، عرفوا كيف يشوّهون سمعته حين عارضهم ووقف مناصراً للأمانة العامّة أو ما يعبّر عنه باليوسفيّة، التي رفضت حينها الاستقلال الداخلي وتمسّكت بالاستقلال التام، زاعمين أنّه «انقلابي» وأن تصفيته كانت لهذا السبب. منكرين أن جريمته الحقيقية إنّما كانت ذلك الحلم، الذي جعله مخرج الفيلم شعارا مخفيّا له: حلم تحرّر الشعوب وفضح الكولونيالية وظلم الإنسان لأخيه الإنسان.
هذه الأحداث التاريخية، التي كانت معروفة وإنّما موضوعة في خزائن النسيان بعض الشيء، هي ما يرويه لنا الجيلاني خضر، في «قبر النضال». صحيح أن للفيلم في مجمله طابع التحقيق والتوثيق، غير أن المخرج لا ينسى هنا أنه إنّما يقدم عملاً فنيّاً. ومن هنا نراه يقسم فيلمه إلى ثلاثة أقسام كبيرة يتناول القسم الأوّل شهادات عن المناضل الحاج علي خضر، بينما يتناول القسم الثاني بعض الأحداث المفصلية في تاريخ استقلال تونس وما لجهة الحامّة ورجالاتها من دور فعّال في الثورة المسلّحة، أمّا القسم الثالث فقد صوّر لنا عدسة المخرج «عرس الشهيد»، أو نقل رفاته إلى مقبرة الشهداء، وذلك بعد 59 عاما من الظلم والنسيان.
يأتي عيد استقلال ويتبعه آخر، ولا نتذكّر الحاج علي خضر... فإليكم لمحة صغيرة عنه: علي بن مفتاح بن حسن بن خضر، ولد بالحامة سنة 1906، من عائلة مناضلة ساهمت بسخاء في العمل الوطني. انضم الى الحزب الحر الدستوري عند إنشاء الشعبة بالحامة سنة 1934 وأصبح سنة 1937 عضوا مسيّرا لها، يساهم في تأطير الشباب، حيث كان يجلب الجرائد والمجلات الفرنسية ويشرحها لهم إلى جانب الشيح الطاهر دعيب. من أبرز أعمال الحاج علي خضر:
ـ ترأسه لفرع جمعية التضامن الاجتماعي والشبان المسلمين بالحامة من 1945 الى 1948.
ـ تولى الكتابة العامة للاتحاد الجهوي للفلاحين بمنطقة الجنوب الشرقي.
ـ كاهية رئيس جامعة الأعراض التابعة للديوان السياسي.
ـ رئاسة جامعة الامانة العامة لولاية قابس بعد رفضه للاستقلال الداخلي وتأييده للزعيم صالح بن يوسف.
ـ مشاركته في أغلب مؤتمرات الحزب خلال الفترة الحاسمة من نضاله بين 1938 و1952 فحضر مؤتمر ليلة القدر سنة 1945 ومؤتمر دار سليم سنة 1948.
ـ كان يلقّب في الحامة بـ «علي الصنديد »
.
اغتيل في قمّة الصراع اليوسفي البورقيبي يوم 19 جانفي 1956 أمام دكّان أخيه بعد تأديته لصلاة الجمعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسرار عن العود من نصير شمة - من آلاف السنين


.. عود نصير شمة عمره 100 عام - صنع خصيصا له




.. تلمس الشاشة تتحول ألوان بلون إحساسك ? فكرة عظيمة شارك فيها ن


.. عزف لفريد الأطرش بطريقته الخاصة.. نصير شمة مع منى الشاذلي




.. VODCAST الميادين | الممثل والمخرج السوري فايز قزق | 2024-06-