الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اجتثاث البعث الفكرة والممارسة

مالوم ابو رغيف

2006 / 1 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


هيئة اجتثاث البعث عودتنا على الاستيقاظ البطئ، مثل استيقاظ موظف كسلان اعتاد الوصول متاخرا غير مكترثا الى مقر عمله فقد أمن المحاسبة والعقاب فالجميع اعتاد الاهمال والتقصير وبطئ الوصول.
قبل الانتخابات بـ 12 يوما استيقظت هذه الهيئة من منامها العميق الشبيه بنوم اهل الكهف لتكتشف او يتناهى الى سمعها ان عددا من الشخصيات والاسماء المشهورة المشمولة بالاجتثاث قد تم ترشيحها في القوائم الانتخابية المختلفة. المضحك ان بعض تلك الشخصيات هي من اعضاء الجمعية الوطنية ومن دائمي الظهور والحديث الى جميع الفضائيات مثل راسم العوادي وعدنان الجنابي. طوال مدة تسعة اشهر هي عمر الجمعية لم تحاول هيئة اجتثاث البعث ابعاد هؤلاء عن البرلمان العراقي رغم ان الاثنين حاولا بشتى الطرق الغاء هيئة الاجتثاث وان لم يستطعوا فعرقلة واعاقة عملها. اخر استيقاظ لهذه اللجنة هو محاولة ابعاد القاضي سعيد الهماشي عن محاكمة صدام لانه مشمول بقرارات الاجتثاث ايضا.الغريب ان الهماشي هو ايضا الوحيد الذي رأى الناس وجهه ومحياه على شاشات التلفزة وهو يجلس الى جانب الراحل القاضي رزكار امين ولم تره لجنة الاجتثاث طوال مدة التحضير للمحاكمة او اثناء سير جلسات المحاكمة لعلها كانت نائمة بالعسل.ما يقال عن هيئة اجتثاث البعث هو نفسه ما يقال عن مجلس الحكم وعن هيئة النزاهة، جميع هذه الهئيات لا تسمع منها اثناء وجود الاشخاص المطعون بهم وهم على كراسي المسؤلية. مجلس الحكم مثلا الذي وحسب قول بريمر كان مختلفا على كل شئ الا بما يخص مخصاصتهم التي سرقوها قانونيا، عليهم اللعنة دون ان استثني منهم احدا، انهالت اتهاماتهم على بريمر بعد ان غادر العراق واتهموه بسرقة 18 مليار دولاروامام انفوهم وعيونهم ان كان ما يقولونه عنه صحيحا،فمن الصعب التصديق بمن لا يملك شجاعة المواجهه. هيئة النزاهة هي الاخرى لم تحرك ساكنا رغم صراخها وعويلها وبكائياتها ومنها مبكية هادي العامري التي انشدها في قاع الجمعية الوطنية فلطم الاعضاءعلى صدورهم ورؤوسهم وخضبوا لحياهم بالدموع وتصورا فيه الفارس الذي سيجلب الذئب من ذيله،واذا بهادي العامري ليس له من الفروسية الا الجعجعة.
احد الاسباب التي تجعلنا نسمع الجعجعة ولا نرى الطحين هو عدم احترام القانون وضعف السلطة التنفيذية على وضعه موضع التطبيق. فعندما اصدرت هيئة اجتثاث البعث قرارا بابعاد الاعضاء البعثيين من القوائم المرشحة للانتخابات، لم تمتثل المفوضية العليا للانتخابات وضربت قرار هيئة الاجتثاث عرض الحائط واجبرت لجنة الاجتثاث على التوجه الى القضاء للحصول على امر منه بمنع ترشيح الاسماء المعنية، وكان لها ما ارادت لكن بعد ان تم ترشيحهم وفوزهم بمقاعد مجلس النواب وحصولهم على الحصانة البرلمانية وعلى تفويض من الناس بتمثيلهم في البرلمان.
ولا احد يوهم نفسه على ان قرارات هيئة الاجتثاث سوف تكون موضع التطبيق في المدن التي فاز بها عدنان الدليمي والعليان والمطلق ومشعان،ولا حتى تستطيع ان تطيح باي رأس معمم ولا صدريا وان كان بعثيا. فالدليمي وبطانته هدفهم الاساس هو ارجاع البعث ،والصدريون يعتبرون البعثيين الكبار المحسوبين على تيارهم الناشز من كبار التوابين، والائتلاف الموحد الذي عليه التخلص من اثنين من اعضاءه البعثيين المشموليين بقرارات الاجتثاث لا يمكنه تنفيذ ذلك اذا لم يُنفذ الاخرون . لكن هل لنا ان نسأل الائتلاف عن كيف استطاع هؤلاء الوصول ليس الى الاحزاب الاسلامية فقط بل والترشيح ضمن القائمة الانتخابية!!
ولماذا تسكت لجنة اجتثاث البعث عن ظافر العاني! الم يكن بعثيا وصحافيا بامتياز.؟ بل انه فاق سعيد الصحاف كذبا ولغوا فقد كفانا الصحاف سماجته بسقوط النظام ام ظافر العاني فقد استمر الى يومنا هذا يغني للبعث والبعثيين ولصدام والصدامين.
لكن ماذا سيفيد عمل وقرارات هيئة الاجتثاث حتى لو اجتثت البعثيين اذا كانت ثقافة البعث هي السائدة وممارسته هي المعمول بها ومنهاجه هو المتبع .؟ اليس الرشوة والفساد المالي والاداري والحملة الايمانية واجبار الناس على الصلاة والصيام وزيادة الانجاب هي من المعالم الرئيسية للثقافة البعثية.؟ اليس توظيف الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب هو الاساس المتبع بالتوظيف.؟ اليس تهريب ثروات العراق وشراء الذمم اسلوبا بعثيا.؟ فما الذي اختلف.؟ وما الذي تغير.؟ كل ما هنالك استبدال وجوه بوجوه اخرى. ما نحتاجه حقا هو تخليص العراق من البعث ومن الثقافات التي تتشابه مع البعث اكانت ثقافات دينية او قومية او طائفية،فلا فائدة ترجى بالتخلص من العشب الضار بقص اوراقه وسويقاته فذلك يعني انه سيعود مرة اخرى اكثر نماء ،وانما اجتثاثه من جذورة وتغيير التربة التي تساعد على انتشاره.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تبدو النتائج الأولية غير الرسمية للانتخابات العامة البري


.. مراسل الجزيرة يرصد أبرز تصريحات وزير المالية الإسرائيلي سموت




.. بايدن يعترف: لقد أخفقت في المناظرة وكنت متوترا جدا وقضيت ليل


.. استطلاعات رأي: -العمال- يفوز في الانتخابات البريطانية ويخرج




.. أبرز المرشحين الديمقراطيين لخوض انتخابات الرئاسة في حال انسح