الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
وثيقة حماس : من كان يعبد محمداً فان محمداً قد مات 1
عطا مناع
2017 / 4 / 3الثورات والانتفاضات الجماهيرية
وثيقة حماس : من كان يعبد محمداً فان محمداً قد مات ـ 1 ـ
بقلم : عطا مناع
من يطلع على الوثيقة الصادرة عن حركة حماس يشعر وللوهلة الاولى أن الحركة ماضية في خيارها السياسي المتناغم مع توجهاتها الايدلوجية، لدرجة أن ردود الفعل الاولية لدى المشتغلين في السياسة يثمنون هذا الموقف الوحدوي الذي أخرج الساحة الفلسطينية من دوائرها المفرغة ومناكفاتها الشعاراتية.
في حالتنا كفلسطينيين ليس بالضرورة ان تكون الطريق الى جهنم مبلطة بالنوايا الحسنة ، هذا ان وجدت، وبالرغم من ان بنود الوثيقة تدغدغ مشاعر اقطاب التسوية والبعض الذي ما عاد يجد له موطيء قدم في الحياة السياسية الفلسطينية بسبب التجاذب الواضح ما بين المصالح والمواقف.
الاكيد ان وثيقة حماس جاءت بجديد وهو الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران، صحيح ان الوثيقة قد "شددت" على عودة حق الشعب بمقاومة الاحتلال وبكافة الوسائل، وعلى تحرير فلسطين كواجب عربي وفلسطيني، والاهم قضية اللاجئين وعودتهم الى اراضيهم التي هجروا منها ورفض كافة الاتفاقيات .... الخ ، كل ذلك صحيح ولكن حماس قد اعترفت في وثيقتها على اقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران، وهذا هو مربط الفرس الذي يعطينا الاشارة التي تقول بأن أول الرقص حجلان" الضحية اللاجئين وحق عودتهم ".
أول الرقص والحجلان يتناغم مع الضغوط القطرية والمحور العربي المتهافت على التطبيع مع الكيان الصهيوني، حيث بات القاصي والداني يدرك الضغوط التي تتعرض لها حركة حماس من هذا المحور الذي ثبت وبالملموس انه الاب الروحي للحركة التي وان اعلنت عن نفسها كحركة مفاومة فلسطينية غير ان رائحة الاخوان المسلمين موجودة بين كلمات الوثيقة.
لقد رضخت حركة حماس لما يسمى الواقعية الفلسطينية الجديدة، معتقدة بذلك انها بمنجى عن الهبوط بالهدف والشعار مع مرور السنوات، غير مستفيدة من تجارب الثورة الفلسطينية المعاصرة التي قدمت للكيان الصهيوني اقصى ما تستطيع من تنازلات باسم السلام ولكنها فشلت في استرضائه، السبب انهم يتعاملون مع شعبنا كأغيار، وينظرون الى ارضنا الفلسطينية كأرض بلا شعب.
انا ادعوكم للنظر لحركة حماس بعد عشرون عاماً، ألا تعتقدوا ان هذه الوثيقة ستلد وثائق ؟؟؟؟ ليس علينا أن نتقبل سياسة ذكر الرماد في العيون ومن غير المقبول المقامرة السياسة بمصير شعبنا، صحيح أن محور المقاومة الفلسطينية فكراً وممارسة غائب عن الساحة الفلسطينية، ولكن ماذا ستورثوا الاجيال القادمة هذا الحمل الذي تعجز عن حمله الجبال ؟؟؟؟ أيعود ذلك للحفاظ على الوضع القائم والاحتفاظ بدولة غزه " وما في حدا احسن من حدا "؟؟؟
لكن حتى اللحظه لا ردود فعل في داخل الحركة الفتية التي شاخت قبل اوانها، ردود الفعل قامة لا محالة، وإذا لم تأتي من داخل الحركة فالواقع الفلسطيني كفيل وعلى المدى الغير منظور بالتعامل مع الوقائع الجديدة والزواج الغير شرعي بين فكر التسوية وفكر المقاومة، ولا يمكن ولن يسمح الواقع بأن يضع اصحاب الوثيقة رؤوسهم في الرمال لان ذلك وبكل بساطة سيكشف عوراتهم، وسينفض من حولهم من امنوا ببرنامجهم السياسي الذي عاش ونما على اطنان من دماء ابناء شعبنا.
لن يرتاح اللاجئون للصيغ الفضفاضة التي ما عادت تدغدغهم، فدولة في الاراضي المحتلة عام 1967 أو ما تبقى منها والمقصود حكم ذاتي يؤكد ان حماس لحقت بالركب الذي تخلى عن جموع اللاجئين في الوطن والشتات، ولكن الذي يعطينا الامل ونحن لا نستطيع العيش بلا امل، لذلك استحضر ما قاله أبو بكر الصديق: من كان يعبد محمداً فان محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حيُ لا يموت.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تصريح الأمين العام عقب المجلس الوطني الثاني لحزب النهج الديم
.. رسالة بيرني ساندرز لمعارضي هاريس بسبب موقفها حول غزة
.. نقاش فلسفي حول فيلم المعطي The Giver - نور شبيطة.
.. ندوة تحت عنوان: اليسار ومهام المرحلة
.. كلمة الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي العمالي الرفيق جمال