الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مداخل هامشية لرولان بارت الفرنسي حول بينيوية الادب

محمد احمد الغريب عبدربه

2017 / 4 / 4
الادب والفن


قد فعلها رولات بارت الفرنسي البنيوي المتحذلق ذو الثمانين كتابا نقديا والمكروه اكاديميا وتحدث بكل شراهة عن فتشية وشمولية المحكي، كيف هو متجاوز التاريخ والثقافات، أنه حاضر مثل الحياة، أنه بارت الذي يحكي في كتبه كأنه يري نفسه، يكتب مثل المرايا، يري أن المحكي بدأ مع تاريخ الانسانية نفسه، فلا يوجد قط شعب بدون حكاية، فلكل الطبقات الاجتماعية، ولكل الجماعات البشرية حكاياتها الخاصة بها، بارت بذلك يعد بنيوي شره، مثل النار في تفسير الأدب، شهواني الي اكثر حد في تفسير المحكي، يراه في كل شئ، مثل ظله، يراه متنوعا متناثر، مثل القصة، والرواية، والشعر، والدراما والتراجيديا، والاسطورة، والحكايات المتتالية، والكلام المورث، فيندهش بارت من هذا التنوع وغياب الناظم والقانون العام لهذه المحكي المشتت وهو يدخن سجائره في شوارع باريس، علي مقهي وشعره منمق، مرتديا بلطو أنيق يليق بناقد وفيلسوف متحذلق افضل ما يقال عليه بنيوي شره يتلاعب بالادب واللغة لصالح مراياه الخاصة التي يفهمه احدا الا هو، فيسعي لتنظيم ما للمحمي مثل الطفل الذي يلعب بالمكعبات.
يرتدي بارت عباءة سوسور اللغوي النمساوي العتيق، الذي سعي بكل همة وذكاء علمي أن يقف بانتباه امام الشاذ في اللسان واستخلاص مبدأ للتصنيف ضمن الفوضي اللغوية التي تحير، يستعرض بارت الابعاد اللسانية، ويطبقها علي المحكي، فتصبح اللغة للمحكي ليس إلا إحدي الاصطلاحات اللسانية المقدمة للسانيات الخطاب، فهو يعيش علي التبيعية في تصنيفات اللغة والخطاب والجملة والبلاغة واللسانيات، يسير بشراكة، في تحالفات دائمة مع هذه التصنيفات، لديه شراكة واضحة مع الجملة بشكل بنيوي سليم وواضح، ويضيف بارت الذي اكتئب بشدة عندما توفت والدته وكان متعلق بها اشد التعلق، فكان يعيش في كنف الأم وارهاصاتها الانثوية حوله، أن المحكي جملة كبيرة للغاية، فالمحكي في الأدب ليده بنية للغة خاصه به، بالشروط نفسها للغة.
ويضيف بارت المتحذلق للغاية ومفرط في بنيويته ان المحكي هو ترتيب للأحكام، ففهم حكاية معنية، لا يعني فقط متابعة خيط القصة، ولكنه أيضاً التعرف علي الطبقات فيها، وإسقاط العلاقات الأفقية للخيط السردي علي محور عامودي ضمني، فقراءة حكاية لا تعني فقط الانتقال من كلمة إلي كلمة أخري، ولكنها تعني أيضا الانتقال من مستوي إلي مستوي أخر.
ويرتبط بارت المدخن الشره والبنيوي المفرط في تأكيده علي مستويات قراءة المحكي بنيويا بمستويات ثلاثة لدي ثلاثة من النقاد والمفكرين الكبار في القرن العشرين، الذي بنوا اسس بنيوية علمية لتحليل النص الادبي، وهذه الأسس العلمية التي انطلق منها كل من غريماس (السيميائية) وتودوروف (اللسانيات) وبريمون( المنطق) إنهم جميعا يجمعون على أن للقصة في معناها البسيط أو المعقد بنية سردية هرمية أو ثلاثية الضلاع.
فهذه الاسس تنطلق من غريماس متسلحا بالمنحي السيميائي، هذا غريماس المولود في روسيا، الذي ذهب لفرنسا وشوارع باريس من اجل تنشيط "مجموعة البحث اللساني-السيميائي" بمدرسة الدرسات العليا في العلوم الاجتماعية ومدرسة باريس السيميائية، هذا الغريماس ليتواني يعيش في باريس ليدعي عليه الجميع أنه مؤسس السيميائيات البنيوية انطلاقا من لسانيات فرديناند دي سوسير ويلمسليف، صاحب النظارة المقرعة، والعينيين الضيقتين، انتشر مذهبه في بشكل مفرط ومتورط في فرنسا في ومجموعة كبيرة من الدول.
والمنحي الثاني لبارت كان عن طريق تودوروف، الذي اغتوي بسيرته الذاتية، وشعر انها ذات مهمة يجب التلاعب والحكي معه في كتابه الادب في خطر، كان يتحدث عن نفسه النقدية والشعرية، ويردد بكل عزم وقوة أن يتحرر الادب من سيطرة النزعات الثلاث التي تهيمن على عالم الكتابة اليوم، النزعة الاولي الشكلانية "حيث تكون الكتابة نفيًا للتمثيل"، والعدمية "وهي تمثيل للنفي"، و"الأنانة" حين تكون أتفه تجارب الكتّاب الجنسية وتفاصيلهم اليومية مادةً صالحةً لحشو النصوص، لم يكتفي تودوروف بهذا الحد من الرؤية النقدية اللسانية للادب، ولكنه تدخل بصرامة وحذاقة وقاد حملة شرسة لم يكن لها لطافة وتمهيد، وذلك ضد تعليم الادب في فرنسا وتحول النظريات النقدية من وسيلة لفهم العمل الأدبي الي غرض في حد ذاتها.
تزفيتان تودوروف البلغاري الذي انجذب الي العلم الباريسي والوان فرنسا الثلاثة، وصاحب 21 كتابا نشأ ت في نظام كلياني، بلغاريا أيام كانت جزءًا من الكتلة الشيوعية، تسيطر الأيديولوجيا الرسمية فيه على دراسة الآداب وتقيس الأعمال الأدبية بمدى توافقها مع العقيدة الماركسية اللينينية، كانت دافعه الأول للتوجه نحو الاهتمام بالعناصر الفنية المشكلة للنصوص التي بلا حمولة أيديولوجية، وحينما أتيحت له فرصة السفر إلى فرنسا لاستكمال دراسته، فكر في أن مسائل التقنية الأدبية: الأسلوب والتركيب واللغة والأشكال السردية والنظرية الأدبية التي كانت مهملة في بلغاريا، لأنها لا تخدم النظام الشيوعي، ستكون مدروسةً بوفرة في بلد تسوده الحرية غير أن دراسة الأدب في فرنسا كانت خاضعة لشبكة الأمم والقرون عكس ما توقع.

وفي المنطلق الثالث لبارت، جاء كلود بريمون، مفعل المنطق في الادب، شارح مدارس علم السرد، ففي كتابه "منطق السرد" طوّر كلود بريمون نمذجة معقدة للأدوار التي ميز فيها بين المفعولPatient الذي يتأثر بالعمليات الحاصلة في الحكاية، أو الضحية، أو المستفيد والفاعل Agent الذي يبدأ الفعل ويؤثر في المفعول، ويعمل على تعديل الأوضاع الخاصة بالمفعولين أو يحافظ عليها كما هي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو