الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احذرك و ارجوك

حسام جاسم

2017 / 4 / 4
الادب والفن


رأى في عينها بريق التحدي و هي تطلب منه الانتظار لمفاجاة !!!
-ما رأيك ؟؟؟ جميلة صحيح !!!
- من أجل من ؟؟
- أترى كم رائعه أنها غاليه ...كم يحبني !!!
-من هو ؟؟؟
-لقد تمت خطبتي و عقد القرآن بعد ثلاثه أيام
(لم يختفي تفاؤل البهجة منها لاحظ ذلك وهي ترتدي الخاتم الذهبي الرسمي الذي يعتبر الخلاص من بيت الأسرة للانطلاق إلى بيت الزوج الذي لا يختلف كثيرا عن بيت الأسرة إلا بممارسة الجنس )
-مبروك ...هل تحبيه ؟؟؟ منذ متى وافقتي !!!
-أحببته بسرعه فهو ليس غريب انه من الأقرباء .
-مبروك ..... مبروك أتمنى لك السعادة
-لم تجاوبني ما رأيك بالخاتم ؟؟؟
-لا أرى فيه شيئا مميز سوى اصبعك .
اختفى الراسب المتخمر في العقل و شرد بعيدا
انه غير مناسب جدا لها
أنها تخفي الكثير من الصمت
لأول مرة أحس أنها مصطنعه
هل نستطيع أن نصطنع الحب ؟؟؟
هل نستطيع أن نضحك في وجه الكاذب و نحن نعلم أنه يكذب ؟؟؟
لا يستطيع .....لا يستطيع
ملامح وجهه تفضحه و تفصح عن كل شيء
تمنى لو كان مثلهم يخفي تلك الملامح البارزة و يغير طريقه كلامه و اسلوب شخصيته في ثانيه واحده كما يفعل الكثيرون من حوله و يصطنعون في ذاتهم ما لم يصنع .
أصبح الوضوح مرض خطير على المجتمع لابد لك من ارتداء النقاب و المكياج و النفاق
كأنه حب سياسي ......أو انتخاب رئاسي
في كل منهما تظهر فضائح المرشحين بوضوح و يتراشقون الاتهامات
أو كما يحدث في بلدي يتراشقون بقناني الماء المقطر و يهتفون باللطم المنسق بالولاء للوطن و يختفون خلف ايه دينيه ( و أمرهم شورى بينهم )
و لا زال الشعب الكسول يمتدح و يهتف خلف رموزهم و يدافع عنهم و يشتد النقاش في سيارة مختنقة وسط الازدحام نتيجة مرور من يدافعون عنه في سيارته المظلله قاطعا عنهم السير .
لا زال هناك من يتملق و يحتد من أجلهم
لا أعرف متى سنستفيق من الغيبوبة السحرية
لم يعد أحد يموت من أجل الوطن بل يموت بسبب الجوع او المرض أو الإرهاب أو بدون سبب بانفجار سياسي في سوق شعبي مكتظ بالبسطاء دخلا و فكرا
الموت من أجل الوطن أصبح مسيس و يأخذ انتصاره لجهة سياسية معينه تتبروز أسماءهم خلف دماء الشهداء و يبتسمون بالنصر دون طلقه واحده
أيديهم ناعمه و وجوههم لا غبار عليها
و أم الشهيد تنتظر تنفيذ مشروع التعويضات لتأكل بسلام الوطن و تراب أرضه تتحرر من داعش الخارج ليتلقفها داعش الداخل
نفس الوجوه و نفس الأفكار !!!!
لا مستقبل لداعش في أرض الوطن
و لكن هل نعلم ماذا سنفعل و كيف سنتعامل مع داعش الداخل ؟؟؟

بعد تمام الزواج ارسلت له صورها في فستان ابيض تحمل ورود
تراسلا إلكترونيا فكل شيء أصبح آلي في مسار الحياه
- كيف تجد الصور ؟؟
-رائعه جدا و لكنه ليس معك في الصورة !!!
ارسلت ملصق الامتعاض و تأخرت لترد :
- أنها في الاستديو عند المصور عند حصولي عليها سارسلها لك .
انتهى الحديث بوداع مبتسم الكتروني المشاعر
أدرك حينها لماذا صنع التراسل إلكترونيا و لماذا وضعت الملصقات للتعبير عن المشاعر
أدرك أيضا أنها تخفي حديث العيون و الملامح لتثبت لكلامك عده وجوه و تغطي على آهاتك المفضوحه بملصق اللامبالاة أو ملصق السعاده و الشعور بالرضا
أنها تعلمك النفاق و الكبت و تلغي شخصيتك الداخلية أثناء التعبير
فلا يرى أحد تعابير وجهك أثناء الكلام و تعمل على إصلاح المشكله بمصلق و كلمه اوك !!!!
أصبحنا نغير الشخصيات و المشاعر كتغيير الملابس خلف شاشه الهاتف دون أن يفتضح أمر أحدنا .

أغلق الفيس بوك و حذف الرسائل .
استخدم مشغل الموسيقى لاستعادة التردد و الوقوف بين و بين في وسط الهواجس ظهر صوت المطربة ذكرى صادحا ب ( احذرك و ارجوك ) حركت قيمة مجهولة المصدر في أعماقه .
و أخذ قرارا باعتقال رغبة اللقاء
و اختفت الأخبار و الأحداث و اغلقت الذاكرة نفسها على هدير جديد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??