الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفاقة

اسماعيل جاسم

2017 / 4 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


صفاقة / اسماعيل جاسم
كنتُ أكثر استعداداً للاجابة على سؤال بسيط جداً ، لم يكن حدثاً مهماً أو تاريخياً بقدر الاستجابة تلبية لأرادة عاطفية ورابطة تقليدية .مرحلة جديدة ، مصطلحات لم اسمعها ، لم ألفها ، لن اتداولها ، جاءني بوجه كانت دوافعه خافية ، لا اعرف خلف هذه الدوافع فيما بعد . صاحبته مخلصاً بسريرة لا تشوبها شائبة ، لا اعرف ما كان يدور في رأسه وما كان يخطط ... اِن الذي يُستغفلُ طيلة المصاحبة يمكن أن يقال عليه " أنسان بسيط أو عقل طفل يقنع بالقليل " بقيت أتقلب بين اعوام وهي تعد ايامها مسجلة تاريخا خال من اي لذة سوى العلاقة القبلية العشائرية ، غابت عنه المدنية ودهايزها وتجاربها وفنونها واحتيالاتها والامها ،هممتُ بل انكببتُ مخلصاً ، اخذت ملامح العمر ونضارته تختفي دون أن اشعر لأنني دائما ارى نفسي امام المراة ،لن ادرك ملامحي بأنها تختفي وتحل محلها ملامح جديدة ، كان صاحب السعادة في قمة الهرم منهمكا في الكتابة والاجتماعات والمواعيد ، خطاباته كثيرة وثرثراته عديدة وانتقاداته شديدة ، كان الجالسون حول طاولته ،رُكع ٌ سجود ،ينودون برؤوسهم ، ذات مرة كنت حاضرا كبقية الجالسين وقد ورد الى رأسي مشهدٌ غالباُ ما كان اشاهده ، الدكتاتور صدام حسين وحوله زمرته من العسكر تارة ومن وزراءه تارة اخرى ومن رفاقه ثالثة اخرى وهو يتحدث اليهم وهم يصغون اليه بأيديهم اقلام متشابهة واوراق واحدة ، يدونون ملاحظاتهم حول تعليمات ووصايا وتعاليم السيد الرئيس " لا يمكن الاستدلال من كلامه على شيء " ثرثرة حول طاولة " أقل ما نفعله هو النظر بوجه الاخر مع ابتسامة استهزاء وضجر ، تسارع الزمن ،وصل الاجتماع الى نهايته ، اذا كان منشرحاً كان هناك وجبة غداء دسمة اما وجبة من السمك المسقوف التي يسبقها بعض المشروبات المختلفة ، كل واحد يأخذ دوره في التحضير ، الثلج ، المياه ،الباقلاء ، السلاطة ، النومي حامض ، اللبن وهلم جرا . بعد الانتهاء يأتي الطبق الشهي وينطلق السيد الوالي بالغناء " يا صياد السمج صدلي بنيه ... " تتعالى اصوات الضحك مصحوبة بسحابة دخان السجائر .كانت صفاقته واضحة عليه واستهزائه بالعراقيين طاغية " هذه طريقة عراقية " لا يعجبه العجب سوى الاعتداد بنفسه وابنه وزوجته المصابة بمرض عقلي التي لن تتمكن من مجالسة الحاضرين والمشاركة بالنقاش فقط تفكر بكيفية جمع المال وهي تراقب الحركات ، عيونها ممتلأة حقدا وضغينة ، كان ابنها مترفعاً يرى نفسه اثقف من الحاضرين بل من العراقيين بسبب لغته الانكليزية الجيدة . كنتُ اخاطب نفسي هل هؤلاء هم حقاً أفضل من الاخرين ؟ اجيبها بضحكة ساخرة صامتة ، ان هؤلاء عاشوا على الترف طوال العيش في اوربا وتمتعوا بارقى الحياة ونحن عشنا اعوام الحصار والبؤس والمرض ، كثير منا من باع كتبه ليعيش بها يوما او يومين ومنهم من باع شباك وباب بيته ومنهم من باع ستائر البيت وملابسه واكل الخبز المخلوط بنوى التمر ونشارة الخشب وهم الان يتربعون فوق رؤوسنا يستهوأون ويسخرون ، جميع من عاش في الغرب جاء للعراق بعدما صفا الجو السياسي ، عمل معاملة التقاعد بأعتباره سياسي او مفصول سياسي اخذ الاكرامية والتقاعد ورجع الى بلده الذي اصبح البلد الام ، ذات مرة جلست مع مجموعة من هذه النماذج قال احدهم اموت هناك افضل من ان اموت هنا ، قالها بغضب ، وواحدة اخرى قالت مادام لديَّ هذا وهي ترفعه بكل فخر واعتزاز مشيرة الى جوازها البريطاني . هذه الصفاقة والعمالة فكيف تريد من العراقيين في الداخل اذا سمعوا وشاهدوا مثل هذه النماذج فكيف يمكن ان يحترمهم العراقيون ؟ تبريراتهم جدا سخيفة ، تشعر بأنهم من دون انتماء للعراق ومجيئهم ليس حبا به وانما لمكاسب يحصلوا عليها ثم يولوا الدبر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي