الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدخل للصواتة التوليدية : قصيد أ. حمد حاجي نموذجا .. قراءة الاستاذة ليلى الشمالي الشمالي

ليلى الشمالي

2017 / 4 / 5
الادب والفن


طائر السمندل
ـــــــــــــــــــــ
****
هواك يابصّارة البلدِ
يميت
ويحيي
ما أبقيتِ شيئا من الجسدِ
ويشتاق
ريقي
نفاثك في العقدِ

*******
الصوت الإيقاعي :
ـــــــــــــــــــــــــــ
استخدم هنا آلة موسيقية هوائية النفخ إذ استهل بحرف الهاء فهو هواء دون تحريك اللسان فهو نفخ وضرب على النوتات الأخيرة من السلم الموسيقي أي الصوت الحاد لذا كانت الكلمات بمد الياء مثل يميت ويحيي فيعيد سكونها بالدال
لحن قصير جميل إذ الدال يستوضح الوقوف وهي فواصل حركة اليد على الآلة التي استخدمها مثل ( الموريديكا ).
الجمال هنا هذا التكافأ المذهل بين مراده المعنوي بالنفخ واستخدام الآلة مثيلها بالحركة .
............
الرؤية الفلسفية للشذرة :
حاكت تلك الشذرة سربالها من الفانتازيا إذ أتى مجازيا بقوتين خاقتين للطبيعة مثلها بتناصه بالآيات السحر والحسد احتاج أن يخرج من حيز الواقع إلى الخيال مماقابله من قدرة فمثل تلك القوة بالسحر والحسد لا محيص منهما الرائع أنه قال هناك بالأعلى بالبصارة فكانت تلك صيغة مبالغة لمن يبصر وهي قوة للوجدان ومحل تلقي الفؤاد للنور وقابلها هناك بالوهم وهو محل الجهل قوله بالسحر والحسد اعترفت الأمم السابقة بالأساطير التي استحوذت على المفاهيم العقلية وناقضت شرعيتها بل كانت محل استعقاد لهم مثل اساطير اليونانيين واخذو بتلك النبوءات واستعقدوها مثل الملك اوديب الذي تنبأو بولادته وعاش حياته على تلك النبوءة حين استعان والده الملك بتلك العرافة لتخبره بما يفشل خططه والكثير من اله الاثينا واله الرياح والحب واله وغيرها من الأساطير التي استقامت شرعيتها على الوهم بينما هو يقابل هذا المعنى هناك بالأعلى البصيرة اذ هو نور العقل والعلم مع مقابله بظلمة الوهم والجهل فاستعان بالحياة والموت من حيث تلك العقول حياتها بالعلم ومماتها بالجهل .
ـــــــــــــــــــــ
الجمال اللغوي :
ـــــــــــــــــــــــــــ
التناص القرآني اذ جعل متانة له في الوقع والتصدير لدي القاريء
التقابل بالمعاني :
(يحيي ويميت )
الترادف :
(ريقي ونفاثات ) ترادفت من حيث مكانها
التكافأ بالمعاني من حيث ظهورها اللفظي والمعنوي
أي قوله هناك ب ( هواك ) مستهل الكلمة بالهاء ينتمي حرف الهاء للجبروت مثل قولنا بلا إله إلا الله هذا اللفظ المقدس بالتهليل تضمن الكبرياء والعظمة بحرف الهاء
وهنا جاء بالنص بتلك الهيمنة والسيطرة قوة الحسد والسحر
............................
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرؤية المنطقية للشذرة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البصارة ، نفاثك ، يشتاق ، الجسد
كلمات قريبة المعنى فهي ذهنية المنطلق كأنه يحملني على مضمور العقل وباطنه .
قوله بيميت ويحيي قدم هنا الموت على الحياة اذ عادة التسلسل يكون الحياة فالموت أما هنا بتقديمه الموت على الحياة فهو يماثل الأسلوب القرآني بقوله تعالى : " الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا " أي المنطلق هنا بالآية الكريمة وغيرها من الآيات تقديم الموت على الحياة .
الإزدواجية بالشذرة :
أخذ بين الحياة والموت وبين الشوق يعني هناك مشتاق ومشتاق اليه
فهناك طرفين لن تكون مقايسة رغم ازدواجيتها بل معادلة اذ اتى بالتوازي بين كفتين كانه ميزان ليست حيرة ولا ترجيح بل لانه يوازي الامرين به فراق قوله بالاشتياق والشوق لايكون الا حين الفراق وقوله بالبصارة الصاد مرتفع الحدة واخر السلم فهو يشير للنهايات هيمنة تلك المقدرات الحتمية ريقي صورة رطبة تشير للحياة والشوق جفاف يشير للافتراق الموت .
ـــــــــــــــــــــــــ
التوليدية بالجسد
ــــــــــــــــــــــــــــ
ما أبقيت شيئا من الجسد ... هذه العبارة رهيبة بمعناها لهاجاذبية القمر للبحر
جعلتها على حدا لأستمتع بمعناها
معنى الجسد : لغة هو الجسم أو أخص منه ، وفي القاموس الجسد محركة جسم الإنسان والجن والملائكة والزعفران وعجل بني اسرائيل والدم اليابس ( القاموس المحيط ج ١ ص ٢٨٣) وفي مجمع البحرين قوله تعالى ( عجلا جسدا ) - طه ٨٨ أي ذا جسد أي صورة لاحراك فيها إنما هو جسد فقط أو جسدا بدنا ذا لحم ودم ، والجسد من الإنسان بدنه وجثته والجمع أجساد ، وفي كتاب الخليل لايقال لغير الإنسان من خلق الأرض جسد وكل خلق لايأكل ولايشرب نحو الملائكة والجن فهو جسد ، وعن صاحب البارع لايقال الجسد إلا للحيوان العاقل وهو الإنسان والملائكة والجن ولايقال لغيره جسد .
هذا منطلق اللفظ عند أهل اللغة وزادوها أهل الصناعة والفلاسفة بمنطلق يزيد عن هذا ليس محل الشاهد هنا إنما هو بهذه العبارة يخرق لي الزمن بفنتازيا فريدة اذ هذا الجسد المتألف من العناصر الزمانية لم يكن ينشده هنا بل هو ينطلق الى مابعد الموت جسد اخر ويلمس ذلك بقوله لم يبق شيئا فهو يحطم القانون العقلي هنا
الأمر الآخر هو كان ينظر بالشذرة لمنطلق عقلي قوله بالبصارة وغيرها امور معنوية عقلية فاعادني هنا للجسد وكانه يمثل ظهور المعنى على المادة واقسم ان هذا الموقف يشقيني اذ لازلت ابحث ببينية هذه العلاقة وابني عليها النظريات مابين العلاقة الجسدية والروحية اي علاقة وربط تلك المعاني بالمادة اذ بالمثل هنا اتى بالعشق ويعرف العشق بمرض القلوب فكأنه يحيل هذا المرض بأثره على الجسد .
حقا ساسمي هذه الشذرة بطائر السمندل ....
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب