الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أي إله أنت ؟!....وأي فريق منك مسنود ؟!

يوسف حمك

2017 / 4 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


الحياة صراع بين العدل والغبن, والإنصاف والظلم, وبين الطغاة والأخيار.... ولكل منهم طريقته لخوض غمار هذا الصراع الأزلي .
المنصفون الخيِّرون لا يحكمون إلا بالقسط والعدل, ولا يجادلون إلا بلغة اللطف والوداعة وبالتي هي أحسن.
غير أن للطغاة والجبابرة أسلوبٌ آخر . فهم لا يرون في الفتك والبطش والتعسف إلا السبل الكفيلة لتحقيق مآربهم الدنيئة, وبالتخفي تحت زى الإله. فاكتسبوا القداسة ، و يُعلون بها فوق الحق, ويدنسونه بالدهس والرفس, مع الحصانة بعدم جواز محاسبة سلطتهم المطلقة.
كم من المجازر ترتكب باسمك أيها الإله.... وكم من التناقضات الصاخبة بين أقوالهم و أفعالهم بعد الترجمة !!!!.
وكم من الأرواح لامستها التعاسة , وجرحها البؤس جراء ثنائيات باطلة كهفية المنشأ (المؤمن والكافر- الخطيئة والفضيلة - الحاكم والمحكوم - النبيل والعبد .....!!!).
كم من دماءٍ بريئةٍ أُريقت تحت شعارات دينية !! وكم من مستبد شارك في تدمير الأرض والطبيعة تحت شعارات وطنية !!!.
وكم من متعطش للسلطة سطع نجمه بإعدام الآلاف , وتجويع الملايين واعتقالهم بوصفهم أعداء للدولة .
وكم من المعترضين على الفساد والكذب أُبيدوا في غياهب السجون , وقُتلوا بتهمة المساس بالذات المقدسة للزعيم الأوحد , أو القائد المتخفي تحت ردائك أيها الرب .
فلأن الدين يخدم السياسة, الإمام ورجل الدين يكون طوع أمر القائد الذي يستخدم يديه المقدستين وسيلةً لتحقيق أهدافه بقلب الحقائق أو إخفائها.
فكم من داعيةٍ فعَّل الخطاب الديني وفق توجهات ضيقة تنتهك حرمة الفكر , ووضع القيود على العقل تمهيداً لإطلاق يديه المتعطشتين للدماء وتبرير حروبه الكارثية تخوِّله لإحراز مواقع بارزة , أو تحقيق مآربه الشخصية .
طغاة جائرون باسم التنمية وتطهير البلاد تسببوا في إزهاق أرواح الملايين ممن تعالت أصواتهم المناوئة لحكمهم, وجاهروا بمعارضة مبادئهم الهدامة.
وكم من بلاد مزقتها الحروب والمجاعات لتحقيق حلم مريض لغول لم يجن النتائج المرجوة التي يتوخاه .
أرأيتم من أحاط به الحزن واستعبده الألم لا لسبب سوى أنه عجز عن إجبار الشمس للشروق من المغرب, أو امتلاك القمر، ومنع الكائنات من الموت ؟!! إنه الملك (جايوس )الذي حكم روما من سنة (37 حتى 41 للميلاد ) الملقب بالحذاء الروماني للسخرية منه .
والأشد غرابةً منه الذي راوده جنون حلم لبناء روما من جديد , إنه الطاغي الذي ما غاب عن ذهنكم ولن يغيب , نيرون وحريقه الشهير سنة (64 ميلادية) . التهمت نيرانه عشرة أحياء – لمدة أسبوع – من أصل الأربعة عشر حياً.
لم يتحمل كراهية الشعب له ، كما وِزْرَ طغيانه ، وما اقترفت يداه فمات منتحراً سنة (68 للميلاد ) .
ولِمَ الدهشة , وذهابنا إلى سحيق التاريخ ؟
فإذا نجت أربعة أحياء لروما من الحرق فان كل مدن وقصبات بلداننا تحترق , حتى التي سلمت من لهيب النيران امتدت إليها يد القتل والتعذيب والبطش وأسوأ الجرائم .
أ نيرون وحده الطاغي ؟! ... أو جايوس ....؟!.
أ روما وحدها هي التي أنجبت جبابرةً
فكل بلدان الشرق فرَّخت جبابرةً صغاراً , أما الدول الغربية فولًّدت أكبر الطغاة , وأعتى الغاشمين , وأعظم الباغين .
صغارُ مستبدينا مدوا يد المساعدة لكبار الطغاة في الغرب فشاركوا جميعاً في إشعال حريق بلداننا وألسنة نيرانهم تطحن الجثث كمعدة هتلر المدللة وهي تلتهم لاهثةً ما طاب ولذ من طبقه الشهي المفضل ( فراخ الحمام المحشو باللسان والكبد والفستق ) .
ما أتعس أوطاننا التي تركت البناء والنمو والإبداع ، فأُغرمت بهوس التقليد , وأبت إلا أن تقلد روما وحدها في حرق أخضرها قبل يابسها , وطحن أجساد أبنائها دقيقاً قبل الحبوب , وتلويث سمائها قبل ثراها المعطر برائحة اخضرارها المنعش .
الجميع في المشرق والمغرب يدَّعون : إن الله معهم ، ولا يقدمون على قتل طفلٍ , أو سبي امرأةٍ ، أو هدم منزلٍ ، أو تدمير مدينةٍ إلا بأمر منك أيها الرب.
أي إله أنت ؟!.. ومع من أنت ؟!! وبجانب أي فريق تقف ؟!! بل أي طرف منك مسنود ؟!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الضغوط التي تمارسها أمريكا لدفع إسرائيل لقبول الصفقة؟


.. احتراق ناقلة جند إسرائيلية بعد استهدافها من المقاومة الفلسطي




.. بعد فرز أكثر من نصف الأصوات.. بزشكيان يتقدم على منافسه جليل


.. بايدن في مقابلة مع ABC: كنت مرهقاً جداً يوم المناظرة والخطأ




.. اتصالات دولية لتخفيف حدة التصعيد بين حزب الله وإسرائيل ومخاو