الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيدرالية شمال سوريا بعد سنة من عمرها

حسن نبو

2017 / 4 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


قبل حوالي سنة اقدم حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يعد الفرع السوري لحزب العمال الكرستاني ، اقدم على اعلان الفيدرالية بصورة احادية في المناطق الكردية في سوريا التي يسيطر عليها ، بعد انسحاب النظام منها قبل حوالي اكثر من اربع سنوات .
وفور الاعلان عن اقامة الفيدرالية سارعت كل الاطراف المؤثرة في الحدث السوري الى التعبير عن رفضها القاطع للخطوة التي اتخذها الحزب المذكور . فقد قال ناطق في حكومة بشار الاسد ان طرح الفيدرالية من قبل اي كان ، يعد انتهاكا لوحدة الاراضي السورية ولاقيمة قانونية له ، وحذر من النيل من وحدة ارض وشعب الجمهورية العربية السورية تحت اي عنوان كان .
من جهتها اكدت المعارضة السورية المتمثلة بالإئتلاف ان تحديد شكل الدولة السورية سواء كانت مركزية او اتحادية /فيدرالية ليس من اختصاص فصيل بمفرده او جزء من الشعب او حزب او تيار ، بل سيتحدد بعد وصول المفاوضات الى مرحلة عقد مؤتمر وطني تأسيسي سوري الذي سيتولى وضع دستور جديد للبلاد .
وأكدت تركيا رفضها الكامل لأي نظام حكم اتحادي قريب من حدودها الجنوبية ، واقامة اي كيان جديد في سوريا على اساس عرقي ، وان مستقبل الشعب السوري لن يقرر الا بالاتفاق وبموجب دستور يوافق عليه السوريون .
واعلنت موسكو انه لايمكن لأحد اقامة نظام اتحادي في سوريا بصورة احادية او منفردة ، وان الشعب السوري وحده هو صاحب القرار في مسألة نظام الحكم المستقبل في بلاده .
أما الولايات المتحدة الامريكية فقد اعربت عن عدم اعترافها بأي مناطق للحكم الذاتي في سوريا ، واضافت : ان تقرير مثل هذه الخطوة يجب ان يتم من خلال مناقشته والموافقة عليه .
بعد مرور اكثر من سنة على اعلان حزب الاتحاد الديمقراطي الفيدرالية في المناطق التي يسطر عليها ، بقي موقف الاطراف المذكورة كما كان ، ولم يطرأ عليه اي تغيير نحو القبول بالفيدرالية .
مما يعني ان الخطوة التي اقدم ليست لها اي مستقبل . ويعتقد الكثيرون ان اقدام الحزب المرتبط بالعمال الكردستاني على اعلان الفيدرالية بالطريقة التي اعلن من خلالها ، كان من باب المزاودة الشعاراتية على الطرف الكردي الآخر الذي هو المجلس الوطني الكردي لا اكثر .
من جهة اخرى فإن معارضة كل من الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الروسي اللتين يعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي انه حيف لهما في محاربة الارهاب في سوريا تؤكد ان مايربط الدولتين العظميين بالحزب المذكور هو محاربة تنظيم داعش الارهابي وغيره من التنظيمات الارهابية الاسلامية لا اكثر ، وانه لاتوجد بين الدولتين المذكورتين وبين حزب الاتحاد الديمقراطي اي علاقات او تفاهمات سياسية بشأن مستقبل النظام في سوريا .
مااريد ن اركز عليه في الختام هو ان طرح فدرلة سوريا من قبل اي جهة كانت سيلقى معارضة قوية سواء من جانب نظام بشار الاسد او من جانب غالبية الائلاف المعارض لنظام بشار الاسد ، لأن الطرفين المذكرين يلتقيان في هذه النقطة ويريان ان الفيدرالية تعني تقسيم سوريا والقضاء على عروبته في المستقبل .
ولذلك اعتقد انه من الصعب تحويل سوريا الى دولة فيدرالية بدون ضغط دولي . وهذا الضغط غير متوفر حاليا لعدم تحمس الدولتين العظميين لهذا الامر .
كما انه من غير الممكن خلق لوبي كردي - ان صحت التسمية - للضغط باتجاه تحويل سوريا الى دولة فيدرالية في ظل ممارسات حزب الاتحاد الديمقراطي التي ادت الى تدهور الوضع الكردي في سوريا الى حد كبير بسبب محاربته لكل من لايشاطره الرأي ، واصراره على ان يكون هو الفاعل الوحيد والاوحد على الساحة الكردية في سوريا ، غير آبه بالتحديات المخاطر الحقيقية التي تلوح في الافق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ