الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازمة العلم في كركوك... 10 سنوات من حسن النية

حسين القطبي

2017 / 4 / 5
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


في 11 اذار 1970 ظهرت روح المادة 140 للمرة الاولى، اثر الاتفاق التاريخي بين الرئيس الاسبق صدام حسين والقائد الملا مصطفى البارزاني، ولم تمضى 4 سنوات الا وكشف البعث عن حقيقة النوايا غير السليمة، والوعود الكاذبة التي استخدمها في تخدير الكرد بشعارات "الاخوة" و"النية الحسنة"... الخ

وبعد انهيار حكم البعث، وسيطرة الاسلاميين، تم التوصل الى اتفاق ثاني، هذه المرة الحاكم في بغداد ليس قوميا نازيا، يعلن شوفينيته بصراحة، كما كان البعث، وانما يرفع شعارات المظلومية ومساندة حقوق الضحايا الذين خلفتهم تلك الحقبة الدامية...

وحدد السقف الزمني للاتفاق الثاني (المادة 140) نهاية العام 2007 كحد اقصى... وها هي سنة 2017 تسخر من المراهنين على حسن النية، وتثبت السنوات العشرة الاخيرة ان الفارق بين حكم صدام، والاسلاميين ليس سوى يافطات الشعارات، وليس الجوهر، فكلاهما لا يؤمن من الاساس بمبدا احترام حقوق الانسان، وارادات الشعوب، وكلاهما يستخدم نفس طرق التسويف والتخدير بالشعارات المنتقاة بدون عناية.

وما يوضح هذه الحقيقة اكثر هو تباري السياسيين امام الشاشات بانهم كانوا، بايدي خفية، يعرقلون اي جهد لحل المشكلة الشائكة هذه، دون الالتفات لمعاناة الملايين من المهجرين الذين ينتظرون العودة وبدا حياتهم طبيعية، في مدينتهم، واشير هنا، كمثال، الى ما تفضلت به السيدة النائبة حنان الفتلاوي في لقائاتها المتلفزة.

بالتاكيد السياسيون العراقيون لا يدركون تداعيات ترحيل المشاكل، وتاجيل الحلول، وكارثيتها على مستقبل المجتمع العراقي، ولا اريد ان استشهد بظهور داعش واستفحال الارهاب والحنق الطائفي، بسبب هذه السياسات غير الناضجة، كي لا نبتعد عن كركوك قليلا.

الدستور العراقي يعترف رسميا بوجود مناطق متنازع عليها، اي ان المركز والاقليم له حق متساوي فيها، واذا كان العلم هو رمز لهذه الحالة الاستثنائية، فمن الطبيعي ان يرتفع العلمان جنبا الى جنب، الى ان يتم البت بمصيرها، حينها ستكون عائدية هذه المدينة او تلك القرية واضحة وموقعها بالنسبة للحدود الفاصلة بين المركز والاقليم واضح، وبالنتيجة معرفة العلم الذي يجب ان يرتفع فيها.

وبعد انقضاء 10 سنوات على انتهاء مهلة المادة الخاصة بالتطبيع، وعدم ظهور اية بادرة من قبل الحكومة الاتحادية على نيتها بتقديم ابسط الحلول، فان الحكومة الاتحادية تعلنها بصراحة، بان لا حل، ولا استفتاء شعبي، ولا نظر في شكاوي المواطنين والمرحلين الكرد الذين فقدوا دورهم ومزارعهم وقراهم في زمن التعريب السابق.

والحكومة الاتحادية بهذا التسويف وهذه المماطلة، تعلنها صراحة بان هذه المرحلة من علاقتها مع شعبها الكردي، هي مجرد تواصل لحملة التعريب الصدامي السابق، ولكن بشعارات واطر جديدة، وما تغير هو التسميات فقط، من البعث الى الاسلام السياسي.

اعتقد ان فترة الـ 10 سنوات من الانتظار، بعد انتهاء المدة القانونية، تشير بدون مواربة الى حسن نية الشعب الكردي، ومن يلوم الكرد على رفع العلم الكردستاني بجانب العلم العراقي في المناطق المتنازع عليها، عليه ان يثبت حسن نيته هو الاخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي