الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في تشكيل الحكومة بالمغرب

جلال الفرتي

2017 / 4 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


قراءة في تشكيل الحكومة بالمغرب



رغم النقاش العام الذي أفرزته المفاوضات الخاصة بتشكيل الحكومة المغربية ومحاولة استقراء أبعاد و خلفيات فشل إخراجها إلى الوجود فإنها ظلت في العمق محكومة و مؤطرة بصورات تقليدية للنظام السياسي الذي يبدو انه لم يحسم في العديد من القضايا التي ظلت تشكل هاجس النخب الفكرية و السياسية وفي مقدمة هذه القضايا المسالة الديمقراطية كما أن المبررات الواهية التي حاولت الأحزاب السياسية تقديمها للرأي العام كانت توحي بوجود عدة مؤشرات تعوق الممارسة الديمقراطية التي يبدو انها تواجه ازمات بنيوية سوا على مستوى الفاعل السياسي او التمثلات المجتمعية .
لقد أتبث النظام السياسي مرة أخرى قدرته على تفكيك و إعادة إنتاج نخبه السياسية وفق ما تقتضيه كل مرحلة من اكراهات و تحديات ، هذا ما نجح فيه مع كل الأحزاب السياسية التي تقترب من دائرة السلطة دون أن تمتلك نظارات تقيها أشعته الحارقة ، حصل هذا مع الاتحاد الاشتراكي ابان حكومة اليوسفي ومع عبد الإله بنكران و انطلاقا من منطلقات فكرية متباينة اشتراكية و اسلامية .
إن الطريقة التي ثم من خلالها إبعاد عبد الاله بنكيران عن رئاسة الحكومة و إسناد هذه الأخيرة إلى سعد الدين العثماني كانت بالأساس عقابا سياسيا لعبد الاله بن كيران الذي راكم مجموعة من الأخطاء في خرجاته الاعلامية ، اذ لم يكن يتصرف كرئيس حكومة ولم يستطع ان يخرج من جلباب الامين العام للحزب ، كما انها كانت محاولة لايقاف مخلفات احداث 20 فبراير و ما افرزته من تداعيات على المشهد السياسي
لقد نجحت الدولة من خلال اعادة ترتيب علاقتها مع الاحزاب السياسية و الاجهاز على ما تبقى من شرعيتها سواء التاريخية او الدينية بالرجوع بالمشهد السياسي الى ما قبل 20 فبراير بطريقة هادئة و متحكم فيها من خلال مؤسسة الثيار الاسلامي الذي عرف النظام كيف ينزع عنه قشرته الشعبية و جعله في مواجهة مع ذاته ، كمن يطلق النار على نفسه، كما ان الطريقة التي اديرت بها نتائج انتخابات السابع من اكتوبر كانت مناسبة لترسيخ نوع من التقليدانية في الحكم بمسحة قانونية و دستورية كان من نتائجها حسم الصراع بين الوافدين الجدد و المقيمين .
فمنذ تعيين بنكران رئيسا للحكومة كان يتضح جليا ان الحل الوسط لم يكن مطروحا ومرغوبا فيه الا في مخيلة اصحاب النيات الحسنة لان الدولة حسب تعبير ميشيل فوكو ومن خلال تطويرها لاليات الضبط و السيطرة و مراقبة هفوات و اخطاء قادة الاحزاب نقلت وشم السلطة من اجسادهم الى ارواحهم
ان المجتمع المغربي و بحسه العفوي و التلقائي بل حتى التاريخي ادرك ضعف الاحزاب السياسية و محدودية تاثيرها في المشهد السياسي و اصبحت كل مطالبه موجهة مباشرة الى الملك ، بيقى السؤال من سوف يملئ هذا الفراغ بعد تصفية الاحزاب السياسية .

جلال الفرتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد