الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدمة الثقافة..اسئلة في صناعة الخيميائي

علي حسن الفواز

2006 / 1 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


هل يحتاج المثقف العربي الى صدمة حقيقية تحرره من عقده في المكان والتاريخ والايديولوجيا والسلطة !!،وتمنحه حرية اداء الوظائف التعبيرية دون هيمنة النسق التقليدي وخطابه القهري،،، وهذه الصدمة ليست شرطا استلابيا في مفهوم الحرية،،،قدرماهي استعارة شموليةلابتكار وتقديم رؤى يمكن ان تؤطر الصراع الاشكالوي بنوع من الجدية التي تضع المثقف امام شرطه الوجودي والمعرفي وامام ضرورات الاجتهاد في الوعي والادراك الرؤيوي حول مفاهيم الجدة والاثارة والتميز التي يتوجب ان تكرسها الثقافة ،،
ان هذه الحرية هي حرية النص اولا ،وحرية احتمالاته ثانيا ، وهي مجتمعة ينبغي ان تضعنا ازاء غنى التجارب الفاعلة بجدتها وتنوعها ،وليست هي مجرد فتنة تلجلجنا بذهابها الخارق الى المجهول والغامض واللانهائي ،،صحيح ان الكتابة الجديدة هي انزياح في المناخات والطقوس والاحتمالات ، لكنها ينبغي ان تتيح حريتها المسؤولة للكشف عن الحياة وكذلك الانصات الى صوت العالم والاتصال به ، ولعلي وأنا ابحث في صدمة الاسئلة ، أجد نفسي امام غابة كاملة ومدهشة بكثافتها وتوحشها ، وأحس ان الذهاب الى اقصى الغابة هو المقابل الفاعل للكشف عن الكتابة المجازفة التي لاتبالي بالارتياب وتسعى الى الاختراق والتوغل والمحو بحثا عن اللحظة الخارقة والرؤيا التي تبادلنا التحقق ...
لاشك ان هذا التصور يضعنا في سياق البحث البرهاني حول اهمية ان تكون الثقافة فعلا ممنهجا ،له اسئلته الباهضة ، وله مجساته في تلمس ماهو معرفي وجمالي وفاتن في قراءته،،،ولعل هذا الافتراض في التصور لايضعنا امام متعة النص الخارقة فحسب وانما يضعنا ايضا امام استبصارات النظرية الادبية وامام التأسيس الحقيقي لمشروع التحديث ،ليس على اساس (المتعة) ، ولعبة الاختراقات المتواصلة وكذلك التشكيك بالقديم ونبذه وانما على اساس قدرة هذا الجديد في ان يكون توليديا وقادرا على اثارة الاسئلة مثلما هو يملك القدرة على التطور والنشوء والغنى بالامكانيات النظرية والتعبيرية والجمالية والمعرفية التي تمنحه شرطيّ القوة والحضور ،،
ان حديث الصدمة هو حديث الحرية في انسنتها لمشروع الارادة ،،وانتقالها من كونها مفهوما فلسفيا الى احساس حقيقي وعميق بالوجود والزمن ، وهذا الاحساس يتلمس تمظهراته في الجسد الثقافي عبر تأسيس عناصر واشكال وتفاصيل تلامس جوهر النص وصياغته ،بدءا من التخلص من عقدة التابو والمقدس في النص القديم وشروط ذائقته وانتهاء بالاعتراف بتحققات النص الجديد في الجدل الثقافي واسئلته...
ازاء هذا ندرك ان جدل الحرية يبدأ من الاعتراف بالاختلاف وافق وجود الآخر الذي يبادلنا انتاج الثقافات والنصوص والمفاهيم ، وان زمن صياغته النظرية والمعرفية
قد تجاوزنا كثيرا ،واننا بحاجة ماسة الى مثاقفته في الاسئلة والتحول من نص الطبيعة الى نص الثقافة التي تعانق العالم وتحولاته الاكثر ضراوة !! وكذلك ترجمة انجازاته ،ليس للحاق به والتمترس في الخندق المقابل !!وانما لتشكيل افق حضاري وثقافي للحوار الانساني الذي يلامس ويكشف عن الطابع الرؤيوي للثقافة مثلما يكشف عن اهمية الثقافة في تعميق المعنى الانطولوجي للوجود في المكان واللغة ، والتعاطي مع التاريخ على اساس انه نص مكتوب في زمن له اجتهاده وشروطه وبراهينه ،،
ان اغناء التجربة ليس في انكسار العالم حولنا ، أو البحث عن رؤيا الثورة دائما،وتأسيس ماهو فاجع على الجسد المكشوف للتضحية والحرية ،،ان الجسد هنا هو النص ذاته ،يمنخنا احساسا بالرؤيا والاكتمال والفيض الداخلي،لكنه يحرضنا ايضا على نزع ثيابنا العائلية ، تلك الثياب التى اوهمتنا دائما بكتابة النص / البيت،والنص/ القبر ، وهذه الكتابة هي التكرار، والخنثوية واستعادة روح الاطلال ،
اوربما هي النص الذي يشبه الهيكل الذي يستوقفنا ،ويجسد مفهوم الصلابة والقوة والاكتمال الذي انجزه النص الجمعي ،،وهذا بطبيعة الحال مناقض لجوهر رؤيا الشاعر والحالم ، الذي يتمثل لسرانية جسده الذي يتململ ويتفكك تحت عوامل الوجود واللذة ،، ان النص هنا محكوم بعوامل الطبيعة مثل الجسد والعناصر ، وان خروجه عن سياق الطبيعة الى حيث الانزياح عن الكبت هو اختيار التفريغ والكشف واعادة خلق الصور والعلاقات خارج شرطها السياقي !! هذا التفتت هو نص الصدمة الذي يعيد اصطناع علاقة اكثر ادهاشا بين اللغة والانسان ، بين النص والطبيعة ..وهذا ليس حلما اوجمعا لقوانين الاخر في فيزياء عوالمه قدر ماهو اشباع مضاد واعادة انتاج المكون في الجسد الثقافي واللغوي ونفي المقايسة التي دمرت تاريخ وعينا ،،
الى صناعة خارقة هي جزء من مكونات الذات في المكان لكنها المكان بعد الاعصار ،والجسد بعد نوبة الجنس ،واروح بعد رعشة الخوف ،الارض بعد تداعي الغابة ،
انها تفكيك المنظورات الى المتصورات ،واعتقد انها لعبة مدهشة في العقل والجنون ،تحتاج الى الفرد الخارق المسكون بالتوهج والاسلحة ومراثي الغابرين وقلق اصحاب العربات...انها لعبة في العبور وخلخلة العقل اليومي باتجاه عقل كوني ،يستشرف ويحلم ويحقق ويعيد الى اللغة سحرها الخيميائي القديم !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما حقيقة الاختراق الأمني الإسرائيلي للجزائر؟| المسائية


.. 5 ا?شكال غريبة للتسول ستجدها على تيك توك ?????? مع بدر صالح




.. الجيش الإسرائيلي يشن غارات على رفح ويعيد فتح معبر كرم أبو سا


.. دعما لغزة.. أبرز محطات الحركة الاحتجاجية الطلابية في الجامعا




.. كيف يبدو الوضع في شمال إسرائيل.. وبالتحديد في عرب العرامشة؟