الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الازمة السورية ..... الغرب يُصعد سياسياً ويحشد ويُهاجم عسكرياً

زياد عبد الفتاح الاسدي

2017 / 4 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


منذ بدء الهجوم الواسع والمفاجئ من قبل جبهة النصرة وأحرار الشام في القابون وجوبر ومنطقة المعامل في محيط مدينة دمشق والذي ترافق مع سلسلة من الهجمات الواسعة والعنيفة في ريف حماة الشمالي ... يبدو من الواضح أن الغرب بقيادة الثلاثي الامبريالي (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا) وبالتنسيق مع الجانب التركي والعملاء الخليجيين يتجه نحو استراتيجية جديدة في أدارة الصراع المُحتدم في سوريا والمنطقة ... وقد ظهرت (بالاضافة لهجمات النصرة وأحرار الشام) من خلال زيادة الحشد العسكري الجوي والارضي في مناطق الرقة والحسكة ودير الزور ... ليُتبع ذلك بالتصعيد السياسي والاعتداء العسكري مع اندلاع أزمة الهجوم الكيماوي في خان شيخون التي تم تخطيطها مسبقاً بكل غباء وبمنتهى التهور والاجرام ... ليتم نقل الموضوع بعد ذلك الى مجلس الامن في جو من التصعيد الاتهامي والضخ الاعلامي الهائل لتحميل النظام السوري مسؤولية الهجوم الكيماوي واتهامه بارتكاب جرائم حرب ... وهنا تناسى بعض المُضللين والاغبياء الذين سارعوا الى تصديق الرواية الغربية والتركية , الآلاف من جرائم الحرب البشعة التي ارتكبها الغرب بحق الشعوب المُستضعفة منذ الحرب العالمية الثانية في كافة بقاع الارض والتي ذهب ضحيتها عشرات الملايين من الابرياء في الجزائر وفلسطين ولبنان وسوريا ومصر وليبيا والعراق واليمن وأفعانستان وفيتنام وكوريا ولاوس وكمبوديا وأفريقيا ....الخ هذا عدا عن جرائم الابادة والتصفية العرقية التي مارسها العثمانيون بحق الارمن والكلدان والآشوريون , والتي يُتابعها اليوم السفاح أردوغان بحق الشعب السوري وأكراد تركيا ... وبالتالي يُمكننا قراءة الاهداف الحقيقية لمنظومة الغرب وعملائها بقيادة الولايات المُتحدة في سوريا على النحو التالي :
1. إفشال مفاوضات جنيف من قبل الهيئة العليا للمفوضات (منصة الرياض) وضرب تفاهمات استانة من قبل تركيا التي تشمل وقف القتال مع فصائل المعارضة المُسلحة (لا يشمل النصرة وداعش) , من خلال الايعاز التركي لجبهة النصرة وأحرار الشام بشن الهجمات الواسعة في محيط دمشق وريف حماة الشمالي بالرغم من الصراع المُسلح الذي اندلع بين هذين الفصيلين قبل ذلك على هامش تفاهمات استانة .
2. زيادة التحرك والانتشار والتواجد الجوي والعسكري للقوات الامريكية والتحالف الغربي في أرياف الرقة ولا سيما في أريافها الغربية والذي شاهدنا أخره في انتزاع السيطرة على مطار الطبقة وسد الفرات من تنظيم داعش من قبل قوات المارينز الامريكية ومجموعة من قوات النخبة الجوية البريطانية بمشاركة من قوات سوريا الديمقراطية, وذلك بهدف منع التقدم السريع للجيش السوري في الارياف الشرقية لحلب والتوجه شرقاً عبر الفرات نحو الرقة لتحريرها من تنظيم داعش .. ولكي يتحكم التحالف الغربي بقيادة الولايات المُتحدة في المناطق السورية التي ينبغي على تنظيم داعش التواجد فيها .
3. إستمرار الادارة الامريكية الجديدة في انتهاج استراتيجية الكذب والمراوغة والخداع والتضليل الاعلامي التي مارستها الادارة السابقة , ولاسيما فيما يتعلق بالاهداف الحقيقية وليس المعلنة التي تسعى اليها الادارة الجديدة في سوريا ... وشاهدنا ذلك من خلال انتقاد هذه الادارة بمنتهى النفاق لسياسة أوباما, وعن عزمها التعاون التام مع روسيا لمحاربة داعش والارهاب , وعدم السعي لاسقاط النظام السوري ...الخ بينما أظهرت الممارسات الحقيقية لهذه الادارة عن نوايا أكثر تهوراً وإجراماً وأشد خطورة على الوضع السوري والمنطقة ودعم للارهاب من سياسة الادارة السابقة ... وهذا تبين بوضوح ليس فقط من خلال المجزرة التي ارتكبها تحالف الغرب بحق المدنيين في عهد الادارة الجديدة في قرية المنصورة بريف الرقة , بل أيضاً بالافتعال المكشوف لأزمة الهجوم الكيماوي في خان شيخون بأدلب ... والتي تم تصعيدها إعلامياً على نحوٍ مماثل لحملات اعلامية سابقة تم فيها تلفيق الاتهام للنظام السوري في استخدام أسلحة كيميائية ضد الاطفال والمدنيين في الغوطة ومناطق أخرى من سوريا .. مع فارق أن هذه الادارة التي تُعتبر الاشد خداعاً وعدوانية وتطرفاً وعنصرية حتى من إدارة جورج بوش الابن , سارعت الى استغلال الهجوم الكيماوي في ادلب لتوجيه ضربة عسكرية جبانة باستخدام جملة من صواريخ توماهوك على مطار الشعيرات وسط سوريا الذي يتميز بأهمية بالغة للجيش السوري في محاربة الارهاب والجماعات التكفيرية المُسلحة .
4. سيقوم التحالف الامريكي بمنتهى النفاق بمحاولات مستميتة في متابعة الدعوة الى التنسيق مع روسيا الاتحادية في محاربة الارهاب وتنظيم داعش , بهدف التخفيف من جهة من رد الفعل الروسي على الضربة الامريكية , وعلى التمدد العسكري في مناطق الرقة دون موافقة الدولة السورية ومنع الجيش السوري من التقدم شرقاً نحو الرقة من جهة أخرى ... كما سيُحاول أيضاً متابعة الضغط على روسيا وأحراجها في مجلس الامن والمحافل الدولية بسبب دعمها للنظام السوري .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسار التهدئة في غزة يتعقد.. حماس تقول إنها -لا تعرف- عدد الر


.. جنوب لبنان يحترق .. وميقاتي يستغيث بالمجتمع الدولي! | #التاس




.. الأردن.. مظاهرة قرب السفارة الأمريكية في عمان تضامنا مع غزة


.. دعوات لمحاسبة جندية إسرائيلية احتفت بانتهاك جيش الاحتلال مسج




.. (عنوان الفيديو) | بي بي سي نيوز عربي