الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق بعيون حيادية

واثق الجابري

2017 / 4 / 8
الصحافة والاعلام


كتب أحد زملاءنا الإعلامين في صفحته الشخصية، عن زيارة الكاتبة الكويتية فجر السعيد الى بغداد، وكيف أبهرها شارع المتنبي يوم الجمعة، وفاجئها واقع الحياة، وهي ترى الناس يضحكون ويعيشون حياتهم بشكل طبيعي؛ عكس ما كانت تتصور أن بغداد تحولت الى مدينة أشباح، وصور مؤلمة كانت تتوقعها، ومن المؤكد أنها تتوقع صور أكثر إيلاماً عن تلك المدن التي يُقاتل العراقيون فيها عصابات الإرهاب.
حقاً علينا أن نسأل هل بالفعل يتصورنا العالم بهذا الشكل، ومن أين أخذوا الصور البائسة عن العراق؟!
ثلاث مصادر رئيسية يمكن للعالم الإستفادة من معلوماتها، وبناء تصورات عن الواقع العراقي، أولها الإعلام العراقي وساسته، أو من الإعلام المعادي ودوائر قراره، أو من إعلام محايد يبحث عن مصادر يستقي منها المعلومات.
يمتك الإعلام العراقي أكثر من 50 قناة فضائية، ومئات الصحف، وآلاف المواقع الإلكترونية، وملايين الشاغلين لمواقع التواصل الإجتماعي، ومعظمها تتحدث بسلبية عن الواقع، وكأن العراق خراب وصراع إجتماعي وطائفي، والإعلام المعادي صبّ غضبه على التجربة الديموقراطية العراقية، لدرجة تفضيله بقاء داعش على وجود قوات عراقية، ولضعف الإعلام المحلي وأخطبوطية الإعلام المعادي؛ أصيب الإعلام المحايد بعدوى إستسقاء المعلومات من جهات لا تمت لواقع العراق بصلة، وإذا بحث في الإعلام العراقي، لا يجد سوى قرقوزات يحركون ساسة إنتهازين سطحين يصورون الواقع خراباً وهم أحد أسبابه.
إن إنشغال الإعلام المحلي بالإثارة والبحث عن الجدل السياسي والتسقيط الممنهج والنهايات السائبة للقضايا، فبعث برسالة مفادها أن العراق سقط ولا يمكنه النهوض، ومثل سطوتهم على مقاليد السلطة والتشريع والمشاريع ومقاولاتها، أمسك بعض الساسة وسائل الإعلام للإسفاف السياسي والإنحدار بالألفاظ، والعصبية والشخصنة قتالاً عن مغانهم، وزيادة لوسائل خداعهم للشارع، وأوهموا حتى العالم بسلبية كل ما في العراق؛ متناسين الإنتصارات والعمل الطوعي والتكالف، وتفاني مقاتلين من أجل أنقاذ أطفال ونساء وشيوخ.
صورة بهية من حق العراق الإفتخار بها أمام العالم، وإنسانية لا مثيل لها عند الحديث عن قصص لا يشابهها أحد في التاريخ الإنساني.
أضع كثير من علامات الإستفهام والتعجب، وأشكك ببعض الساسة ووسائل الإعلام التي تصر على جعلهم مصدر معلومة ورأي محرض وداعٍ للفرقة، ولا يمكن تفريقهم عن داعش، التي تريد محو تاريخ العراق بأفعالها السوداء، ولا يمكن إستثناء أيّ سياسي بهذه الشاكلة، مهما كان إنتماءه، وأعتبره منتمٍ لداعش وبيده سلاح أشد خطورة، وأضع شواهد تلك النائبة التي تتحدث عن رئيس وزراء دولتها بإستهزاء، وذلك النائب الذي يتهم الجميع بالفساد وهو ركن منهم، وهؤولاء كأنهم عواهر سياسة وقفوا على أبواب الوطن، وأعطوا أنطباع سيء مخالف للواقع، فمن حق الكاتبة الكويتية أن تتوقع الخراب في العراق، ودولتها لا تبعد سوى كيلومترات عن حدود العراق؛ فما بالك بدول لا تعرف كل شيء عن العراق، وما طبيعة شعبه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم تحذيرات الحكومة من تلوث مياهها... شواطئ مغربية تعج بالمص


.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تسعى لتأكيد تفوقها أمام بلجيكا في ثمن




.. بوليتيكو: ماكرون قد يدفع ثمن رهاناته على الانتخابات التشريعي


.. ردود الفعل على قرار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الدكتور محمد




.. موقع ناشونال إنترست: السيناريوهات المطروحة بين حزب الله وإسر