الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخطأ التكتيكي في مسألة الاستفتاء و الاستقلال.. القيادة الكوردية ترتكب خطأ فضيعا.

هشام عقراوي

2017 / 4 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


بداية لا بد أن أتطرق الى رأيي الشخصي في مسألة الاستفتاء و استقلال كوردستان كي لا يتم تأويل هذه المقالة الحساسة جدا بشكل غير صحيح. و رأيي هو كما يلي:
كان على القيادة الكوردية و الكوردستانية أن تبدأ كفاحها منذ بداية التسعينات تحت شعار الاستقلال و أن تعمل على أستقلال كوردستان بجغرافيتها الكاملة و ليس فقط في جزء من أجزاء كوردستان و كان على القيادات الكوردية عدم الاعتراف بالحدود المصطنعة من خلال التواجد على كامل التراب الكوردستاني و بهذا فأن الاستقلال يجب أن يكون الهدف و الطريق و ليس الحكم الذاتي أو الفدرالية. أما الطريق الى الاستقلال فيمكننا الحديث عنه في مناسبة أخرى.
أما الاستفتاء فأنه لاشئ أذا كان من أجل الاستطلاع و معرفة رأي الشعب الكوردستاني فرأيي الشعب معروف منذ الازل و هو ليس وليد اليوم و لا علاقة له برأي هذا القائد أو ذاك، بل الاستقلال هي فطرة تولد مع الانسان الكوردي و الكوردستاني. أما أذا كان الاستفتاء من أجل الحصول على أثبات قانوني لاعلان الاستقلال بعدها مباشرة فأنها خطوة مباركة.
ما أو الحديث عنه في هذه المقالة هو موضوع الاستفتاء في جنوب كوردستان و رفع العلم الكوردستاني في كركوك و الخطئ الذي أوقعت القيادة الكوردية نفسها فيه بسبب قلة أدراكها السياسي و التكتيكي من ناحية و من ناحية أخرى لاتخاذهم هذة القضية المصيرية كمزايدات حزبية و شخصية لا يعنونها بقدر ما يتاجرون بها.
ما طرحتة القيادة الكوردية حول الاستفتاء خطأ كبير و طريقة عرضهم للمشكلة أكثر خطأ من الاستفتاء نفسة و هناك مخاوف كثيرة من فشل القيادة الكوردية فشلا ذريعا و للاسباب التالية:
1. القيادة الكوردية بدأت برفع العلم الكوردستاني في كركوك و هذا أمر طبيعي و لكنها قامت بالتزامن مع هذة المشكلة و قبل حلها بالحديث عن الاستفتاء و في عموم كوردستان و ليس فقط في كركوك و هذا خطأ كبير.
2. الخطأ في هذا يكمن في أن الدول المحتلة لكوردستان و حتى العراق أدركوا أن رفع العلم الكوردستاني في كركوك له علاقة بمسألة أعلان أستقلال جنوب كوردستان و من ضمنها كركوك التي يريدها العرب و التركمان أيضا.
3. و بهذا تحولت المشلكة الى مشكلتين. أولها ربط كركوك بأقليم كوردستان الامر الذي ترفضة العرب و التركمان و المشكلة الثانية هي فصل كركوك و عموم جنوب كوردستان من العراق.
أن توافق الدول المحتلة من تركيا و الى أيران و العراق و حتى سوريا على ربط الاراضي التي حارب من أجلها الثورة الكوردية و الحكومات العراقية لاكثر من مئة عام بشكل سلمي و برحابة صدر هي طفولة سياسية و عدم رؤية لحجم الخلاف و المشكلة التي نحن بصددها. القيادة الكوردية بحثت عن المستحيل قبل حتى أن تمهد لهذة الخطوة.
نتيجة لهذة السياسة للقيادات الكوردية في اقليم كوردستان قد يخسر الكورد كركوك و الاستفتاء و الاستقلال معا.
ماذا كان على القيادة الكوردية عملة:
1. الفصل بين قضية كركوك و قضية أستقلال أقليم كوردستان . بمعني أما تقديم قضية كركوك و الحاقها بالاقليم أولا و أجراء أستفتاء في كركوك و تطبيق المادة 140 أولا و بعدها بفترة زمنية لا تقل عن السنتين طرح مسألة استقلال جنوب كوردستان. و هذا ما يؤيدة الكاتب.
2. تقديم مسألة أستقلال اقليم كوردستان و أعطاء كركوك وضعية خاصة في دولة جنوب كوردستان لحين حصول دولة جنوب كوردستان على الاعتراف الدولي و الاستقرار و بعدها بحث مسألة كركوك مع العراق و أجراء استفتاء فيها بالانضمام الى دولة جنوب كوردستان.
الذي فعلته القيادة الكوردية هي أنها ربطت كركوك و الاستفتاء و الاستقلال مع بعضها في سلة واحدة بعكس طريقة خذ و طالب. هذة الطريقة من الصعب جدا أن توافق عليها جميع الدول التي تحتل كوردستان لا بل أصيبت الاعداء و الاصدقاء بالصدمة و التردد. بينما أذا ما كانت القيادة الكوردية قد فصلت الحالتين من بعضهما و تحضرت جيدا لكانت قد أستطاعت تحقيق هذة الاهداف كلها دون مخاطر و صعوبات دموية.
طرح القيادة الكوردية و نقصد هنا طبعا قيادات الحزب الديمقراطي و الاتحاد الوطني لمسألة الاستقلال و الاستفتاء بهذا الشكل هو الذي أدى الى أيقاظ الدب النائم و تقسيم حتى الاحزاب الكوردية الى جزاين و تعريض كامل العملية الى الخطر.
لذا على القيادة الكوردية أنهاء مسألة كركوك و الاراضي المستقطعة و ضمها الى كوردستان بشكل سلمي و بالتنسيق بين جميع القوى الكوردستانية و حتى العراقية أولا و بعدها التحضير للخطوة اللاحقة و هي أستقلال جنوب كوردستان.
أما أذا كان هدف القيادة الكوردية من هذة الخطوة أي من طرح الاستفتاء و الاستقلال الحصول على أمتيازات مادية أو مناصب أو استغلالها للدعاية الانتخابية و أحتكار السلطة فهي جريمة لا تُغتفر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ