الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(( ألواجد والموجود في نص الشاعرة العراقية صفا الهلالي ))

رائد مهدي
(Raed Mahdi)

2017 / 4 / 8
الادب والفن


أشعر بأن " رينيـه ديكـارت " لم يكن فيلسوفـاً فقط
حينما قال جملتـه الشهيـرة :

" أنــا أفكر أذن أنـا موجود "

يبدو أنه كان عاشقـاً أيضاً
لأنني أشبهـه كثيراً

أنــا أفكر { فيـك } .. أذن أنــا موجودة

لطالما كانت هوية الوجود للأشياء ملازمة لمعنى ظهورها فكان الغياب والفقد هو إنعدام للوجود نتيجة عدم وجود مظهر يقع عليه الفهم او تلامس حضوره الحواس .
وأنا أطالع هذا النص المكثف والمختصر للشاعرة الأديبة صبا الهلالي فتح الى ذهني نافذة للتقصي عن فكرة الوجود ومعناها أولا ، وعن وجود الشاعرة في هذا النص واعني به ظهورها وتجليها لذاتها عبر حيز الحب الذي ترى نفسها انها كانت بدونه عدم .
بداية نقدم لفكرة الوجود بأنه مثلث او يقوم على ثلاثة قوائم الأولى هي الموجد بكسر (الجيم) والثاني هو الموجود فيه (حيز الإيجاد) والثالث هو الموجد (بفتح الجيم ).
وبناء على تلك الخارطة الوجودية نلاحظ وبيسر تام أن الموجد (بكسر الجيم) في النص هو نية الشاعرة بالإيجاد اي الفكرة النية .
ويتبين لنا ايضا أن الموجود فيه (حيز الإيجاد) عند الشاعرة كان هو الفكرة الباعثة لإحساس الشاعرة الذي اطلقته ليتمدد ويتسع لأستقبال وجود آخر يعلن عن نفسه من خلاله بظهور فكرة معلنة عن شخص ما يلازم ظهوره ذلك الأحساس المتدفق سيله والذي تتحرك بنا تيارات أمواجه ويمكننا ان نطلق عليه مسمى الفكرة الباعثة على الإحساس او الفكرة المهيئة لتدفقه وانتشاره .
وأما الموجد (بفتح الجيم ) فهو الإنسان المختزل بفكرة على شاكلة النص المختزل ولأنه لايتاح اليها اعلان ذلك الأنسان إلا عن طريق الفكرة المشفرة والتي تنفتح نوافذها وبكل يسر في الوجدان المعد اليها ، ويمكننا توصيفها ببذرة الوجود التي تستحيل لشجرة ولثمرة فيما بعد ويمكننا تسميتها بالفكرة البذرة .
وبينما البذرة مكانها الطبيعي هو تحت السطح لكنها ما ان تنطلق في مناخ يتوافق معها وعوامل وشروط تساعد على إنمائها فسرعان ماتعلن عن وجودها في حيز آخر يطفو على السطح ويتخطاه ليعلن عن حضوره ووجوده .
لكننا هنا أمام حالة من الوجود اعربت عنها الشاعرة بإعلانها عن وجودها من خلال ماهو موجد (بفتح الجيم) فيها ومن البديهيات ان هناك اسبقيات للوجود وبهذه الحالة تواجهنا إشكالية السبق بالوجود فهل كان وجود الشاعرة أولا ام ان فكرتها الموجدة (بفتح الجيم) فيها سبقت وجودها ووجدت نفسها ظهورا تابعا لذلك الوجود ؟!
من ناحية ترتيبية الأمر لايصح الا وفق مايمكننا افتراضه أن الوجود الحقيقي هو قطعا وجود الذات المفكرة الشاعرة .
ومع تقصدها لنية الإيجاد تكون قد هيئت الحيز (الإحساس) المنفتح والذي يساعدها على البذر وتكون بذلك قد ألقت الى أحساسها بالبذرة الفكرة ومع إعلان الفكرة عن نفسها في ذات الشاعرة تجد أنها موجودة من خلال الفكرة المعلنة والتي تتجلى لها والتي هي في حقيقة الأمر لاتعدو إلا أن تكون فكرتها هي وقصدها .
لذا ترى الشاعرة نفسها عبارة عن فكرة تغيب معها فتفنى وتظهر معها فتوجد وتبعث من جديد .
لكن حقيقة الموضوع وزمام الأمر كله تحت إرادة الشاعرة وقصدها وأختيارها .
وتكون بذلك شاعرة النص هي محور الفكرة النية وهي محور فكرة الحيز وهي محور فكرة البذرة
وماتلك كلها سوى فكرة واحدة شيدت قصديا على ثلاثة محاور لايمكن ان تكون لها هوية ولا تقوم لها صورة واعية دون هذه الثلاثية .
وبتبسيط آخر هي فكرة نحو القصد تلقى الى الذات المفكرة الشاعرة لتثمر فكرة تفصح عن وجود جديد وهذا الوجود الجديد ماهو الا امتداد لوجود سابق يرى نفسه يجاري الجديد ليكون فيه فيشعر أنه وجد ثانية واعلن عن هوية وجوده من خلاله .
لذا يرى نفسه ويشعر بها الآن تبعا لذلك الوجود الثمرة فيتذوق حضوره في ذلك الأحساس ويشعر بحلاوة الأحساس وتهزه نشوة الوجود بالحب .

نقد : رائد مهدي / العراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب