الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يومٌ عادي

عبد الرحمن جاسم

2006 / 1 / 23
الادب والفن


كان مروان(*) يتحدث من خلال كوة؛
وسحر تعبث بمشاعري عبر "مسد كول"
وآمي لي(**) تزغرد في غرفة أخي؛
ياه، يا له من عالمٍ صغير؛
وأحكي مع صديق من بلاد الواق-واق
عبر جهاز صغير؛ يدعى "خليوي".

أسامر نفسي بأن الصور تماسي مع الأشياء
أقابلها يومياً، فأطالع جيفارا على وجهي
وأمارس تكاملاً عادياً مع "جيشا" فوق تلفازي
في صورة كتاب!
وشيءٌ يخزني، توقف! لديك رسالةٌ على "الماسنجر"
ياه، كم صرت مملوكاً للآخرين!
وأنتِ لا تعرفين كم أنا قريبٌ بعيدٌ عنك؛ سحر!

أتنفس كعظاءة تتمطى تحت شمس ظهيرة؛
وشتاءٌ خفيف يرمق المحيط بنظرة خاطفة، يقول كلاماً كثيراً
يتحدث؟ فهل راقبتم ذات مرة حديث شتاء؟
كل ما فيه يتحدث، الريح تعبيرٌ بين القطرات، البشر يُنسجون
الأحاديث تولد وتموت؛ لكن أبداً لا يموت المطر!
أجامل الوقت وأحدثه عن كوني مثابرٌ وصبور؛ ويعتريني
نبل مشاعر؛ وأحاول التقليل من شأن القادم!

يا لهذه المدينة كم تغتال ملامحي، تشرب رحيقي كنحلة صاخبة
لقد بدأ العرس، هي لا تريد مني أكثر من روحي
فلأبع روحي لهذا الشيطان المتقمص مدينة!
كيف تشبه مدينتك الحلم أشكال كل أشباحك؛ كل ورود صباحك؟
ماذا تريدين أكثر يا مدينتي المرهقة إلى حد الصقيع،
يا من تشربين أمثالي كقهوة صباحك،
-فأمثالي ينتحرون كل يوم على جانبي بحركِ البعيد؛
وصخورك الشاهقة-
يا أمي المدينة-يا مدينتي الأم؛ سرعان ما يعتريني الخوف منكِ
-والخوف عليك منكِ- وأعرف أنني لا أحب إلاك،
يا مدينة كل الفصول!

أتوقف قليلاً لأصغي لكل الصخب حولي، على شرفةٍ تختصر
الزمان؛ وتُعرِّفُ كل البشر لكل البشر؛
ما عاد عندي شيء لأدفعه؛ فما دفعته يكفي لغاية الآن؛
وكلها أيام تمضي!
وداعاً

(*) المقصود بمروان هو القائد الفلسطيني الأسير مروان البرغوثي.

(**) آمي لي هي مغنية فرقة Everscences الأميركية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب