الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهاب والاستبداد شركاء في الجرائم ضد الأقباط

الاشتراكيون الثوريون

2017 / 4 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان



مرة أخرى عيد دموي لأقباط مصر. مرة أخرى تفجير كنائس وقتل العشرات من المصليين في عيدهم. مرة أخرى أشلاء الأقباط ودمائهم تمتزج مع حطام أيقوناتهم وبقايا كنائسهم. مرة أخرى يفشل نظام السيسي بحكمه العسكري ودولته البوليسية في حماية حياة وكنائس الأقباط.

جاء السيسي إلى الحكم واعدًا أقباط مصر أن زمن الخوف والترهيب والعنف الطائفي قد انتهى وأن نظامه سيحميهم من مخاطر الإرهاب الأسود. ها نحن ندخل العام الرابع للانقلاب والثالث لرئاسة السيسي وخلال أقل من أربعة أشهر نشهد تفجير كنيسة البطرسية في قلب الكاتدرائية وقتل وتهجير المسيحين في العريش والآن هاتين المذبحتين الأخيرتين في طنطا والإسكندرية.

عندما تمكن إرهابي من دخول كنيسة البطرسية وتفجيرها، صرخ شباب الأقباط أن هناك تقصيرًا أمنيًا فادحًا وطالبوا بإقالة وزير الداخلية. ولكن السيسي خرج ليمنع الحديث عن التقصير الأمني وأبقى بالطبع على وزير داخليته. والآن يتمكن إرهابيون من تفجير كنيسة بعد أسبوع من اكتشاف قنبلة بجوار نفس الكنيسة! هنا يتحول الفشل الأمني وغياب المحاسبة إلى تواطؤ ومشاركة في الجريمة. بل تحول الأمر إلى مأساة أكبر وفضيحة أشد مع تفجير كنيسة مارمرقس بالإسكندرية في نفس اليوم.

علينا أن نتذكر أن الأسابيع الأخيرة قبل ثورة يناير ٢٠١١ شهدت مظاهرات كبرى لشباب الأقباط ضد حرق وتفجير كنائسهم وضد تواطؤ الداخلية. أحد علامات الفشل السياسي لنظام مبارك كان تلك المعادلة الطائفية المقيتة القائمة على دور الكنيسة في دعم النظام واستيعاب الغضب القبطي من جانب وترك مساحة للتحريض الطائفي الأزهري والسلفي من الجانب الآخر. دولة مبارك كانت دولة طائفية بامتياز، ودولة السيسي قائمة على نفس المعادلة الطائفية.

جاءت ثورة يناير ٢٠١١ لتحطم تلك المعادلة ولنرى لأول مرة في التاريخ المصري الحديث، وحدة بين جماهير المسيحيين والمسلمين ليست قائمة على شعارات وطنية فارغة مثل الدين لله والوطن للجميع، وليست قائمة على تحالف شكلي لممثلي الملل من كنائس وأزهر برعاية الأجهزة الأمنية، بل على نضال ثوري مشترك من أجل الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية.

ولكن تلك اللحظة الثورية الفريدة لم تدم. خان الإخوان الثورة بتحالفهم مع المجلس العسكري، واستثمر العسكر الطائفية بل وأشعلوا نيرانها بمذبحة ماسبيرو. أما المعارضة المدنية فتحالفوا هم أيضاً مع نفس العسكر لإزاحة الإخوان ومهدوا بالتالي لانقلاب السيسي في ٢٠١٣.

أعاد السيسي كل أركان الدولة الطائفية المصرية بنفس معادلاتها الأمنية التي انتهى إليها نظام مبارك. وها هم الأقباط يدفعون الثمن مرة أخرى بدمائهم. التقصير والتواطؤ الأمنيين مجرد جزء من الصورة وعلينا بالتأكيد مشاركة شباب الأقباط ليس فقط في مطالبتهم بإقالة وزير الداخلية بل المطالبة بمحاكمته بتهمة التقصير الإجرامي.

ولكن الفشل الأمني جزء من الفشل السياسي لنظام السيسي ككل. الحكم العسكري وأجهزته الأمنية لم يفشل فقط في حماية أرواح الأقباط وكنائسهم بل أن مجمل سياسات هذا النظام لا يمكن أن تؤدي إلا لمزيد من العنف والدماء والإرهاب والطائفية. نظام قائم على الاستبداد والديكتاتورية وغلق المجال السياسي. نظام يتبنى سياسات اقتصادية تفقر الغالبية لمصلحة نفس كبار رجال الأعمال الذين احتكروا ثروات البلاد خلال عصر مبارك في شراكة مع جنرالات الجيش. نظام قائم على سياسات طائفية توظف المؤسسات الدينية من كنيسة وأزهر لدعم الديكتاتورية. نظام لم يقم في السنوات الأربع منذ الانقلاب بأي خطوة في اتجاه تفكيك منظومة التمييز والاضطهاد التي يعاني منها جماهير الأقباط، بل يعزز ويقوي من هذا التمييز والاضطهاد، مستثمرًا الورقة الطائفية كأحد وسائله، إلى جانب القمع والاستبداد، للبقاء في الحكم.

مرة أخرى سيقف السيسي ومعه شيخ الأزهر ليعزيا البابا تواضروس في ضحايا الانفجار. ومرة أخرى سيحدثوننا عن الوحدة الوطنية والمؤامرة على مصر وأهل الشر وكل ذلك الهراء.

لقد حان الوقت لبناء بديل معارض يرفض كل أشكال الطائفية سواء تلك المتمثلة في نظام السيسي أو في جماعات الإسلام السياسي. بديل معارض لا يكتفي بإدانة الإرهاب والإرهابيين، ولا يكتفي بإدانة التقصير أو التواطؤ الأمني. بديل معارض يضع المعركة ضد الطائفية واضطهاد الأقباط في القلب من أولوياته.

المجد للشهداء
لن ننسى القديسين
لن ننسى ماسبيرو
لن ننسى البطرسية
لن ننسى العريش
لن ننسى مذابح أحد الزعف

الاشتراكيون الثوريون
9 أبريل 2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة