الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صرخات و طلقات

شريف مانجستو

2017 / 4 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


ما يدور فى خُلدى من أحزان و أوجاع فكرية ، بسبب غياب هدف قومى حقيقى للشعوب العربية فى الفترة الراهنة . فلقد أصبحت معظم عواصم العرب فى حالة من البؤس والشجن .
– فى سوريا الوضع يندى له الجبين . حيث يوجد نظام بعثى أقرب لأساطير القتل والتنكيل والتعذيب المُستمدة من عصور أوروبا الوسطى ، المليئة بالقسوة والكراهية ، و يوجد أيضاً فى هذا البلد الزاخر بتاريخ عريق ، جماعات من القتلى ، ترفع لواء الإسلام ، وهى تفعل كل شىء مُناقض لهذا الدين السماوى الحنيف . وما القصف الأمريكى لمطار الشعيرات ، إلا تعميق لصراع دموى يعصف بالشام ، لصالح الإمبريالية الأمريكية و لصالح الدُب الروسى الشرس .
– فى اليمن نجد عصابات الحوثى وهى تقتل و تحرق وفقاً لأجندة إثنى عشرية قادمة من إيران ، وذلك لفتح جبهة صراع مع السعودية فى حدودها الجنوبية . ولا أُخفى سراً ، فالسعودية أيضاً تورطت فى هكذا صراع بشكل مرفوض . فالشعب اليمنى يرزح فى حالة سيئة تحت وطأة الهجمات السعودية الجوية ، وذلك لتمكين شخص لا دور له سياسياً ، و هو عبدربه منصور هادى من حُكم اليمن . بينما الحوثى يستند إلى بعض القبائل الموالية لعلى عبدالله صالح ، والذى أطاحت به ثورة اليمن منذ سنوات قليلة . وكأن الماضى حريص على ألا يُغادر مضاجع القوم أبداً !!!.
– فى العراق تجد قلوب القوم تتمزق خوفاً ورُعباً بسبب القتل الدائم والمتواصل بلا انقطاع ـ بين قوى رفضت التعايش و عاشت على الرفض . فالموصل أصبحت أشبه بمدن فرنسا التى حطمها النازى فى الأربعينيات .
حيث رائحة الدماء تُحاصر الجميع ، و جماعات دراكولا المُسماة ” تنظيم الدولة ” حرقت ونهبت ثروات الموصل و غيرها من المُدن العراقية ، وذلك بعد سلسلة من التطورات الفكرية والتنظيمية حدثت لهذا التنظيم ، صعوداً من حيث مواجهة الاحتلال الاستعمارى الأمريكى ، و نزلاً لمطاردة الفتيات المُنتميات للطائفية اليزيدية ـ و استغلالهن جنسياً بشكل شهوانى لا يعرف للإنسانية طريق . و إن تحدثنا عن العراق فعلينا أن نبكى على وطن أُهدرت كرامته بفعل فاعل . فالعراق عاش الاستبداد و عاصر أسوء الأنظمة الديكتاتورية . وعاصر الاحتلال و من قبله عاصر الانقلابات و الحصار . و عاشت الطائفية بكل أشكالها القبيحة فى بلاد النهرين .
و الآن نرى ونسمع يومياً عن مئات القتلى فى تبادل إطلاق رصاص وقصف و قصف مُضاد بين الحشد الشعبى ( المتورط فعلياً فى عمليات إبادة ) و بين العصابات التكفيرية ، ودائماً يدفع أثمان كل هذه الخطايا الشعب العراقى المسكين والبائس . و للأسف هذا البلد أصبح مرتعاً للصراعات الإيرانية - السعودية .
فإيران فعلياً تحتل 4 عواصم عربية بلا منازع ، والسعودية تنشر فكرها الوهابى فى كل الأقطار العربية . وهذا الفكر يصادر الحريات و يُعادى الأقليات و يُمهّد لبقاء الانظمة الشمولية والملكية إلى الأبد .
– فى مصر الوضع صعب ، ولكنه أقل صعوبة من عواصم عربية أخرى . فالصراع السياسى بين السُلطة الحاكمة وجماعة الإخوان المسلمين مازال مُستمر ، والجماهير مازالت بعيدة عن المُشاركة السياسية من بعد فض اعتصام رابعة العدوية و ما تبعه من أعمال عُنف و إرهاب . و الحالة الاقتصادية فى غاية الصعوبة ، والسبب هو حالة التضخم التى تُعانى منها البلاد ـ بالإضافة إلى أن السياسة النقدية التى اتبعتها الحكومة تنفيذاً - تطبيقاً لروشتة صندوق النقد الدولى ، دفعت البلاد دفعاً إلى محرقة الأسعار القاسية و المرعبة .
حيث ازدادت الطبقات الفقيرة فقراً ، و غابت التنافسية الإنتاجية ، وذلك بسبب تدهور التصنيع فى مصر منذ 20 عام تقريباً . و للإنصاف لا أستطيع أن أتجاهل المشروعات التى تقوم بها الدولة من شبكات طرق و شبكات كهرباء ومدن جديدة و غيرها من المشروعات التى خففت نسبياً من وطأة البطالة ، وفتحت آفاق جادة أمام المُستقبل ، بالإضافة إلى الدور المقبول لهيئة الرقابة الإدارية فى محاصرة ومطاردة الفاسدين .
لكن مازالت البلاد تعانى الغياب الحقيقى للسياسة فى التعامل مع الواقع . فالسُلطة ترفض المعارضة و تطارد أى صاحب رأى بشتى الطُرق ـ وهذا صنع احتقان واضح فى الشارع السياسى بدون شك .
بالإضافة إلى حالة الضعف التى تعترى كل القوى السياسية فى مصر ، والتى استسلمت للسُلطة الحاكمة و لم تُقدم أوراق اعتمادها حتى الآن من بعد 30 يونيو . وهذا الاستسلام والتوارى داخل مقرات الاحزاب ، أراه سبب رئيس فى ضياع أهداف الثورة المصرية فى العدالة الكرامة . لأنه بدون عقول سياسية واعية وناضجة ، لن تنجح أى ثورة ـ ولن تتحقق أى مطالب . ومع استمرار استهداف الأقباط فى مصر ، من قِبل الجماعات الظلامية التكفيرية ، و استهداف رجال الشُرطة والجيش ، ستموت السياسة ، ولن نجد أى أمل فى التغيير و التنوير والتثوير . لأنه فى حال موت السياسة .. لا أمل مُنتظر حتماً .
فالواقع الآسن يُحيط بعالمنا العربى . فالصومال تتألم من سيطرة جماعات أقرب لقراصنة البحار الهمج على المشهد السياسى هناك .

وفى لبنان هناك تشرذم حقيقى ، نتيجة تداخل الجغرافية السياسية مع الوضع فى سوريا .

وفى ليبيا الاحتراب الأهلى مازال على أشده ، ولا أمل فى حل سلمى قريب حتى الآن .

علينا أن نتفهم واقعنا بحرص . وعلينا أن نعلم أننا فى حاجة إلى التنوير وفلسفته . لكى نواجه صعوبات الواقع ، وننبذ التطرف والعُنف والقمع والإفساد . و أن نجعل فكرة التعايش هى الحاكمة والقائدة فى كل وقت . لكيلا يتحول مستقبلنا إلى قطعة من جهنم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا