الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار حول القضية الكردية في سوريا تجاوبا مع هموم غسان المفلح

جوان يوسف

2006 / 1 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


مجموعة من الأسئلة طرحها الاستاذ غسان المفلح تهم مكونات المجتمع السوري بكل أطيافه لكون القضية أساسا قضية وطنية ومحك لقوى المعارضة السورية العربية منها والكردية واخص بها التي تطرح نفسها كمشروع ديمقراطي على ساحة الفعل السياسي وهذه الاسئلة بقدر ماهي مثارللجدل استفزاز للعقل هو بحد ذاته يشكل انطلاقة نحو تكامل رؤيا لايجاد مخرج لحل ازمة المعارضة السورية أولا وثانيا حل أزمات المجتمع السوري بمكوناته المختلفة ومستوياته المختلفة ..وقبل أن أدب بالحوار قليلا أود أن أشير الى بعض الملاحظات المنهجية كي يستقيم الحوار أولا وثانيا لنقلل من امكانية سوء الفهم الناتج عن الفهم المختلف لبعض المفاهيم المتداولة والتي نعتبرها غالبا مسلمات وهي اشكاليات .منها المعارضة السياسية التي تعني باعتقادي نوعين نوع يعارض النظام السياسي من داخل بنية النظام القائم وداخل الحقول التي يحددها النظام نفسه وتحت سقف النظام نفسه هذا النوع من المعارضة لايمتلك برنامج واضح ولا ادوات تغيير تؤهله لقيادة المجتمع بل يعمل في اطار برنامج وادوات السلطة القائمة لكونه يراهن على تغيير او اصلاح تقوم به السلطة وهي أي هذه القوى باتت مقتنعه أن التغيير قادم ولكنها غير مستعدة لأن تساهم في عملية التغيير لكونها لاتمتلك أساسا برنامج للتغيير ولاادوات تؤهلها لقيادة المرحله لكنها تؤطر نفسها متئملة قطف الثمار على أرضية خلط الاوراق في الساحة بين السلطة والمعارضة لتجد لنفسها موقع في التغيير المحتمل . تجسد وتكثف هذا الانموذج في مشروع أعلان دمشق الذي خلط بين مفهوم الدولة المدنية والدولة السياسية وترك علاقة الدين بالدولة ملتبسا وترك الباب مواربا بينه وبين السلطة من جهة وبينه وبين المعارضة من جهة أخرى ولم يتجاوز مفهوم النظام للقضية الوطنية ويأتي في هذا الاطار أغلب الاحزاب الكردبة إذا إستثنيت منه تيار المستقبل الكردي وحزب يكيتي الى حدما . اما النوع الثاني وهو بيت القصيد والذي اعنيه يجد أن السلطة
القائمة فقدت مشروعيتها الثورية إن كانت والمدنية إن وجدت ويحتاج الى تغيير وتحول جذري في بنية النظام الامني والسياسي
والاقتصادي القائم. يأخذ شكل التدرج ويقوم على فعل الهدم لثقافة الاقصاء والوصاية . والتأسيس والبناء لثقافةاالتشارك والتوافق ينهي احتكار السلطة والدولة ويؤسس لتعددية اقتصادية واجتماعية و سياسية متوافقة مع مصلحة مكونات المجتمع السوري الطبقية
منها والاثنية ( وقد تسألني عن هذا النموذج ,فاقول لم يتبلور شكله التنظيمي لكن هناك إرهاصات ). وكل نموذج له استحقاق وطني ونضالي مختلف عن الاخر .
_ -في مفهوم الوطنية والهوية الوطنية ساد هذا المفهوم لسنوات طويلة ومازال في ثقافة السلطة و " المعارضة " على حد سواء وترسخ في اللاشعور السياسي والشعبي على أن الوطنية هوتحصين الجغرافية الوطنية ضد التهديدات الخارجية الحقيقية منها أ والوهمية التي ابتدعتها السلطة للحفاظ على وجودها واعادة انتاج الاستبداد والقمع تحت يافطة الدفاع عن الوطن دون أن تاخذ بعين الاعتبار حاجات المجتمع المتنامية فاندمجت السلطة بالدولة واصبح الوطن هو النظام و الالتفاف حوله والعمل من اجل الحفاظ عليه هو مقياس الوطنية , وفصل الداخل عن الخارج والغيت مفردة المواطن الاساس في بناء الوطن من القاموس السياسي السوري على مدى اكثر من ثلاثين عاما . بينما في مفهومي
الوطنية هي تعزبز قيمة الفرد( المواطن ) بوصفه الاساس في بناء المجتمع وصياغة حاجاته في مؤسسات تساهم وتشارك في تقرير مصيره كفرد وكمجموع مجتمعي تؤدي الى تكوين الشخصية الوطنية المتمثلة في الدولة الوطنية وفي اطار الهدم والبناء أي التفكيك والتركيب تبرز وتتكون الهوية الوطنية بوصفها تعبير مباشر وحامل للتنوع الثقافي والديني ( الروحي ) والاثني لمجموع مكونات الوطن . و هذا يفضي بنا الى أستنتاج أن الفضاء الوطني أرحب من الفضاء القومي بل أن الهوية الوطنية تستوعب الهويات القومية والاثنية ومن هنا عندما يأتي الحديث عن سوريا كوطن يعني كافة مكوناته من عرب و كرد واشور وكلدان و......الخ .وفي هذا السياق يأتي مفهوم او تعبير كردستان الغربية أو حتى تعبير كردستان سوريا في بعض ادبيات الاحزاب الكردية كحاضن رحب لمجمل ا لتنوع الثقافي والاثني. وتحت خيمة الوطن السوري الحاضنة الاكبر لهذا التنوع . وسآتي لاحقا الى هذا الموضوع اسهابا.
- القومية والهوية القومية : هي المجموعة البشرية المتمايزة بثقافتها ولغتها وسيكولوجيتها عن المجموعات البشرية الاخرى وقد تكون مؤطرة جغرافيا وهذا نادر في العالم المعاصر لانه لاتوجد دولة قومية بمعنى مجموعة قومية واحدة ولوحدها مؤطرة جغرافيا ( وهذا يعود الى مجمل مامرت به البشرية ابتدأ من الهجرات الاولى وانتهاءا بالاتفاقات والصفقات الدولية ). فإماأن تكون سائدة أو مسودة أومتشاركة وهنا يأتي مفهوم الاقلية والاكثرية القومية تنظمها ضوابط التاريخ و الانتماء للارض والجغرافية . أما الهوية القومية فهي صياغة هذا التمايزلوجودها القومي كشكل اقراري وبرنامجي لتقرير مصيرها بارادتها وفق مبدا الاختلاف والتمايزوالتشارك في بناء الدولة الوطنية بمعنى عندما يكتب في الهوية الشخصبة عربي سوري _ او كردي سوري _ فإنه يعني الاختلاف في الانتماء القومي والتشارك في الانتماء الوطني _والحقوق والواجبات متساوية ضمن مفهوم التمابز والتشارك ._
_ بعد أن حاولت أن أوضح بعض المفاهيم التي اتبناها والتي ساعتمدها في الحوار سأحاول التقدم في النقاش مع الاستاذ غسان المفلح .
يذكر الاستاذ أن الحركة الكردبة تتحدث عن كردستان الغربية وليس باسم جميع المواطنين الميقيمين عليها ..... وهذا يؤدي بنفس المنطق الذي يراه التيار العروبي أن الاشور والسريان والعرب المقيمين وافدين عليهاوليسوا اصلا من سكان المنطقة .(انتهى المقتطف ) .
كردستان اسم معرفة تدل على بقعة جغرافية تحتوي بداخلها نسيج أثني تاريخي متنوع يشكل الكرد الاكثرية فيها وتنتمي إليها وقد دأبت الحركة الكردبة دائما الى التذكير بحقوق الاقليات القومية والاثنية الموجودة في كردستان ضمن مفهوم الاقلية والاكثرية الذي عرضته سابقا وهذا يأتي مخالفا لمنطق العروبيين اللذين يعتبرون ان كل من يعش على الارض العربية فهو عربي فيلغون بذلك وجود كافة االاثنيات والاقليات القومية المتواجدة سواء كانت تاريخية في تواجدها كالاشور والكلدان أوحشرت كالمماليك أوالحقت كالكرد بالجغرافية التي يشكل العرب الاغلبية فيها واسم كردستان اسم تاريخي أطلقه الاخرون على هذه البقعة الجغرافية التي يشكل الكرد فيها الاغلبية في حين أن العروبين العرب هم اللذين ربطو اسم العروبة بمناطق سكناهم قسرا ليلغوا الاخر من الوجود فالدلالة الى سوريا كونها عربية دلالة حديثة لم يمضي عليه اسوى سته وخمسون عاما . فاين وجه التشابه بين القوميين العرب والقوميين الكرد فيما يخص هذه القضية . أما كردستان الغربية تعبير معرفي جغرافي للدلالة على الجزء الملحق بسوريا بموجب اتفاقيات دولية ليس للكرد ولاللعرب ولاللاثنيات الاخرى أرادة فيها . أما استنتاج الاستاذ غسان القائل بأن الكرد يمكن أن ينفصلوا عن سوريا وينضموا مستقبلا إلى العراق فاعتقد انه يقصد كردستان العراق فاقول ان الحياة أغنى من الاعتقاد والاستنتاج وأن آدم لو لم ترغبه حواء في أكل التفاحة لما خرج من الجنة .
- لاادري ان كان اللبس في قرائتي للاستاذ غسان أم في قراءة الاستاذ لاعلان دمشق لكون أعلان دمشق لم يلامس مطالب الشعب الكردي في سوريا ( ولا حتى طموح باقي مكونات الشعب السوري ) بما ينسجم مع وجوده كقومية ثانية في سوريا وكقضية شعب يعيش على أرضه التاريخية ويشكل جزءا هاما من المكون السوري يحتاج الى ابراز هويته القومية و يسعى الى بناء الدولة الوطنية المؤسس على مفهوم التشارك في المصيروالتمايزفي التعدد الاثني والقومي وليس على مفهوم الموا طنة المعلبة بلون واحد . ومن هنا أجد أن السيد رياض الترك كان منسجما مع روح أعلان دمشق في نفيه لوجود الشعب الكردي كحالة أصيلة على أرضه له استحقاقات مختلفة عن ماطرحه واكتفى بحقهم التشارك بالمواطنه وبعض الحقوق الثقافية وبذلك عاد الى خيمة النظام وسقفه فيما يتعلق بمفهوم الوطن والوطنية واختزل الكورد الى مجموعة بشرية مهاجرة لاتمتلك جذرا تاريخي في المنطقة ولا مقومات شخصيتها القومية . وهذه احدى اهم اشكاليات أعلان دمشق . وأن وَقع بعض أطراف الحركة الكردية عليها لايعطيها مشروعية نضالية ولامشروعية وطنية لان المشروع ولد اعرجا . ( فيه إقصاء لاحد أهم مكونات الشعب السوري )
- اعتقد فيما لو توفر وعي بالديمقراطية كنظام سياسي ومدني ورؤية واضحة لمفهوم الوطنية والوجود القومي والهوية القومية والدولة الوطنية في اطار مفهوم التمايز والتشارك الذي عرضته سابقا .أعتقد أن الدمقراطية كنظام اقتصادي اجتماعي سياسي ستكون مدخلا لحل القضية الكردية في سوريا وحل كافة المشاكل المتعلقة بقضايا الوجود الاثني والقومي المختلفة في سوريا المعاصرة سوريا لكل السوريين وليس سوريا العربية أو سوريا الكردية . وانطلاقا من هذا الفهم يمكن الإجابة على سؤال هل يمكن أن يحكم الحزب القومي العربي الأكراد أو الحزب القومي الكردي الاشور يين .قبل أن أجيب لابد من صياغة السؤال على الشكل التالي هل يمكن أن يحكم الحزب القومي أيً كانت قوميته سوريا أقول نعم لكن ضمن مفهوم الحالة الوطنية لأنني لست ضد ابراز الهوية القومية ضمن الفضاء الوطني الرحب باتحاده وتمايزه وتنوعه مع ترك هامش لكل قومية أو أثنية لإبراز هويتها الخاصة بها لان هذه الهوية ستصبح احد روافد الثقافة الوطنية السورية . .... يتبع جميع الافكار الواردة في المقال قابلة للنقاش .
-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة