الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يكرهوننا؟

سعود قبيلات

2017 / 4 / 11
القضية الفلسطينية







أوّل مَنْ قالها، في العصر الحديث، هو جورج بوش الابن. قالها وهو يستعدّ لتنفيذ «الإرادة الربَّانيَّة» (التي تبلّغها مباشرةً مِنْ الربّ) باحتلال أفغانستان ثمّ العراق.

وهذا ما يقوله نتن ياهو (عطا الله)، باستمرار، وهو يقتل الفلسطينيين يوميّاً، ويصادر أراضيهم، ويدمِّر بيوتهم، ويستولي على أملاكهم، ويضعهم في السجون والمعتقلات بالآلاف ولمددٍ غير محدودة، ويعمل بشكلٍ حثيث ومثابر مِنْ أجل تحقيق «وعد الربّ» بـ«يهوديّة الدولة».

وهذا ما يقوله أيضاً أولئك الذين يحصدون أرواح الناس، يوميّاً، فرادى وجماعات وعلى الهويّة المذهبيّة والطائفيّة والفكريّة، في سورية والعراق وليبيا وتونس والجزائر ولبنان والأردن وفي مختلف أنحاء العالم، وخصوصاً في مصر التي «أهدوها» أمس في عيد الشعانين مجزرةً بشعة أودت بأرواح عددٍ غير قليل مِنْ مواطنيها الأبرياء.

ما يلفتُ النظر هو أنَّ كلّ أولئك الذين يوظّفون الدين لخدمة أغراضهم السياسيّة الأنانيّة يشتركون في ادّعائهم بأنَّهم أصحاب مظلوميّة بينما هم يحصدون أرواح الناس بلا رحمة وبلا عدد. كلّهم له هولوكوسته ولاساميّته، «وتكالب الأمم عليه»، بل وكاشيره (طعام مُعدّ حسب الشريعة اليهوديّة)، ووصاياه العشر، وشريعته الربّانيّة.. الخ.

يقول ماركس، في أطروحته «المسألة اليهوديّة»، إنَّ أساس الدين اليهوديّ «هو الحاجة العمليَّة الأنانيَّة».

ثمّ يضيف قائلاً: «ومن هنا فإنَّ توحيد اليهودي هو تعدُّد الآلهة بتعدُّد الحاجات، هو تعدُّد يجعل من بيت الخلاء نفسه موضوعاً للقانون الإلهي (اليهوديّ)».

ومِنْ ناحية أخرى، كما يقول ماركس أيضاً في المرجع نفسه: «الحاجة العمليَّة، الأنانيَّة، هي مبدأ المجتمع البورجوازي» و«إله الحاجات العمليَّة والمصلحة الذاتيَّة هو المال».

وأيضاً «إنَّ ما هو مجرَّد في الدين اليهودي هو احتقار النظريَّة والفن والتاريخ والإنسان كغاية بحدّ ذاتها»

ألا يذكِّرنا هذا بشيء؟

ويقول ماركس أيضاً: «إنَّ القوميَّة الخرافيَّة لليهودي هي قوميَّة التاجر، إنسان المال بشكل عام. وقانون اليهودي الذي لا أساس له ليس سوى الكاريكاتير الديني للأخلاقيَّة التي لا أساس لها وللقانون بوجه عام وللطقوس الشكليَّة حسب، تلك التي يحيط عالم المنفعة الذاتيَّة نفسه بها».

ثمّ «ولأنَّ الجوهر الحقيقي لليهودي قد تحقَّق بشكل عام في المجتمع البورجوازي، وأصبح دنيويّاً، يستطع المجتمع البورجوازي إقناع اليهودي بوهميَّة جوهره الديني الذي هو ليس سوى المفهوم المثالي للحاجة العمليَّة. وهكذا فإنَّنا لا نعثر على جوهر يهودي اليوم في الأسفار الخمسة الأولى من العهد القديم وفي التلمود حسب، وإنَّما نجده في المجتمع الراهن، ليس كتجريد وإنَّما ككائن على أعلى درجة من العمليَّة، ليس فقط كضيق أفق اليهودي وإنَّما كيهوديَّة المجتمع ضيِّقة الأفق».

ولذلك، فالخلاص لا يمكن أنْ يكون إلا: «حالما ينجح المجتمع في التغلُّب على الجوهر العملي لليهودي، على التاجر وشروطه». عند ذاك، «يصبح وجود اليهودي مستحيلاً، لأنَّ وعيه لا يعود يملك موضوعاً، ولأنَّ القاعدة الذاتيَّة لليهوديَّة، وهي الحاجة العمليَّة قد اتَّخذت طابعاً إنسانيّاً، لأنَّ النـزاع بين الوجود الفردي المحسوس وبين وجود النوع البشري قد ألغي».

ثمّ يلخّص الأمر، بشكلٍ مكثَّف، قائلاً: «إنَّ التحرُّر الاجتماعي لليهودي هو تحرُّر المجتمع من اليهوديَّة». و«إنَّ تحرُّر اليهود هو في معناه الأخير تحرُّر البشريَّة من اليهوديَّة».

باختصار، علينا أنْ لا نبحث عن امتدادات التلمود (وتعاليم «ربّ الجنود» اليهوديّ) والهاغاداة والمشناة، وسواها، بعيداً.. فأشدّها غلوّاً ووحشيّة وتجبّراً وتدميراً، موجود بين ظهرانينا.

وفي الختام،

صحيح يا إخوان: لماذا يكرهوننا؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماركس ليس محامي الفلسطينيين والعرب
عبد الله اغونان ( 2017 / 4 / 11 - 11:11 )

سلفية ماركسية ؟ ونصوص نصوص نصوص

ماركس لم يدافع قط عن العرب والمسلمين

فلايجوز الاستشهادبه

وان مان بيننا ماركسيين

فجلنا من أتباع محمد رسول الله بهداه نهتدي

يكرهوننا لاننا مسلموووووووووووووووووووووووووووووووووون

اسأل صاحب نظرية صراع الحضارات

اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا