الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموت والحب يحلقان في سماء الشعر !

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

2017 / 4 / 11
الادب والفن


الموت والحب يحلقان في سماء الشعر !
قراءة في مجموعة (دروس في التحليق) لناديا حيدر
هادي الحسيني / اوسلو
دروس في التحليق ، هو عنوان المجموعة الشعرية الأولى للشاعرة العراقية ( ناديا حيدر ) المقيمة في اوروبا وقد صدرت عن دار الروسم في بغداد عام 2015 وبطباعة أنيقة .
وعلى مدى سنوات قليلة مضت كنت أتابع كتابات الشاعرة ( ناديا حيدر) في مواقع ثقافية ومواقع الانترنيت والذي أصبح البديل الشرعي للصحف والمجلات بعد ثورة التكنالوجيا الكبيرة التي جعلت من صحف عريقة وكبيرة في العالم ان تغلق ابوابها ! ليلتفت العالم الى الانترنيت الذي يقدم للقاريء كل ما يريده بسرعة البرق !
في دروس ناديا حيدر تحلق بنا في فضاءاتها الشعرية متنقلة ما بين قصيدة النثر والتفعيلة والنص المفتوح واحيانا تأخذنا الى القصيدة العمودية لكنها سرعان ما تخرج من بحور احمد الفراهيدي لتعود الى قصيدة النثر ، لم تكن مجموعة ناديا حيدر ( دروس في التحليق ) مختصة بنوع واحد من انواع الشعر ،وان كانت في الغالب قصائد نثر لكن التنوع واضح في بعض القصائد والتي احيانا تتوحد في موضوعة الموت والفراق والدمار والحب واللوعة وكذلك المنفى الذي يضغط على الشاعرة لتكتب كل هذا الألم في نصوص المجموعة . فالموت والفراق والحب هما ثيمة أغلب القصائد في الكتاب الذي احتوى على ( 73 ) قصيدة معتقة بتلك الثيمة !
ولعل حب الشاعرة لمدينتها بغداد بعد فراق دام لسنوات طويلة قد بدا جلياً في بعض القصائد وبخاصة قصيدة ( قبلة ثالثة ) صفحة 92 حيث تقول :
ساستدير بجسدي المشبع بالجراح ،
حيث انتِ ،
بغداد ،
قبلةٌ .. أتلو الشهادة صوبكِ ؟!
هناك رثاء غير معلن في الكثير من القصائد التي تنزف الموت ! فثمة رثاء الى اشخاص اعزاء جدا على الشاعرة لم تشر الى اسمائهم ورثاء الى مدينتها ( بغداد) ورثاء عام الى الوطن العراق الذي لحق به الخراب والدمار على مدى عقود من الزمن بعد ان حكم بالنار والحديد على مدى اربعة عقود من قبل نظام شمولي قمعي لا يعرف غير لغة الموت سلاحا يزيح به معارضيه ! ليقع في نظام يعيش على سرقات ثروات البلاد وتأجيج الطائفية ما بين ابناء البلد الواحد الذي عاش ابناؤه آلاف من السنين بسلام وأمان ، وها هو العراق يئن من مخلفات أنظمة مارست القمع بشتى اشكاله ، وتلك الصور تظهر واضحة في قصائد ناديا حيدر عبر مجموعتها ( دروس في التحليق ) كما نقرأ في قصيدة عراق الحياة ص 134حيث تقول :
اسمح لي ، وهم يمزقونك إرباً
سأقطع لي
من حيث لا يوجعك
مساحة بحجم حبة قمح في بيادرك
أسميها .. عراق ، أزرعها
وأقتات عليها العمر ، وأشبع ..
ولم تنس شاعرتنا ثيمة الحب التي تنتقل معها في اغلب قصائد المجموعة ، فهي تقوم بتعريف الحب شعريا ، ولعل التعريف الشعري ينتج شعرا زاهيا في حضرة الحب ! ففي قصيدة عنوانها ( تعريف ) ص 18 تتألق برسم خطوط بيانية للحب داخل خارطة الشعر حيث تقول :
الحب ، ليس أنا
وليس أنت ، ليس كلمة
ليس وردة وليس شمعة
ليس مواعيد
ليس آهات وليس خفقات
ليس لوعة
ليس انتظاراً وليس ترقباً
ولا غيرة او لهفة او رغبة
الحب ، ان تطيل في عيني النظر
تعلمني كل هذه الاسماء
من جديد
وكأني لم أعرفها من قبل !
وكأني أعيش الفلق !..

دروس في التحليق للشاعرة ناديا حيدر والتي صدرت في بغداد عن دار الروسم ب 159 صفحة ومن القطع المتوسط تعد واحدة من المجاميع الشعرية التي تعبر عن الموت والحب بلغة شعرية سلسلة تسحب القاريء الى مساحات من الاراضي الشاسعة المليئة بالالم والخوف والموت من جانب وبجانب آخر نجد الحب والأمل .
دروس في التحليق مجموعة تستحق الانتباه لها على مستوى الشعر الذي يكتب اليوم ..

اوسلو
نيسان /2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة