الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثالوث الامبريالي وهستيريا الاعتداءات العسكرية على سوريا

زياد عبد الفتاح الاسدي

2017 / 4 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو أن المنظومة الامبريالية بقيادتها الامريكية والبريطانية والفرنسية وترسانتها الصهيونية بدأت تفقد السيطرة العقلانية على ليس فقط على تصريحاتها المليئة بالاكاذيب والخداع والتضليل وقلب الحقائق , بل أيضاً على سلوكها الهستيري والعدواني , في ظل التراجع المُتواصل لمواقعها في موازين القوى السياسية والعسكرية على الصعيد الشرق أوسطي والعالمي ولاسيما في الميدان السوري ..... وهنا يُمكننا القول أن الكذب والتضليل والوقاحة المفرطة في تصريحات قادة المُثلث الامبريالي الغربي لم تعد تنطلي على هامش لايُستهان به من الرأي العام الاوروبي والامريكي الذي يُعارض بشدة السياسات العدوانية والهمجية لمنظومة الغرب بقيادة الولايات المُتحدة تجاه الدول والشعوب المُستضعفة وتهديد الامن والاستقرار والسلام العالمي , سواء كان ذلك بشكلٍ مُباشر أو بالاعتماد على عملاء الغرب من الانظمة الرجعية والجماعات التكفيرية المُتطرفة والتي يُؤمن لها قادة الغرب ليس فقط الحماية المُبطنة , بل أيضاً استمرار الدعم الشامل والتسليح والتمويل السخي من قبل آل سعود وغيرهم من الحثالة الحاكمة في مشيخات النفط الخليجية ..... فتصريحات قادة الغرب العقلانية والمعتدلة التي يطلقونها بين فينة وأخرى و لاسيما فيما يتعلق بأكاذيب حماية الديمقراطية والتشديد على محاربة الارهاب ,أو عدم السعي لاسقاط النظام السوري تبدو للبعض في العالم العربي مُقنعة ومُشجعة ... ولكنهم في هذا الاطار لا يدركون أن الغرب لن ولا يُمكن أن يُغير من طبيعته الامبريالية المُتمثلة في الهيمنة القسرية والعدوانية والاجرامية لنهب ثروات واقتصاديات شعوب العالم وتحويل منظومة العالم الثالث الى سوق استغلالي ليس فقط للمنتجات الاستهلاكية الغربية , بل أيضاً الى سوق لمختلف أنواع الاسلحة التي تدُر أرباحاً خيالية, والتي يتم استخدامها في الحروب والصراعات التي يُسببها تآمر قادة الغرب وعملائهم لتمزيق النسيج العرقي والقبلي والمذهبي لشعوب العالم الثالث ولاسيما في المشرق العربي والشرق الاوسط ..... وبالتالي فهذه التصريحات التي يُطلقها قادة الغرب بين فترة وأخرى والتي شهدنا نموذجاً منها في تصريحات ترامب ليست سوى جزء من الاستراتيجية الدائمة في الكذب والتضليل والخداع والنفاق التي يتبهعا هؤلاء القادة من خلال أجهزة الاعلام , ولا سيما في الولايات المُتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا .. وهذه الاستراتيجية الموجهة لتضليل الرأي العام العالمي وعلى وجه التحديد الرأي العام الامريكي والاوروبي .. لا تهدف فقط الى التنصل من شبهات دعم الارهاب التكفيري والانظمة التي تُموله , بل أيضاً لاثارة مخاوف شعوب الغرب من خطر ما تُسميه بالارهاب الاسلامي , بما يجبرها على التنازل عن الكثير من حرياتها وحقوقها الديمقراطية وسكوتها على الممارسات العنصرية للاجهزة الامنية في الغرب تجاه الاقليات العربية والافريقية والاسلامية , ويُبرر بالمقابل أمام شعوبها كافة أشكال الهيمنة والتدخل العسكري ولا سيما في العالم العربي والشرق الاوسط .
وهنا فمن الواضح بما لا يقبل أي مجال للشك أن مجموعة الغرب والكيان الصهيوني والنظام الاخواني في تركيا وعملائهم الخليجيين وأدواتهم التكفيرية الهمجية (كمجموعة مُتكاملة) , هم وراء استخدام السلاح الكيميائي في خان شيخون , وهم أيضاً وراء استخدامه في السنوات السابقة في الغوطة والمناطق الاخرى .. وهم أيضاً وراء كل ماتقوم به الجماعات التكفيرية والاخوانية من جرائم ومذابح مروعة بحق المدنيين من مختلف المذاهب والاديان والاقليات القومية بما في ذلك هدم وتفجير المعابد والكنائس والمعالم التاريخية والاثرية في مصر وسوريا والعراق, وما حدث من تفجيرات إجرامية لكنائس الاقباط في طنطا والاسكندرية التي وقعت مؤخراً وذهب ضحيتها العشرات من الابرياء ..... والمثير للاشمئزاز في هذا الاطار أن السفاح والقاتل والمجرم يتباكى ويُدين هذه الاعمال ... وهونفسه من يكيل الاتهام وبكل وقاحة وغباء للنظام السوري في الهجوم الكيماوي على المدنيين والاطفال في خان شيخون .. ويتوعد باسلوب هستيري لا يستطيع تنفيذه (مُتجاهلاً الحضور الروسي والصيني والايراني) ليس فقط بتوجيه المزيد من الضربات العسكرية في سوريا , بل أيضاً بفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على سوريا وروسيا وقيادات سورية وروسية .
ولكن هذه التصرفات الرعناء والهستيرية لقادة الغرب إن دلت على شيئ فإنما تدل على مدي الخوف والشراسة التي يُظهرها قادة الغرب ومن ورائهم الطغمة الطبقية الحاكمة.. من اختلال لموازين القوى على الصعيد الاقليمي والعالمي في غير صالحهم , ومن تراجع متواصل لنفوذهم وتهديد لمصالحهم الاستراتيجية في الهيمنة على المنطقة ونهب ثرواتها واقتصادياتها وإفقارها بلا رحمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دمار شامل.. سندويشة دجاج سوبريم بطريقة الشيف عمر ????


.. ما أبرز مضامين المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة وك




.. استدار ولم يرد على السؤال.. شاهد رد فعل بايدن عندما سُئل عن


.. اختتام مناورات -الأسد الإفريقي- بالمغرب بمشاركة صواريخ -هيما




.. بايدن: الهدنة في غزة ستمهد لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسر