الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زمن انهيارات القيم الوطنية

خالد قنوت

2017 / 4 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


تقترب ذكرى جلاء المستعمر الفرنسي عن ارض سورية, و من يذكر الاستقلال اليوم؟
الاستقلال الذي لم يتحقق إلا بدماء و تضحيات السوريين و بايمانهم بسوريتهم و بقيم وطنية اعلى من الاديان و الطوائف و المذاهب و الاثنيات. صراع استمر طويلاً, بدأً من معركة ميسلون و مرور قوات غوروعلى اجساد شهدائها السوريين و على رأسهم الشهيد يوسف العظمة إلى الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الاطرش و ابراهيم هنانو و حسن الخراط و صالح العلي و عبد الرحمن الشهبندر و عياش الحاج و فوزي القاوقجي لتكتمل مع نضالات الاحزاب الوطنية و رجالاتها, شكري القوتلي و هاشم الاتاسي و محمد علي العابد و فارس الخوري و سعد لله الجابري و خالد العظم.... لنستذكر من ذكرى الجلاء ما حل و يحل بسورية منذ قيام ثورتها الشعبية ضد نظام الهمجية و الخيانة الاسدي و لما وصلنا إليه من غياب كامل لكل القيم الوطنية للاستقلال الاول 1946 و للثورة الشعبية الاعظم 2011 حيث يتقاذف السوريين اتهامات التخوين في صف يهلل للاحتلال الروسي الايراني و لصف آخر يهلل للقصف الامريكي او الاسرائيلي او التركي للمنشآت السورية العسكرية و الاقتصادية و البنى التحتية التي دفعوا ثمنها من عرقهم و دمائهم و عملهم خلال عقود من الزمن.
يقف المرء في حالة صدمة كاملة عندما يسمع معارض, يدعي الوطنية, يناشد امريكا او اسرائيل او تركيا لاحتلال مناطق من ارض سورية او قصف منطقة من مناطق سلطة الاحتلال الاسدي أو يشاهد مسيرات لموالين يرفعون العلم الروسي او الايراني او عصابات حزب الله اللبناني و دعوات لقصف مناطق لا تخضع لسلطة النظام, إنها الكارثة الوطنية الكبرى.
شخصياً, و قد كنت ضابطاً بسلاح الجو, صعقت من تصريحات لضابط طيار منشق يستاء من تواضع الضربة الجوية الامريكية لمطار الشعيرات و يطالبها بتدمير كامل سلاح الجو السوري و نظام الدفاع الجوي.
للتاريخ, فقد كان صدام حسين و كبار قياداته العسكرية و الامنية في متناول القوات الامريكية دائماً و ابداً خلال حربين, لم يكن صدام حسين هدفاً للامريكان الا بعد تدمير البنى التحتية العراقية و تدمير مؤسسة الجيش و القواعد العسكرية العراقية (من غير قوات الحرس الجمهوري, التي سلمت بغداد و انحلت بين المدنيين البغداديين) و مراكز الابحاث العلمية و المؤسسات الاقتصادية إنها حرب تدمير للحاضر و للماضي للقيام بعملية بناء على اسس لاوطنية ترسخ واقعاً تقسيمياً (بحجة اللامركزية) و اثنياً (بحجة حقوق غير العرب بالاستقلال) و طائفياً (بحجة حماية الاقليات) و في النهاية بناء دولة هشة و متراخية تتحكم القوى الدولية بصمامات الصراعات الدينية و الطائفية و الاثنية فيها دائماً.

لكل المهللين لقصف الامريكان أو لقصف الروس أو لقصف اسرائيل و لقصف الاتراك و لقصف موزانبيق... للقواعد العسكرية السورية و طائراتها و منشآتها الاقتصادية و البنى التحتية, هذه جميعها ملك لنا جميعاً و دفع كل سوري و سورية ثمنها و لكن صمتنا و صمت اهالينا من جعلها بأيدي الخونة و الجبناء و اللصوص, و الثورة قامت لاستعادتها و اسقاط عار الاسدية عنها و تسليمها للجيش الوطني الذي عمل الكثيرين من المعارضين على منع قيامه و استبداله بالميشيات الطائفية و المتطرفة.
الامريكان و الاسرائيليين و الروس و الاتراك و الايرانيين و التحالف الدولي, الجميع يعرفون مكان تواجد بشار الاسد و قادته العسكريين و الامنيين المجرمين و لكنهم جميعاً لهم هدف تدمير اسس اعادة بناء سورية الجديدة و مؤسسات دولتها القادمة و بناها الاقتصادية و الثقافية و الحياتية و الدليل لمن فقد الدليل هو ترك الامور منذ بداية الثورة حتى لحظات التعفن و الاحباط الكامل, لحظات تبدأ بعدها تقاسم النفوذ و الثروات على الارض السورية و على حساب كل السوريين.
أصدق ما قاله الثوار الاحرار في الداخل السوري كان مناشدة ترامب بقصف القصر الجمهوري حيث من هناك خرجت اوامر قصف خان شيخون بالكيماوي و ليس مطار الشعيرات و من هناك تصدر اوامر قصف السوريين بكافة انواع الاسلحة التقليدية و غير التقليدية.
أنه زمان غياب الوعي و القيم و المعايير الوطنية الكامل, إنه غياب العقل و الفكر و تصدر للشعبوية و التخوين و الاحباط و الحقد و الانتقام و يغيب مع كل هذه الجعجعات و الصراخ, أصوات العقلاء و اصحاب المثل و سوريين حقيقيين يقع على عاتقهم اعادة بناء سورية و دولتها و مؤسساتها بعد اسقاط هذا النظام العار و محاكمة القتلة و تحرير ارضها من كل مستعمر و حاقد و طائفي و متطرف و الذي بالتأكيد لن يتحقق سوى باستعادة الثورة و خطابها و قيمها الوطنية و قيم الحرية و حقوق كل السوريين على ارض سورية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاكم دارفور: سنحرر جميع مدن الإقليم من الدعم السريع


.. بريطانيا.. قصة احتيال غريبة لموظفة في مكتب محاماة سرقت -ممتل




.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين يضرمون النيران بشوارع تل أبيب


.. بإيعاز من رؤساء وملوك دول العالم الإسلامي.. ضرورات دعت لقيام




.. بعبارة -ترمب رائع-.. الملاكم غارسيا ينشر مقطعاً يؤدي فيه لكم