الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعليم والكيماوي السوري

ناجح شاهين

2017 / 4 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


تعليم "الاختراع" في المدارس، والقصف الكيماوي على خان شيخون
ناجح شاهين
طلبت المعلمة من الصغيرات إحضار اختراع: "بكرة كل واحدة بتجيب معها اختراع".
على الرغم من خبرتي الكافية بما يجري في المدارس الفلسطينية إلا أنني لم أستطع إلا الدهشة حيال ذلك. قلت لابنتي اوروك: "انت بتمزحي، شو يعني اختراع في يوم واحد؟ ما المقصود بذلك؟"
واضح أن المعلمة تعني دلالة معينة بمفردة "اختراع". وذلك بالضبط على الأرجح هو ما قمنا به: اتصلت بزوجتي المعلمة وطلبت منها إحضار "اختراع" من "مخزن" مدرستها لتأخذه اوروك الى معلمتها. وقد تم ذلك بالفعل.
لا يلزم مثلما هو واضح لكي ندرب التلاميذ على التفكير والإبداع والتعلم المنتج إلا الأمر: كن فيكون. "كن مبدعاً ايها الصغير، هيا اخترع، وصمم قنبلة هيدروجينية في منزلك. وحافظ على دروسك مستظهرة عن ظهر قلب، ولا تفتح فمك بكلمة، ولا تهمس، ولا تعترض، ولا تطلب، ولا تناقش...الخ" طريقة فذة في الإبداع العلمي والمدرسي.
صديق عزيز علي اتصل به ابنه الذي يدرس في الغربة لكي نكتب له صفحة أو بعض صفحة عن لغة الورد وعلاقتها بالحياة. شيء يذكر بعبد الحليم حافظ والوردة البيضاء "بتئول روحي فداك"...الخ لا يستطيع الشاب المدرب على الاختراع مثلما تتدرب ابنتي الان أن يحضر صفحة من لدن العم "جوجل". لكن هذا ضروري فيما نحسب لكي تعيش في هذه الأوطان حالة سياسية اقتصادية مريعة لا يشبهها شيء. ألا ترون الى الحمق الذي يصل حد تفجير بيوت العبادة المسيحية والإسلامية والتضامن مع ترامب الذي يمثل هتلر في طبعة أمريكية، وتقبيل يديه عرفاناً وشكراً لإخلاصه في مشروع تدمير سوري واحتلالها؟
يؤمن كثير من "المحللين" العرب والفلسطينيين، ليس فقط من طائفة الذين يقبضون البترودولار، أن نظام الأسد قد قصف خان شيخون بالكيماوي.
بالطبع يمكن للمرء أن يكون متأكداً من ذلك إذا كان قد تعلم فنون الاختراع المذكورة أعلاه، وكذلك إذا كان يستمع مخدراً للجزيرة والعربية وسي ان ان وفوكس وبي بي سي ويورونيوز. سيرك إعلامي لطيف بالفعل.
لا يوجد أدلة مادية من أي نوع. لكن هذا غير مهم لأن نظام الأسد أكيد فعل ذلك. وقد فعل ذلك من قبل، وهو نظام مجرم بالطبع على حد تعبير أرسطو سبق له أن دمر تل الزعتر وحماة وجزر الواق واق. وخذ من هذا العقل المنبت الصلة بصيرورة التاريخ "وازرع بيتنجان" على رأي المثل الفلسطيني.
ترامب حسم الأدلة كلها بالقول إن بشار الأسد butcher (=جزار). يشهد الله أن الاستماع لترامب يرفه عن النفس الاكتئاب والضجر، ولكنه للأسف يشعر المرء أن البشرية تقترب في غبائها من مستوى مدهش بالفعل. كذلك قال ترامب إنه يتمزق ألماً وهو يرى الأطفال السوريين الجميلين يموتون بين أيدي آبائهم. لا داعي فيما نحسب للتعليق، ويعرف القارئ المحترم أن نتانياهو وأردوغان وسلمان وآل حمد ونهيان يتمزقون جميعاً ألماً لما يحدث في سوريا. وليس هنا موضع الكلام في هذا الهراء لا في مستوى الهزل ولا الجد.
النظام السوري يتمتع على الأرض بتفوق واضح، وهو لم يكن في حاجة إلى ضربة لا قيمة عسكرية لها من أي نوع لكي يستدعي على نفسه الحرب من الجوار الشقيق والبعيد الصديق ان كان سعوديا او تركيا او اسرائيليا او امريكيا أو فرنسيا ...واللائحة تطول.
نرجح ان الجيش السوري لم يقم باستخدام اية اسلحة كيماوية هو لا يملكها أصلاً. لكن إدانة سوريا تحصيل حاصل ولا تحتاج إلى سبب لأن المقصود هو تدمير سوريا وإخضاعها وإلحاقها بعالم "إسرائيل" في كرنفال الشرق الأوسط الجديد. ولأن المواطن العربي مدرب جيداً على الاختراعات التي تتم بدون أي جهد أو تحليل أو تفكير أو إعمال للعقل واليدين، فإن من السهل عليه أن يصدق أي شيء يتم ترويجه في الإعلام خصوصاً عندما يلاقي هوى في النفس ناجم عن ميول طائفية قروسطية لا تخفى على أحد.
لذلك يلزم فيما نحسب أن يظل المنطق والتكفير ونظرية المعرفة والبرهنة والتجريب كلها أنشطة محظورة في المدراس، وأن نبقى أوفياء لمهارة الطاعة والحفظ الصم لما يملى علينا كيما لا يشكل وعينا اي تهديد للفئات التي تنهب بلاد العرب وتبيعها رخيصة للمستعمر الأمريكي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رهان ماكرون بحل البرلمان وانتخاب غيره أصبح على المحك بعد نتا


.. نتنياهو: سنواصل الحرب على غزة حتى هزيمة حماس بشكل كامل وإطلا




.. تساؤلات بشأن استمرار بايدن بالسباق الرئاسي بعد أداءه الضعيف


.. نتائج أولية.. الغزواني يفوز بفترة جديدة بانتخابات موريتانيا|




.. وزير الدفاع الإسرائيلي: سنواصل الحرب حتى تعجز حماس عن إعادة